أأيتها المقابر فيك *** من كنَّا ننازله
ومن كنا نتاجره *** ومن كنا نعامله
ومن كنا نعاشره *** ومن كنا نطاوله
ومن كنا نشاربه *** ومن كنا تؤاكله
ومن كنا له إلفا *** قليلاً ما نزايله
ومن كنا له بالأمس *** أحيانا نواصله
فحل محله من حلها *** صرمت حبائله
ألا إن المنية منهل *** والخلق ناهله


كم من ظالم تعدى وجار، فما راعي الأهل ولا الجار، بينا هو عقد الإصرار
حل به الموت فحل من حلته الأزرار (فاعتبروا يا أولي الأبصر)

ما صحبه سوى الكفن ، إلى بيت البلى والعفن، ولو رأيته وقد حلت به المحن
وشين ذلك الوجه الحسن، فلا تسأل كيف صار (فاعتبروا يا أولي الأبصر)

أين مجالسة العالية؟ أين عيشته الصافية؟ أين لذاته الخالية؟
كم كم تسفى على قبره سافية !! ذهبت العين وأخفيت الآثار (فاعتبروا يا أولي الأبصر)


تقطعت به جميع الأسباب، وهجره القرناء والأتراب، وصار فراشه الجندل والتراب
وربما فتح له في اللحد باب إلى النار (فاعتبروا يا أولي الأبصر)

نادم بلا شك ولا خفا ، باك على ما زل وهفا، يود أن صافي اللذات ما صفا
وعلم انه كان يبني على شفا حرف هار (فاعتبروا يا أولي الأبصر)