part 7



ماذا كان بداخل الحقيبة ؟؟

قام هنتر بتناول الحقيبة من على جذع الشجرة ، ثم عاد ليختبيء في مكانه مرة أخرى ، وراح يتحرى
عما بداخلها .. فماذا كانت تحتوي؟

كان بداخل الحقيبة ثلاثة مستندات يتكون كل منها من ست صفحات ، ورسالة من ثلاث صحفات كانت
تبدأ بعبارة ( صديقي العزيز )..

كانت المستندات تحتوي على أسرار بحرية من أخطر ما يكون ، فكانت تتناول بصفة عامة معلومات
عن التكنولوجيا البحرية ، ووصف للقوة الدفاعية للبحرية الأمريكية ، فكانت تشمل بعض المعلومات
عن أحدث القطع البحرية الأمريكية وأعدادها وأماكن تواجدها ، بالإضافة إلى معلومات أخرى
عن الغواصات الذرية.

أما عن الرسالة المرفقة للمستندات فكانت توضح أن ووكر يريد من الروس زيادة أجر بعض عملياته
إلى مليون دولار!! وذلك لاشتراك أكثر من فرد في عملية جمع المعلومات اللازمة.


أما عن أسماء الأشخاص التي ذُكرت في هذه الرسالة فكانت مبهمة تماماً ، فكانت بعض العبارات تقول ،
على سبيل المثال | هذه بعض المعلومات يرسلها لكم (D) وقد اشترك في جمعها أيضاً (G) | ..
وهو نفس الغموض الذي بات واضحاً في بعض المكالمات الهاتفية التي قام رجال
المخابرات بتسجيلها.

فلم يستطع أحد أن يفسر من هو (D) ومن هو (G) على اي حال ، اتضح لهنتر بعد قراءته للمستندات
والرسالة ، أن تلك الأوراق هي دليل كافٍ لاتهام ووكر بالجاسوسية.



المفاجأة..

ظل هنتر مختبئاً في مكانه هو وزميله في انتظار قدوم الروس لأخذ الحقيبة ، ومضى أكثر من ساعة ،
لكن لم يحضر أحد. وكانت مفاجأة لهم ، حين عاد ووكر للمكان مرة أخرى ، بدلاً من حضور الروس.
بالطبع ، لم يجد ووكر الحقيبة ، ولم يشعر بالدهشة من ذلك ، فاعتقد أن الروس قد حضروا وأخذوها ،
لكن سريعاً ما بدت الدهشة واضحة على وجهه حين راح يبحث عن النقود ،
فلم يجدها ايضاً ..!

اعتقد ووكر أنه ربما قد حدث تغيير في الخطة من جانب الروس ، فرأى من الأفضل أن يذهب إلى
الفندق ـ
رامادا ـ ويأتي إلى نفس المكان مرة أخرى في الليلة التالية ، فلعله يجد النقود ،
أو لعل أحداً قد يتصل به في الفندق ليوضح له ماحدث.


في نفس الوقت ، قرر هنتر ورجاله أن ينتهوا من مراقبة ذلك المكان ، وأن ينتهوا ايضاً من مهمتهم
تماماً فاتخذوا جميعاً قراراً بإلقاء القبض على ووكر أثناء تواجده ف الفندق.




كمين في فندق رامادا ..!

في الساعة الثالثة صباحاً من اليوم التالي ، اتصل أحد رجال هنتر ، على أنه عامل بالفندق ،
بحجرة ووكر ، ليخبره بضرورة النزول بسرعة إلى صالة الفندق لتعرض سيارته المنتظرة أمام
الفندق لتصادم بسيط من سيارة أخر.

شعر ووكر بالشك في أمر تلك المكالمة غير المتوقعة ، فقام يطل من نافذته على سيارته ليتبين
حقيقة ما حدث ، لكن لحسن الحظ ، لم يتمكن ووكر من رؤيتها.

قرر ووكر في النهاية أن ينزل إلى قاعة الفندق ويواجه الأمر بشجاعة ، وأن يتخلص من الإحساس
بالخوف الذي طالما شعر به ، عند مواجهة مثل هذه المواقف البسيطة ،
دون أي داعٍ ..

ارتدى ووكر ملابسة بسرعة ، ودس مسدسه بداخلها ، ثم دخل إلى المصعد ، وهم بالنزل إلى
قاعة الفندق ، وما أن توقف المصعد حتى كانت المفاجأة..

لم يجد ووكر أي شي مما تصور ، لكنه وجد في انتظاره أثناء خروجه من المصعد حفنة من الرجال
تجمعوا حول باب المصعد من كل جانب .. هم رجال المخابرات بقيادة الضابط روبرت هنتر ،
الذي صاح في ووكر فور خروجه من الصمعد قائلاً:

ـ هاللو{مرحبا} جون ووكر.

فرد ووكر في دهشة قائلاً:
ماذا حدث؟

فرد هنتر بلهجة قوية قائلاً:
ـ مخابرات .. لقد انكشف أمرك مستر ووكر.

عند ذلك الحد سارع ووكر بإخراج مسدسه ، لكن لم يسعفه الوقت ، فكان هنتر أسرع منه في ذلك ،
فلم يجد ووكر أمامه إلا الاستسلام.

ـ مستر ووكر ، أنت مقبوض عليك بتهمة الجاسوسية..
هكذا قال له هنتر ، وهو يهم بوضع الأصفاد في يديه .

لم يدر ووكر ماذا يقول ، فأعلن عن رفضه الإجابة عن أي سؤال إلا في حضور محاميه الخاص.

ومن الغريب أن ووكر أثناء القبض عليه كان يبتسم ابتسامة غريبة ، خاصة عند وضع
الأصفاد في يديه ، ابتسامة لاتتفق نهائياً مع ذلك الموقف الصعب الذي يواجهه ، والتي كانت سبب
دهشة رجال المخابرات. لكن مما عُرف عن ووكر أنه كان يميل دائماً إلى السخرية وكثرة الإبتسام ،
إلا أن ابتسامته في تلك المرة كانت ابتسامة من نوع خاص جداً..



وخرج ووكر من الفندق مكبلاً من يديه ، ليمضي به رجال المخابرات إلى داخل إحدى سياراتهم
إلى مقر التحقيق ، لتبدأ جولة أخرى مثيرة تكشف لنا عن المزيد من الخفايا في رحلة ووكر
مع الجاسوسسية ..



انتظرونا في الجزء الثامن