الظلم ظلمات يوم القيامة

لكني تأكدت أن الظالمين نوعين:

نوع وهو الأكثر يظلمك عدوانا واستكبارا وحقدا

ونوع آخر قليل يظلمك خطئا من عند نفسه ، ومن سوء تدبيره أو بسبب طغيان حالة العاطفة على العقل في وقت تنفيذ الظلم ، لكن بعد ذلك يندم ويقر بخطأه ويتراجع ويحاول التعويض عن ذلك.

أما في الجانب الآخر فعجبا ، إلى أولائك المذبذبين لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء
قام الفأر بضجة عند الحاكم ومعه شعب من الفئران، فذهب عند الحاكم يكذب وهو يجمع مجموعة من الفرى والتلبيسات ، فقام الحاكم باستدعاء المتهم فبدأ الحاكم بالإستفسار عن السبب ، فأجابه المتهم بأن هؤلاء كائدون ومدبرون لفرى .
فاستدعى الحاكم مرة أخرى المتهم ، وتغير خطاب الحاكم وقال غاضبا أعطني أدلة تثبت كلامك فإن كان صحيحا ولم يستطع الفئران دحض أدلتك فسيتم القضاء على الفئران، ثم أدخل الحاكم في خطابه شيئا من تهديد .
فأجاب المتهم إجابة الواثق من نفسه وقلب على الحاكم تهديده ، وعرض ما لديه من الأدلة والحجج الساطعة كالشمس في كبد السماء ، مسكتا بها الفئران ومخرسا لهم ومحرجا للحاكم .
فهرب الفئران عن بكرة أبيهم وخنسوا كما يخنس إبليس ، لما شاهدوا تلك الحجج وهم يقولون يا ويلنا من أين أتى بها ، لقد فضحنا وكشفنا .
وكانت من عادة المتهم أن لا يكشف عن الفئران إلا إن بدا ظلم منها .
فطالب المتهم الحاكم قائلا له: أين كلامك الذي وعدت .
فانقلب السحر على الساحر ، فلا الفئران ظهرت ولا الحاكم تكلم ، والكل أخرس في قعر داره .

وكذلك يفعل الفئران.