عندما تتسطر الكلمات بحثا عن واقعِ جديد، عندما يصبح السلام أبعد من السماء عندما تصبح ضحكات الأطفال عالم من
الإرهاب، عندما يصبح الدمع و البكاء هو اللغه الرسميه هي العمله المعتمده و رمزا للسياده عندما و عندما و عندما .....
عندها نتذكر معتصما و نجد خالدا يخرج من خبايا كتب التاريخ و سيف صلاح الدين يجلجل ليصول ، ليعيد عهدا لن يعود
يرمي حجراً..
أو حجرين.
يقطع أفعى إسرائيل إلى نصفين
يمضغ لحم الدبابات،
ويأتينا..
من غير يدين..
في لحظاتٍ..
تظهر أرضٌ فوق الغيم،
ويولد وطنٌ في العينين
في لحظاتٍ..
تظهر حيفا.
تظهر يافا.
تأتي غزة في أمواج البحر
تضيء القدس،
كمئذنةٍ بين الشفتين..
يرسم فرساً..
من ياقوت الفجر..
ويدخل..
كالإسكندر ذي القرنين.
يخلع أبواب التاريخ،
وينهي عصر الحشاشين،
ويقفل سوق القوادين،
ويقطع أيدي المرتزقين،
ويلقي تركة أهل الكهف،
عن الكتفين..
في لحظاتٍ..
تحبل أشجار الزيتون،
يدر حليبٌ في الثديين..
يرسم أرضاً في طبريا
يزرع فيها سنبلتين
يرسم بيتاً فوق الكرمل،
يرسم أماً.. تطحن بناً عند الباب،
وفنجانين..
وفي لحظاتٍ.. تهجم رائحة الليمون،
ويولد وطنٌ في العينين
يرمي قمراً من عينيه السوداوين،
وقد يرمي قمرين..
يرمي قلماً.
يرمي كتباً.
يرمي حبراً.
يرمي صمغاً.
يرمي كراسات الرسم
وفرشاة الألوان
تصرخ مريم: "يا ولداه.."
وتأخذه بين الأحضان.
يسقط ولدٌ
في لحظاتٍ..
يولد آلاف الصبيان
يكسف قمرٌ غزاويٌ
في لحظاتٍ...
يطلع قمرٌ من بيسان
يدخل وطنٌ للزنزانة،
يولد وطنٌ في العينين..
ينفض عن نعليه الرمل..
ويدخل في مملكة الماء.
يفتح نفقاً آخر.
يبدع زمناً آخر.
يكتب نصاً آخر.
يكسر ذاكرة الصحراء.
يقتل لغةً مستهلكةً
منذ الهمزة.. حتى الياء..
يفتح ثقباً في القاموس،
ويعلن موت النحو.. وموت الصرف..
وموت قصائدنا العصماء..
يرمي حجراً.
يبدأ وجه فلسطينٍ
يتشكل مثل قصيدة شعر..
يرمي الحجر الثاني
تطفو عكا فوق الماء قصيدة شعر
يرمي الحجر الثالث
تطلع رام الله بنفسجةً من ليل القهر
يرمي الحجر العاشر
حتى يظهر وجه الله..
ويظهر نور الفجر..
يرمي حجر الثورة
حتى يسقط آخر فاشستي
من فاشست العصر
يرمي..
يرمي..
يرمي..
حتى يقلع نجمة داوودٍ
بيديه،
ويرميها في البحر..
تسأل عنه الصحف الكبرى:
أي نبيٍ هذا القادم من كنعان؟
أي صبيٍ؟
هذا الخارج من رحم الأحزان؟
أي نباتٍ أسطوريٍ
هذا الطالع من بين الجدران؟
أي نهورٍ من ياقوتٍ
فاضت من ورق القرآن؟
يسأل عنه العرافون.
ويسأل عته الصوفيون.
ويسأل عنه البوذيون.
ويسأل عنه ملوك الأنس،
ويسأل عنه ملوك الجان.
من هو هذا الولد الطالع
مثل الخوخ الأحمر..
من شجر النسيان؟
من هو هذا الولد الطافش
من صور الأجداد..
ومن كذب الأحفاد..
ومن سروال بني قحطان؟
من هو هذا الولد الباحث
عن أزهار الحب..
وعن شمس الإنسان؟
من هو هذا الولد المشتعل العينين..
كآلهة اليونان؟
يسأل عنه المضطهدون..
ويسأل عنه المقموعون.
ويسأل عنه المنفيون.
وتسأل عنه عصافيرٌ خلف القضبان.
من هو هذا الآتي..
من أوجاع الشمع..
ومن كتب الرهبان؟
من هو هذا الولد
التبدأ في عينيه..
بدايات الأكوان؟
من هو؟
هذا الولد الزارع
قمح الثورة..
في كل مكان؟
يكتب عنه القصصيون،
ويروي قصته الركبان.
من هو هذا الطفل الهارب من شلل الأطفال،
ومن سوس الكلمات؟
من هو؟
هذا الطافش من مزبلة الصبر..
ومن لغة الأموات؟
تسأل صحف العالم،
كيف صبيٌ مثل الوردة..
يمحو العالم بالممحاة؟؟
تسأل صحفٌ في أمريكا
كيف صبيٌ غزاويٌ،
حيفاويٌ،
عكاويٌ،
نابلسيٌ،
يقلب شاحنة التاريخ،
ويكسر بللور التوراة؟؟؟
1
وجه قانا شاحب اللون كما وجه يسوع.
و هواء البحر في نيسان,
أمطار دماء, و دموع…
2
دخلوا قانا على أجسادنا
يرفعون العلم النازي في أرض الجنوب.
و يعيدون فصول المحرقة..
هتلر أحرقهم في غرف الغاز
و جاؤوا بعده كي يحرقونا..
هتلر هجرهم من شرق أوروبا..
و هم من أرضنا قد هجرونا.
هتلر لم يجد الوقت لكي يمحقهم
و يريح الأرض منهم..
فأتوا من بعده ..كي يمحقونا!!.
3
دخلوا قانا..كأفواج ذئاب جائعة.
يشعلون النار في بيت المسيح.
و يدوسون على ثوب الحسين..
و على أرض الجنوب الغالية..
4
قصفوا الحنطة, و الزيتون, و التبغ,
و أصوات البلابل..
قصفوا قدموس في مركبه..
قصفوا البحر..و أسراب النوارس..
قصفوا حتى المشافي..و النساء المرضعات..
و تلاميذ المدارس.
قصفوا سحر الجنوبيات
و اغتالوا بساتين العيون العسلية!..
5
….و رأينا الدمع في جفن علي.
و سمعنا صوته و هو يصلي
تحت أمطار سماء دامية..
6
كل من يكتب عن تاريخ (قانا)
سيسميها على أوراقه:
(كربلاء الثانية)!!.
7
كشفت قانا الستائر..
و رأينا أميركا ترتدي معطف حاخام يهودي عتيق..
و تقود المجزرة..
تطلق النار على أطفالنا دون سبب..
و على زوجاتنا دون سبب.
و على أشجارنا دون سبب.
و على أفكارنا دون سبب.
فهل الدستور في سيدة العالم..
بالعبري مكتوب..لإذلال العرب؟؟
8
هل على كل رئيس حاكم في أمريكا؟
إن أراد الفوز في حلم الرئاسة..
قتلنا, نحن العرب؟
9
انتظرنا عربي واحداً.
يسحب الخنجر من رقبتنا..
انتظرنا هاشميا واحداً..
انتظرنا قريشياً واحداً..
دونكشوتاً واحداً..
قبضاياً واحداً لم يقطعوا شاربه…
انتظرنا خالداً..أو طارقاً..أو عنترة..
فأكلنا ثرثرة و شربنا ثرثرة..
أرسلوا فاكسا إلينا..استلمنا نصه
بعد تقديم التعازي و انتهاء المجزرة!!.
10
ما الذي تخشاه إسرائيل من صرخاتنا؟
ما الذي تخشاه من (فاكساتنا)؟
فجهاد الفاكس من أبسط أنواع الجهاد..
فهو نص واحد نكتبه
لجميع الشهداء الراحلين.
و جميع الشهداء القادمين!!.
11
ما الذي تخشاه إسرائيل من ابن المقفع؟
و جرير ..و الفرذدق؟
و من الخنساء تلقي شعرها عند باب المقبرة..
ما الذي تخشاه من حرق الإطارات..
و توقيع البيانات..و تحطيم لمتاجر..
و هي تدري أننا لم نكن يوما ملوك الحرب..
بل كنا ملوك الثرثرة…
12
ما الذي تخشاه من قرقعة الطبل..
و من شق الملاءات..و من لطم الخدود؟
ما الذي تخشاه من أخبار عاد و ثمود؟؟
13
نحن في غيبوبة قومية
ما استلمنا منذ أيام الفتوحات بريدا…
14
نحن شعب من عجين.
كلما تزداد إسرائيل إرهابا و قتلا..
نحن نزداد ارتخاء ..و برودا..
15
وطن يزداد ضيقاً.
لغة قطرية تزداد قبحاً.
وحدة خضراء تزداد انفصالاً.
و حدود كلما شاء الهوى تمحو حدودا!!
16
كيف إسرائيل لا تذبحنا ؟
كيف لا تلغي هشاما, و زياداً, و الرشيدا؟
و بنو تغلب مشغولون في نسوانهم..
و بنوا مازن مشغولون في غلمانهم..
و بنو هاشم يرمون السراويل على أقدامها..
و يبيحون شفاها ..و نهودا!!.
17
ما الذي تخشاه إسرائيل من بعض العرب
بعد ما صاروا يهودا؟؟…
لم تنتهي المأسأه ..... يتبع



المفضلات