(
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَ الصَّلاَةِ )

إذا داهمك الخوف و طوّقك الحزن , و أخذ الهم بتلابيبك , فقم حالا إلى الصلاة , تَثُب لك روحك , و تطمئن
نفسك , إن الصلاة كفيلة - باذن الله - باجتياح مستــــعمرات الأحزان و الغموم , و مطاردة فلول الاكتئاب .

كان صلى الله عليه و سلم إذا حزَبَه أمرٌ قال : ( أرحنا بالصلاة يا بلال ) فكانت قرة عينه و سعادته و بهجته .

إن صلاة الخوف فرضت لتؤدى في ساعة الرعب , يوم تتطاير الجماجم , و تسيل النفوس على
شفرات السيوف , فإذا أعظم تثبيت و أجل سكينه صلاة خاشعة .

من أعظم النعم - لو كنا نعقل - هذه الصلوات الخمس كل يوم و ليلة كفارة لذنوبنا , رفعة لدرجاتنا عند ربنا
ثم هي علاج عظيم لمآسينا , و دواء ناجع لأمراضنا , تسكب في ضمائرنا مقادير زاكية من اليقين , و تملأ جوانحنا بالرضا .

د . عائض القرني