ثم غادرت المحل بسرعة, ووقفت عند الباب, وأخرجت هاتفها المحمول من حقيبتها, وأشارت على إسم "ريك" وضغطت زر الإتصال
ووضعت السماعة على أذنها, وحين رد عليها قالت له في لهفة:
ـ مرحباً "ريك"... أين أنت الآن؟
أجابها وهو يقود السيارة ويمسك الهاتف بيده اليمنى وينظر للطريق:
ـ أنا في طريقي للعودة للمنزل... ماذا هناك؟
سألته في ترجي:
ـ هل يمكنك أن تأتي إلى منزلي الآن؟... هناك أمرٌ مهم أود التحدث به معك.
سكت قليلاً وسمع ضجيج السيارات عندها فأجاب:
ـ حسناً... لا بأس.
ركبت "لونا" في سيارتها, و أشغلت المحرك ثم انطلقت بكل سرعتها نحو المنزل, وحين وصلت أوقفت السيارة عند الباب ونزلت بعد أن أطفئت السيارة
وصعدت إلى غرفتها, فرن هاتفها المحمول وكان المتصل "ريك" فأخبرته بأنها تنتظره في غرفتها ...
صعد "ريك" عبر الدرج, وهو يفكر ويتسائل عن سبب إصرار "لونا" على قدومه إلى هنا, ثم وقف أمام غرفتها ودق الباب ودخل...
واحتار أكثر حين وقع بصره على وجه "لونا" المبتسم فتساءل في حيرة:
ـ ماذا هناك؟؟ ما سبب إتصالك بي؟؟
أمسكت بمعصمه وسحبته وأجلسته على الأريكة, فأندهش من تصرفاتها وردة فعلها المفاجئة, فقالت في سعادة:
ـ أتعلم ما هو الغد؟
رفع حاجبيه في إندهاش وقال في إستغراب:
ـ إنه الحادي عشر من مايو.. ماذا هناك؟
فتحت "لونا" النوافد وهب نسيمٌ عليل, حرك شعرها البني الجميل, وقالت وهي تحدق للسماء الصافية:
ـ قبل أن أخبرك... هناك آمران أود أن أطلعك عليها, أحدهما سيء والآخر جيد.. فأيهما تريد؟
إلتفت "ريك" إليها, وعقد ساعديه أمام صدره, وقال:
ـ سأختار الخبر الجيد بالطبع.
أدارت جسدها إليه, وقالت وهي تتقدم بإتجاهه:
ـ غداً... عيد ميلاد "ماريكو".
لم يستطع "ريك" تمالك نفسه, فهب واقفاً بسرعة وهو يقول بإبتسامة ملئت وجهه:
ـ حقاً؟... إنه خبرٌ رائع.
ثم تغيرت ملامح وجه "لونا" إلى الإكتئاب وقالت في حزن:
ـ الخبر السيء هو......
أشاحت بوجهها عنه وتابعت قائلة في إستياء:
ـ ستسافر "ماريكو" إلى بريطانيا بعد أسبوعين, وقد لا تتمكن من العودة إلى هنا.
إختفت الإبتسامة من وجه "ريك" وهو يسمع هذا الخبر, ثم سأل في حيرة:
ـ ما السبب؟
جلست "لونا" على سريرها, وأخبرته بكل التفاصيل كما سمعتها من "ماريكو".. وبقي "ريك" صامتاً وواقف في مكانه من دون
حراك, ولا يصدق ما تسمعه أذناه.. فعقد حاجبيه وأستاء جداً, ثم قال بعدما أكملت "لونا" حديثها:
ـ هل يعني هذا بأنه لا يوجد أملٌ في بقائها هنا؟
هزت "لونا" رأسها نفياً وأخفضته قائلة:
ـ مع الأسف .... لا يوجد.
ثم إقتربت منه وتابعت كلامها بنبرةٍ هادئة:
ـ لقد فكرت في إقامة حفلةٍ صغيرة لها, بمناسبة عيد ميلادها الثامن عشر.. لكي تنسى الحزن قليلاً.
قال لها "ريك" وهو شارد الذهن ومتضايق:
ـ لا أعرف ماذا أقول؟.. لكن..
ووضع عينه في عيني"لونا" وتابع:
ـ سيكون من الجيد إسعادها في مثل هذه اللحظات.
إبتسمت "لونا" إبتسامة باهته وهي تقول:
ـ هذا صحيح.
ثم أصبح الجو ساكناً... ولم ينطق أي منهما بكلمة, وفكر "ريك" في هذا الموضوع, وعن كيفية إقامة هذه الحفلة
فألتفت إلى "لونا" بسرعة قائلاً بلهفة:
ـ ما رأيك ان نقيم الحفلة هنا؟
تفاجأت "لونا" لأنها كانت شاردة فقالت في إرتباك شديد:
ـ ماذا؟.. هنا؟
هز رأسه مجيباً:
ـ نعم.. سنجعلها مفاجأةً لها, وسندعوا الجميع.
ظهرت الضحكة على وجه "لونا" وفرحت بفكرة "ريك" كثيراً, ووافقت عليها....
***************************
فتحت "ماريكو" جزءً من باب غرفة نوم والديها, ورأتهما يستعدان للسفر.. فأغلقت الباب بهدوء, وأغمضت عينيها
وقالت في أعماقها بحسرة:
ـ تباً... لا أريد الرحيل من هنا.
ثم توجهت إلى غرفتها, ووقفت في الشرفة, وراقبت العصافير التي كانت تقف على حافة الشرفة, فمدت يدها لهم فطاروا جميعاً
وهب هواء عليل عليها ونظرت إلى السماء الزرقاء الصافية وقالت في شرود وحزن:
ـ يبدو بأنني لن أحتفل بعيد ميلادي في هذه السنة.
التكملة بكرة ..... جانا **^^"

رد مع اقتباس

المفضلات