ويؤثرون على أنفسهم
أوقف سيارته الفارهة المرفهة .. على جانب الطريق .. ولكنه ما كاد ينزل منها حتى سارعت تلك الصغيرة إلى شباك السيارة.
كان مظهرها فقيراً للغاية .. وملامحها تحمل صوراً كثيرة للجوع والحاجة .. لم تنه بعد عامها العاشر .. ولكن اصفرار وجهها وهزالها لم يتركا من سنواتها القليلة إلا عددها.
فقر مظهرها جعله ينفر حتى من النظر إليها .. ولم تفلح دموعها وتوسلاتها له أن يساعدها ويعطيها مما أعطاه الله في جعل عينه ترف حتى في اتجاهها بعد النظرة الأولى.
ـ اشترِ يا سيدي هذه المناديل الورقية .. إنها جيدة لسيارتك الجميلة.
ـ "أشار إليها أن تذهب"
ـ اشتر مني ياسيدي علّي "أستفتح" منك بالخير .. اشترِ اثنتين وسأخفض السعر لك.
"ابتسم في وجه مرافقته الصغيرة .. وقال بهدوء":
ـ وعروض أيضاً؟؟!! .. تاجرة شاطرة .. "ملتفتاً لها": اذهبي .. لا أرغب بشيء من متسولة مثلك.
ـ لست متسولة يا سيدي .. أنا أعمل ولا أتسول .. أمي تعذبت معي ومع أخوتي كثيراً لتربيتنا .. هي الآن قعيدة الفراش والطبيب قال إنها يجب أن
تأخذ الدواء بانتظام .. أنا أسعى من أجلها .. أرجوك يا سيدي.
ـ وهل ستحكي لي قصة حياتك؟؟ لا أريد شراء شيء .. اغربي عن وجهي
ـ "لم تستطع تمالك نفسها .. ووقفت أمام شباكه باكية بحرقة" .. يا سيدي علبة مناديل واحدة .. ستكون عوناً لي .. من أجل أمي المريضة .. أرجوك.
ـاووووه .. "يلقي إليها بقطعة نقدية صغيرة": هل أنت مسرورة الآن؟؟
"نظرت إلى القطعة المعدنية بحرقة كبيرة .. وحملتها وابتعدت عنالشباك .. أما هو فغادر السيارة بعد أن فتح لطفلته الصغيرة الباب بهدوء" :
تفضلي حبيبتي .
ـ شكراً بابا .. ومع لطفك الكبير هذا سأخاصمك.
لماذا حبيبتي؟؟
ـ أنسيت اللعبة التي شاهدت إعلانها على "الدش" ووعدتني أنك سترسل لشرائها من بلد تصنيعها؟؟ أين هي؟؟
ـ معك حق … أعدك يا حبيبتي أنه لن يمر اليومان القادمان إلا واللعبة بحوزتك!!.
"ابتسمت وترجلت هي الأخرى ممسكة يده .. ولكن فضولها لرؤية وجه تلك الفتاة دفعها إلى الوقوف والنظر إلى الخلف .. سار وقدشدها من يدها إلى جانبه .. وقوفها ونظرها إلى الوراء أزعجه".
ـ أسرعي ياحبيبتي .. لا أريد التأخر أكثر .. لا تنظري خلفك .. تعجلي حبيبتي سيبدأ الفيلم قريباً.
"سحبها بسرعة معه .. وهو يتمتم لها":
ـ لا تزعجي عينيك الجميلتين يا حبيبتي بالنظر إلى تلك المتشردة .. إنها جرثومة ستتسخ عيناك بالنظر إليها!!
المفضلات