استمتع بحياتك

مادمت ملزما فاستمتع
هكذا كان يقول الشيخ محمد العريفي لشاب أصيب بمرض السكر . فكان يشرب الشاي من غير سكر. ويتأسف لحاله.
كنت أقول إذا تأسفت وحزنت أثناء شربك الشاي؛ هل تنقلب المرارة حلاوة؟
قال : لا
قلت: مادمت ملزما فاستمتع.
الدنيا لا تأتي دائماً على ما نحب.
ما كل ما يتمنى المرء يدركه تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن.

هي الأمور كما شهدتها دول .. من سرّه زمن ساءته أزمان ( أبو البقاء الرُندي)

حقا هذه هي تداول أيام السعادة والشقاء ، فكما انقلب الحال بعاشق الشاي عندما كان يتلذذ بطعمه أصبح الآن يذوقه بمرارة ..

وقد تكون العبرة أن كل ما نحب علينا تجربته بوجهيه ، الوجه الجيد والوجه السيء ، فلا يوجد شيئا في الدنيا إلا ويمتلك شيئا جيدا لكن بالمقابل علينا وضع افتراض أن لديه شيئا لن يعجبنا ..

فلا يدوم النهار طويلا ولن يكون الليل أطول وكذلك حال الدنيا فلا تدوم السعادة طويلا حتى تتبعها تعاسة لكن علينا أن نؤمن أن هذه التعاسة ستزول يوما لتأتي سعادة أخرى ..

وهذه الدار لا تُبقي على أحدا .. ولا يدوم على حال لها شان ( أبو البقاء الرُندي)




تجاهل بعض الأقوال

ذات يوم بارد في الخريف لمح فلاح عصفوراً صغيراً مستلقياً على ظهره في منتصف الحقل, فتوقف الفلاح عن الحرث ونظر إلى هذا المخلوق الضعيف ذي الريش وسأله:" لماذا تستلقي على ظهرك هكذا؟".
فأجابه الطائر: " سمعت أن السماء ستسقط اليوم ".
فضحك الفلاح وقال " وأظن أن رجليك الصغيرتين النحيفتين ستقيان السماء من السقوط؟ "
فأجاب العصفور الجريء: " على كل منا بذل ما في وسعه".
بالتأكيد ليس علينا الإصغاء إلى كل ما يقال ، فهناك من يحاول احتقارنا والتقليل من شأننا ومدى براعتنا وقدراتنا ،
لكن وكما يقال: ( لا تستهن بصغائر الأمور فبعضها يعني الكثير ) ودائما ما تكون العاقبة لمن يفعلها ..



أنت نسيج وحدك


زعموا أن غراباً رأى حجلة تمشي فأعجبته مشيتها, وأراد أن يقلدها فحاول ذلك فترة من الزمن, فلم يستطع أن يتقن تلك المشية, وعندما أراد أن يعود إلى مشيته الأصلية لم يستطع العودة أيضاً؟ فقد نسي كيف كان يمشي فأخذ يتخلع في مشيته, وصار من أقبح الطيور مشياً.
وهذه القصة أيضا تذكرني بمثل شعبي معروف ( تقليد الأعمى يضر) ..

قد تكون المعلومة التي يجب أخذها هنا أنه مهما أعجبنا بما عند غيرنا فلاننسى أن هناك أيضا ما يميزنا ، لذلك يجب أن نكسر حاجز التقاليد والاقتناع بما لدينا ، فإنه لأمر عجب أن تركض خلف أشياء الآخرين وتنسى أشياءك..

فكم أشفقت لحال ذاك الغراب المسكين الذي لم تكن له قناعة بنفسه حتى في مشيته ..



موضوع رائع لكاتبة أروع ..~
جزيتي خيرا على هذا المجهود الجبّار ..~
والشكر موصول لك عزيزتي للذكرى حنين