حدقت "لونا" بعينيها الحزينتين, لكنها بقيت صامته, أبعدت "ماريكو" بصرها عن "لونا", وفجأةً رن هاتف "لونا" المحمول
فأخرجته بسرعة من الحقيبة, وضغطت زر الرد ووجهت سماعة الهاتف إلى أذنها اليمنى قائلة:
ـ مرحباً.. "لونا" تتكلم.
رد عليها المتصل بصوتٍ عالي يملئه المرح:
ـ هيه "لونا", هذا أنا "كاميو"... إسمعي أريد منك الذهاب معي إلى السوق, هل يمكنك ذلك؟
تنهدت "لونا" وهي تجيبه في ضجر:
ـ يالك من فتى, حسناً سأذهب... إلى اللقاء.
وأغلقت هاتفها, ثم رمقة "ماريكو" بإبتسامة رقيقة وقالت في إحراج:
ـ آسفة, لكن أخي "كاميو" يريدني أن أذهب معه للتسوق.. لذا علي الذهاب حالاً.
ظهر الشحوب على وجه "ماريكو" وقالت بصوت باهت:
ـ لا بأس.
لاحظت "لونا" ملامح صديقتها المختلفة والشاحبة, وشعرت بأن هناك شيئاً ما يزعجها, فوضعت كفها على كتف "ماريكو"
وقالت في إستياء:
ـ أنت لست طبيعية اليوم, هذا الوجه ليس وجه "ماريكو" التي أعرفها.
وأبعدت يدها وتابعت بعدما أزالت الإبتسامة عن وجهها:
ـ إذن.. أراك لاحقاً.
رفعت "ماريكو" عينيها إلى "لونا" التي بدأت بالإبتعاد عنها تدريجياً.. وتسمرت في مكانها وكانت تردد في أعماقها
عبارة واحدة (أود أن أخبرها... يجب أن أفعل هذا الآن)
فعقدت حاجبيها, ورفعت رأسها في ثقة وقالت بكل صوتها:
ـ "لوناااا" ..!
تلفت إليها الجميع, وتوقفت "لونا" وأدارت جسدها ووجهت نظرها إلى "ماريكو" في حيرة... وعادت إليها
وسألتها في إستغراب:
ـ ما الأمر؟
أجابتها بثقةٍ كبيرة ومن دون خوف أو تردد:
ـ هناك شيءٌ أود إخبارك به.
إندهشت "لونا" من تصرفاتها وردات فعلها الغريبة.. ثم عادت تسألها في حيرة :
ـ وما هو هذا الشيء؟
بدأت "ماريكو" تحكي لها عن الحوار الذي دار بينها وبين والديها في الليلة الماضية, وبدأت علامات التفاجىء تظهر على وجه "لونا" وهي تستمع إليها, ولم تستطع تخيل الأمر.. ولم تجد كلماتٍ مناسبة لتقولها لـ "ماريكو".. فأكتفت بخفض رأسها
وقالت في إكتئاب وضيق مما سمعته:
ـ لا أعرف ماذا أقول لك؟... لكنك ستنتقلين في نهاية الأمر.
مسحت "ماريكو" الدموع التي ملئت عينيها, وحاولت أن تستجمع قوتها.. ثم بدت وكأنها مرتاحةٌ نفسياً لأنها أخبرت أعز صديقاتها بهذا الأمر.
وبقي أمامها الجزء الأصعب, وهو كيفية إخبار "ريك".
في بادىء الأمر كانت تشعر بالخوف والتردد, لكن الآن ستحاول التماسك وأن ترضى بالأمر الواقع.
*********************************
ركبت "ماريكو" في سيارة أجرة... وأنطلقت للذهاب إلى منزل "ريك".
وحين وصلت نزلت من السيارة, وتوجهت نحو بوابة المنزل, وبقيت تحدق بزر الجرس, ثم رفعت يدها وضغطت عليه ودقات قلبها تتسارع في
كل دقيقة.... فتحت الخادمة الباب بهدوء ورمقة "ماريكو" بنظراتٍ قاسية لم تجد لها سبباً..
ثم سألتها عن "ريك" فأجابتها الخادمة بصوتها الجاف:
ـ لقد ذهب السيد "ريك" إلى شركة والده قبل لحظات.
ثم أغلقت الباب من دون أن تسمح لـ "ماريكو" بالتكلم,, فأحتارت قائلة:
ـ ما بال هذه المرأة؟
إبتعدت "ماريكو" عن المنزل بعدما خاب أملها.. وسارت وهي لا تعلم إلى أين تذهب...
.............................................

في تلك الأثناء كانت "لونا" مع شقيقها "كاميو" في السوق...
"كاميو" شابٌ في الخامسة عشر من العمر, فتى طموح يحب القراءة كثيرة ويكره أن يزعجه أحد, وهو لا يحب الفتيات
لهذا لا يخرج إلا مع أخته "لونا", ولم يسبق له أن تعرف على فتاة.
من عادت "كاميو" ان يتأخر وهو يختار شيئاً يشتريه, ثم وقف في ركن الكتب وبدأ بالقراءة ونسي كل شيءٍ حوله بسرعة..
شعرت "لونا" بالملل وهي تقف معه, فأخذت كتاباً من الرف وقلبته قليلاً ووقع بصرها على تاريخ 11 من شهر مايو ثم فكرت وهي تقول:
ـ الحادي عشر من شهر مايو.
وبدت كالذي تذكر شيئاً مهماً, وظهرت ضحكةٌ جميلة على شفتيها وقالت لـ "كاميو" وهي في غاية السعادة:
ـ يجب علي الذهاب لأمرٍ مهم.
حرك "كاميو" يده من دون النظر إليها وقال وهو منسجم في القراءة:
ـ إذهبي.


معليش التكملة قصيرة ... لأني مشغولة بأكمل لاحقاً
وأشكركم جميعاً على ردودكم المشجعة .... ^^"

توقيعي .. أنا حطيته لأني كرهت كيرا بعد موت L
ومشكور على ردك :yes2: