.

أعتذرُ سيدتي، حاولت أن تكون دموعي أحبار رسالتي وأخفقت كلماتي، حاولتُ أن تكون دمائي أحبار رسالتي وأغرقت عباراتي، لم تصل إلى قلبكِ الرافض، لم تخترق وجدانكِ الصامت، الضارب بكل أعلام الغفران، الحامل راية الأحزان، ومزجتُ دمائي ودموعي لتكون أحبار رسالتي، لتروي لقلبك الرواية، لتروي لنبضك النهاية ، ،

أعتذر سيدتي، لم تستطع كلماتي أن تنفذ خلال حائط الردع المحيط بليل أحلامك، أن تكسر مرآة التعالي التي تسكنُ وجدانك، لم تستطع دمائي ودموعي أن تفوز بغفرانك، أن تمتلكَ لحظاتِ إبهارك، وتكون رسالتي الأخيرة كل آمالك، وتعبر كلماتي الأخيرة عن عشقي لأوطانك، عن شوقي لزهور بستانك ، ،

أعتذر سيدتي، فصوتي المهزوز لم تعل نبراته، وقلبي المجروح لم تُسمع دقّاته، وعمري التائه يترنح بين آهاته، واللون الباهت سيدتي، أزاله الرماد المتناثر على أحباري، أزاله الدمع المسكوب على أحزاني ، ،

أعتذر سيدتي، فدمائي لم تكن كافية لتكمل الرسالة، ودموعي انهمرت دون معنى ولم تكتب النهاية، وحبي أضحى عابرًا وهو يحمل كل معاني الرواية، وانقطعت أوتار الشوق ولم يبقَ غير كلمة وداعٍ لأجمل بداية ، ،

أعتذر سيدتي، كل المعاني الجميلة أخفقت، لم تحمل مشاعري المهانة، كل مفردات الحروف اكتملت، لتكون أظلم رسالة، لم تعبر عن قلبي الجريح، لم تعبر عن موتي الصريح، وأنا أمزج سيدتي دمائي ودموعي لتكون أجمل نهاية ، ،

أعتذر سيدتي، هزمتني روح التمرد الشاردة التي تعلو شفتيكِ، قهرتني تلكَ الأحاسيس الباردة التي تحوي لمس يديكِ، وأنكرتُ حبي على كتفيكِ، ومزقتُ رسائلي على شآطئيكِ، وضاعت أحلامي المسافرة إلى وجنتيكِ ، ،

أعتذر سيدتي، فرسالتي لم تكن لكِ، كانت لحبيب آخر، تسكنُ عيناه داخل عينيكِ !.


أولى الخواطر التي قرأتها منذ ست سنوات، وما أزال أحفظها عن ظهر قلب، لقائلٍ مجهول !

جويندا !

.