بين يدي الساعة سنين خداعة ، يُصدق فيها الكاذب ويُكذب فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن، و يُخون الأمين، ويتكلم فيه الريوبضة ، وهو الرجل التافه يتكلم في أمور العامة كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم

فاللهم إنا نعوذ بك من التافهات والتافهين

إذا أسند الأمر لغير أهله فانتظر الساعة

لماذا البعض يعجب بمديح المنافق ويغضب من نصيحة الناصح ، هذه هي حقيقة مرة ، فما سبب هذا الإنقلاب الكوني والإنقلاب البشري أن يكون التافه هو الذي يتكلم في أمر العامة، أن تُعظم التفاهة ويعلى قدر التفاهة .

إن الله يحب معالي الأمور ويكره سفسافها
كثُر الكذابون وكثر المنافقون والخائنون والتافهون{ ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويُشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام وإذا تولى سعى في الأرض ليُفسد فيها ويُهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد . وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد}

فتدبروا

الحق نوره واضح ، ولكنهم يختارون على أهوائهم ما يوافق أمزجتهم ، ما يرضي شهواتهم ، فيشجعون أهل الباطل ليكثروا، وليزيدوا في باطلهم

يعجبك كلامهم { ومن الناس من يعجبك قوله } كلام منمرق ، ظريف ، هادئ، من تحته سم زعاف ومحض النفاق

يرضون المنكر في الأمة ويدافعون عنه ، فإن قلت لهم أترضونه لأختكم وأمكم وعمتكم وخالتكم أخرست الخنازير عن بكرة أبيهم ، فيا للعار والشنار أن تجد ممن يسمي نفسه مسلما يدافع عمن يقذف بنات المسلمين ومن ينشر التفاهة والفسق .

وتستمر سنة الدفع .