"صفة العلم"
ودليلها قوله تعالى :{عالم الغيب والشهادة}الحشر22.
وقال جل في علاه:{ يعلم مافي السماوات والأرض ويعلم ما تسرون وما تعلنون والله عليم بذات الصدور}التغابن4.
فالله تعالى بكل شيء عليم ,يعلم السر وأخفى وهذا يستوجب من العبد استشعار كمال رقابة الله تعالى له وإحاطة علم الله تعالى بأقواله وأفعاله.
"صفة الإرادة"
ودليلها قوله تعالى: {إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون}يس82.
وقولته تعالى:{فعّال لما يريد}البروج 16.
فالله تعالى يفعل ما يريد فلا معقب لحكمه ولا راد لقضائه.
"صفة العـــلو"
ودليلها قوله تعالى :{وهو العلي العظيم}.البقرة255.
وأيضا:{سبح اسم ربك الأعلى}المائدة 64.
فمن صفاته سبحانه علوه فوق خلقه ,والعلو يشمل علو الذات وعلو الصفات وعلو القدر وعلو القهر.
وهنالك صفات أخرى جاء ذكرها في القرآن مثل:
·صفة الحب.قال تعالى:{يحبهم ويحبونه}المائدة54.
·صفة الرضا.قال تعالى: {رضي الله عنهم ورضوا عنه}المائدة119.
·صفة السخط. قال تعالى:{ لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم}المائدة80.
·صفة الكراهية. قال تعالى:{ولكن كره ألله انبعاثهم}التوبة 46.
·صفة المجيء. قال تعالى:{وجاء ربك والملك صفا صفا}الفجر 22.
[ثمرات الإيمان بأسماء الله وصفاته]
العلم بأسماء الله وصفاته من أشرف العلوم وأعلاها وأنفعها ومنافع ذالك كثيرة فمنها:
1- أن العلم بأسماء الله وصفاته هو السبيل لمعرفة الله حق المعرفة وتعظيمه حق التعظيم.
2- أن العلم بها هو الأساس الذي يقوم عليه علم التوحيد ,توحيد الربوبية وتوحيد العبادة وتوحيد الله بأسمائه وصفاته وهذه الأنواع من التوحيد هي لب الإيمان ومنطلق العمل الصالح.
3- أن العلم بأسمائه وصفاته وتدبر معانيها هو الدافع إلى تعظيم الله تعالى وتقديسه وإخلاص العبادة له.
4- أن أسماء الله تعالى هي الوسيلة لعبادته ودعائه.
5- العلم بأسماء الله تعالى وصفاته يتحقق به الإيمان ويزيد ويقوى ويكون به اليقين والرضا.
6- إذا عرف المسلم أنا من أحصى لله تسعاً وتسعين اسماً دخل الجنة حرص على تعلمها وتدبرها وفهم معانيها وتعلق بها قلبه ووجد آثار ذالك في قلبه وجوارحه فيدفعه ذالك إلى الازدياد من الإيمان والعمل الصالح.
7- كل اسم من أسماء الله تعالى يدل دلالة عامة على عظمة الله وكماله ودلالة خاصة وأصراً خاصاً على كل ما يحتاجه الخلق في شؤون معاشهم ومعادهم, ويربطهم بالعبودية الحقّة لله تعالى.
· قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
(ومن تدبر كلام أئمة السنة المشاهير في هذا الباب علم أنهم كانوا أدق الناس نظراً وأعلم الناس في هذا الباب بصحيح المنقول وصريح المعقول
وأن أقوالهم هي الموافقة للمنصوص والمعقول ولهذا تأتلف ولا تختلف وتتوافق ولا تتناقض والذين خالفوهم لم يفهموا حقيقة أقوال السلف والأئمة
فلم يعرفوا حقيقة المنصوص والمعقول فتشبعت بهم الطرق وصاروا مختلفين في الكتاب مخالفين للكتاب وقد قال تعالى:{وإن الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد}.
درء التعارض لشيخ الإسلام ابن تيمية ج2/ص301.
· وقال الحافظ الذهبي رحمه الله:
وروى يحيى بن يحيى التميمي و جعفر بن عبد الله وطائفة قالوا:جاء رجل إلى مالك فقال : يا أبا عبد الله {الرحمن على العرش استوى}.كيف استوى؟
قال:فما رأيت مالكاً وجد من شيء كموجدته من مقالته وعلاه الرحضاء يعني العرق وأطرق القوم فسري عن مالك وقال: الكيف غير معقول ,والاستواء منه غير مجهول , والأيمان به واجب , والسؤال عنه بدعة
,وإني أخاف أن تكون ضالاً وأمر به وأخرج , هذا ثابت عن مالك وهو قول أهل السنة قاطبة أن كيفية الاستواء لا نعقلها بل نجهلها وأن
استواءه معلوم كما أخبر في كتابه وأنه كما يليق به ولا نعمق ولا نتحذلق ولا نخوض في لوازم ذالك نفياً ولا إثباتا بل نسكت ونقف
كما وقف السلف ونعلم أنه لو كان له تأويل لبادر إلى بيانه الصحابة والتابعون ولما وسعهم إقراره وإمراره والسكوت عنه ونعلم
يقيناً مع ذالك أن الله جل جلاله لا مثيل له في صفاته ولا في استوائه ولا في نزوله سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علواً كبيرا.
العلو للعلي الغفار 1ص139.
· قال ابن عبد البر المالكي رحمه الله:
(أهل السنة مجمعون على الإقرار بالصفات الواردة كلها في القرآن والسنة والإيمان بها وحملها على الحقيقة لا على المجاز إلا أنهم لا يكيفون شيئاً
من ذالك ولا يلحدون فيه صفة محصورة وأما أهل البدع والجهمية والمعتزلة كلها والخوارج فكلهم ينكرها ولا يحمل شيئاً منها على الحقيقة ويزعمون
أن من أقرّ به مشبه وهم عند من أثبتها نافون للمعبود والحق فيما قاله القائلون بما نطق به كتاب الله وسنة رسوله وهم أئمة الجماعة والحمد لله.)
· قال ابن القيم رحمه الله:
(محبة الله سبحانه وتعالى و الأنس به والشوق إلى لقائه و الرضى به وعنه: أصـــل الدين وأصل أعماله وإراداته , كما أن معرفته والعلم
بأسمائه وصفاته وأفعاله أجل علوم الدين كلها فمعرفته أجل المعارف ,وإرادة وجهه أجل المقاصد , وعبادته أشرف الأعمال , والثناء عليه بأسمائه
وصفاته ومدحه وتمجيده أشرف الأقوال ,, وذالك أساس الحنيفية ملة إبراهيم وقد قال تعالى لرسوله:{ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفاً وما كان
من المشركين}.
وكان النبي – صلى الله عليه وسلم – يوصي أصحابه إذا أصبحوا أن يقولوا : أصبحنا على فطرة الإسلام وعلى كلمة الإخلاص وعلى دين
نبينا محمد – صلى الله عليه وسلم – وعلى ملة أبينا إبراهيم حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين ,, وذالك هو حقيقة شهادة أن لآ إله إلا الله وعليها
قام دين الإسلام الذي هو دين جميع الأنبياء والمرسلين وليس لله دين سواه و لا يقبل من أحد دين غيره).
ختاماً إخوتي في الله جميعاً.,.
أهل السنة والجماعة :هم الذين أثبتوا صفات الكمال ونفوا عنه صفات النقص من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل ودليلهم في ذالك قوله جلا في علا:{ ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}
هذا وأدعو الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى وبكل ما يحب ويرضى أن يغفر لنا ذنوبنا ويكفر عنا سيئاتنا ويجعل خير أعمالنا خواتمها وخير أيامنا يوم
نلقاه,,إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
تحياتي أختكم في الله/بليميرو .,’ْ~
المفضلات