السلام عليكم
بسم الله الرحمن الرحيم
------------
الكـــآبة الأرجــوانية
مضى وقتٌ طويل منذ شعرت بإنسانيتي
ربما فقدت أنانيتي وفقدت معها إنسانيتي
أو أنني لم أملكها أصلا ولو أنني أرغب ..
كنت أشعر أن المستقبل مظلم ، ليس إلا سأمٌ ويأسٌ وافتقادٌ للهدف
لم أعرف كيف كنت أسمح لنفسي بهذا !!
أستمر بسؤال نفسي : هل أنا هذا حقاً ، أم أنني شخصٌ آخر وأفكاري من صنع شخصٍ آخر ؟
آهٍ لو تدركون مرارة مأساتي
أبكي ـ ولا أجد أحدً يرى دمعي
عاجزٌ عن أي شيء ، بائسٌ من كل شيء
لستُ سوى شخصٍ فارغٍ من الداخل
مهما قمت بإنكارِ نفسي وثرثرتي
لن أستطيعَ إغفال بؤسي وتعاستي
ومازلتُ ضائعاً بين طياتها
بحثت بتاريخ سخرية البشرية وسخافتها
شاهدت ألواناً جديدة من الكآبة لم أكن أعرفها
نعم .. أملكُ أفكاراً مريضة
قل عني ما تريد ، لم أعد أكترث للهراء !
هل اعتذاري يريحك ؟ أم أنه يخفف حقدك ؟!!
يبدو أنني قد ثرثرت كثيراً
نفسي بعد كل هذه الثرثرة !!
قد تشعرين أنني بحاجةٍ إليكِ ..
أنني لا أستطيع العيش وحيداً
أنكِ وحدكِ أنتِ من يستطيع العنايةَ بي والعيش معي
عليكِ أن تبتعدي عني قدر المستطاع
لكن الموت يرفضني ، ولا أحب أن أرمي نفسي على شيء لا يريدني
لا بأس بهذا ، لأنني أقتربُ من الإجابة شيئاَ فشيئاَ
ولكن ما أخشاه هو صدمة الإجابة !!
اختبرتُ كافة مقاسات التغيير ولكن لم يناسبني أياً منها
ألقيت بنفسي بين أحضان الألم
ظناً مني أن هذا أفضل بالنسبةِ لي
ولكن ، قد تكون أكثر الحالات شيوعا
محاطاً بمجموعةٍ من الحمقى والمغفلين
غالباً ما تجدني أبحثُ عن شيءٍ كنت جاهلاً ماهيتهُ !!
قد أضحي بكل وأي شيءٍ حولي ، ولكنني لن أضحي بنفسي
أعلم أنني بحاجةٍ لإصلاح المنطق
ولكنني كنتُ حائراً بين الحلم وتجسيده
اعتقدتُ أنه سيصبح حقيقةً يوماً ما
هممتُ بدراسةِ قاموسِ الغزلِ الدمشقي
ولكنَ ما أخبرتني به كان مؤلماً جداً
وكما يعلم الجميع أن الكلمات قد تجرح أكثر من ضربة الفأس في الرأس
وبصراحة .. ما زلتُ جاهلاً ما السبب !!
فقلبي بارجةٌ هائجةٌ للحربِ
وعقلي نقشٌ إغريقيٌ للرعبِ
وفجأةً وجدتُ نفسي قد تغيرت
ولكنَ الكائنات كلها وقفت في طريقي
علني كنتُ مخطئاً في صعودِ سلمِ التغيير
أو ربما كان هذا مخرج الحريق ..
ولكن إلى حريقٍ أخر أشدُ لهباً ؟؟
إنيَ الآن .. عاجز عن التواصل مع نملة
عن عشق شجرة ، عن عشق أي غصن
قد تكون هذه آخر كتاباتي التي أنشرها ، هي كل ما بقي أو وجد من رائحة كآبتي
وقد لا تكون سوى كآبة ضوءٍ دمشقيٍ خافت
فأني لأشعر بالشفقةِ على نفسي
في الحقيقة ، لن أندهش من هذه النهاية
حقيقةٌ مظلمةٌ .. سوداءٌ .. تملؤني
ومن أفكاريَ التي لم ألدها
أخبرتني أن لا تحزن ولا تلعن حظك
ولربما جل ما كنت أريده في حياتي هذه ..
تعظيم حبٍ ضائع في أواخر حياتي
المفضلات