دلو الماء البارد و قصة جارتي ◕‿◕

[أفنانـْ]

أغمضوا أعينكم و تخيلوا معي : بأنكم واقفين على شرفة منزلكم ، و فجأة ...

تششششششششششششششش

ماء باردة تنزل عليكم ... جارتكم تقوم بغسل شرفتها و تلقي بالماء لتغسل الحافة ، و الماء يتساقط كالمطر دون اي سابق انذار.........

هل تخيلتم معي هذا الموقف .. اذاً ، ماذا قد تصدر منكم ردود فعل :
1- أبدأ بالصراخ عليها و أبهدلها ...
2- اسكت و لكن أدعو عليها ....
3- أقول سامحها الله و هداها و لا أتكلم عنها بسوء..

أريد من كل واحد أن يخبرني ماذا يظن أنه سيفعل...

نعود للقصة:
كانت أمي تذهب اليها و تخبرها بكل هدوء أن تعلمنا ب "وقت النظافة " الذي تغسل فيه شرفتها ، و لكن جارتنا في كل مرة تفعل الشيء ذاته كأننا لم نقل لها شيئاً.

ثم في أول يوم من رمضان الفائت ، فوجئنا قبل أذان المغرب بربع ساعة بماء قذرة موحلة تهطل على الغسيل الأبيض على الشرفة... خرجت أمي لترى ما الأمر و عرفت أنها جارتنا العزييييييزة ( ) فما كان منها الا أن فقدت أعصابها و علا صوتها و هي تلومها على فعلتها الشنييييعة "___"
و لكن الأجمل أن والدتي من كثرة ما دعت عليها أن ترحل و تتخلص منها، و كان هذا قبل الافطار (وقت يستجاب فيه الدعاء) استجاب الله لدعواتها و انتقلت الجارة الغالية بعد أسبوعين ربما ...

ابقوا معي فهناك المزيد من التشويق لأن القصة لم تنتهِ بعد ...و ان ضجرتم الآن صوتوا على (ضجرت) في الاستطلاع

و في يوم من الأيام ، ظهر الذئب المكار ... (قصة ليلى و الذئب) ، صدمنا حين رأينا التاريخ يعيد نفسه و الماء تسكب علينا من فوق ... لن تحزروا أبداً ... جارتنا الجديدة أيضاً مسرسبة و بلا أخلاق أو أدب ، تذكرني بالآية (تشابهت قلوبهم) ، سبحان الله !! خلصنا من الأولى لتأتينا الثانية... يا ربي ما الحل !!!؟؟
فعلت أمي نفس الشيء و طلَبَت منها أن تخبرنا قبل حملات التنظيف اليومية ، و لكن سبحان الله (ختم الله على قلوبهم) ، و مرة كان عندنا ضيوف و قاعدين على الشرفة و تساقطت الماء علينا .. تخيلوا الاهانة و البهدلة ... و لما طلبت منها أمي توقِّف بدأت بالصراخ و قعدت تنشح فيها الأرض (يعني تبهدلها) و هي الغلطانة .... !!!! أي عقول هذه اللي ما تقبل الحق و لا حتى أدنى حدود الذوق و احترام حقوق الاخرين و ممتلكاتهم...

أختتم جراحات قلبي و قهري بحديثين شريفين صحيحين ،
قال عليه الصلاة و السلام :
"ما زال يوصيني جبريل بالجار ، حتى ظننت أنه سيورثه "
"من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره..."
إضافة(بتصرف)

وأتذكر قول الحسن البصرى رحمه الله : ليس حسن الجوار كف الأذى عن الجار ولكن حسن الجوار الصبر على الأذى من الجار .

وتمام حسن الجوار فى أربعة أشياء :
أولها أن يواسيه بما عنده . ...والثانى أن لا يطمع فيما عنده ....
والثالث أن يمنع أذاه عنه ... والرابع أن يصبر على أذاه ...

فهل بعد هذا شيء ؟؟

أرجو أن لا تكونوا مللتوا من قصتي المثيرة و لو كان عندكم مثلها خبروني .. و كلي آذان صاغية ...

أختكم ღ أفنان ღ