تقديم:
كل كلمة في الجملة العربية تؤدي وظيفة معينة في الجملة،
من ناحية المعنى، ومن ناحية العمل النحوي، ولا تستطيع
أن تفهم معنى الكلام العربي إلا إذا استطعت أن تحدد حالة كل كلمة،
وهو ما نسميه الإعراب والبناء.
وكل كلمة لا تخرج عن حالة من هاتين الحالتين،
فهي إما مبنية أو معربة، وليست هناك حالة ثالثة،
كما أن الكلمة لا تكون مبنية ومعربة في وقتٍ واحد.
وسنتكلمُ الآن عن الحالة الأولى، وهي الإعراب، معناه، ما الكلمات المعربة، كيف نعرب؟
::
الإعـــراب
قال الآجرومي -رحمه الله- :
{ الإعراب هو : تغير أواخر الكلم لاختلاف العوامل الداخلة عليها لفظاً او تقديراً }
و نشرع في توضيح كلام الآجرومي -عليه رحمة الله-:
(تغيير اواخر الكلم) : أي اختلاف علامة الإعراب في آخر الكلمة المعربة ..
ويتضح ذلك بالمثال وهو : محمد.
فإن آخره ـ وهو حرف الدال ـ لا يلزم حالة واحدة في جميع الأحوال ،
فيتغير آخره عند النصب و الجر فتقول :
صدقتُ محمداً ـ آمنتُ بمحمدٍ
فلما دخل عليه الناصب تغير إلى النصب ،
ولما دخل عليه الجرُ جُر وهذا معنى قوله : (لاختلاف العوامل الداخلة عليه لفظاً).
أما التقديري فنحو:
جاء يحيى ـ رأيتُ يحيى ـ مررتُ بيحيى .
وتقول في إعرابه :
جاء: فعل ماضٍ مبني على الفتح
يحيى : فاعل مرفوع بالضمة المقدرة.
والمانع من ظهور علامة الإعراب هو الثقل أو التعذر
ففي المثال الأخير كان التعذر هو المانع من ظهورها إذ لا يمكن أن تقرأ الضمة
في { يحيى } أو تقرأ الكسرةَ مثلاً.
ومثال الثقل {قاضي} نحو : جاء القاضي ، إذ يمكن النطق بالياء مضمومة ، ولكنه ثقيل.
::
* وقيل إن الإعراب هو: العلامة التي تقع في آخر الكلمة وتحدد موقعها من الجملة،
أي تحدد وظيفتها فيها، ولمّا كان موقع الكلمة يتغير حسب المعنى المراد،
فإن علامة الإعراب تتغير كذلك.
(ذهب محمدٌ إلى المدينة صباحًا)
نجدُ أن (محمد) و(المدينة) و(صباحًا) معربة،
أي تتغير علامة إعرابها (مرةً تُرفع وعلامة رفعها الضمة، وتُنصب
وعلامة نصبها الفتحة، وتُجرُّ وعلامة جرها الكسرة)
ونجدُ أن (محمد) مرفوعة بالضمة، وهي علامة إعرابها
التي تدل على موقعها أو وظيفتها وهي كونها فاعلًا.. إذًا هي معربة.
وكلمة (المدينة) مجرورة بـ (إلى) وعلامة الجر الكسرة،
وكلمة (صباحًا) ظرف منصوبٌ وعلامة نصبه الفتحة.
و اعلم أن الإعراب لايكون إلا في الأسماء فقط ،
وليس في الافعال فعلُ يعرب إلا الفعل المضارع ، فهو مُعرب إلا في حالتين:
الأولى : أن تتصل به نون النسوة نحو : ( والوالدات يرضعن أولادهن حولينِ كاملينِ...}
فهذا الفعل مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة ، وليس معرباً.
الثانية : إذا اتصلت به نون التوكيد اتصالاً مباشراً ،
نحو : ( تالله لأكيدن أصنامكم)
يطوف الحاج بالبيتِ ـ يُقبل الحجر ـ يذكر الله
فهذه معربة إعراباً لفظياً
يسعى بين الصفا والمروة ـ يرمي الجمرة ـ يدعو ربه
فهذه معربة إعراباً تقديرياً فـ:
يسعى / مرفوع بالضمة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر.
يرمي ، يدعو / منع من ظهور علامة إعرابهما الثقل.
- كيفَ أعرب الكلمة المعربة؟
يحتاج الإعراب إلى 4 أمور أساسية هي:
1/ العامل: وهو الذي يجلب العلامة.
2/ المعمول: وهو الكلمة التي تقع في آخرها العلامة.
3/ الموقع: وهو الذي يحدد معنى الكلمة أي وظيفتها مثل الفاعلية والمفعولية والظرفية وغيرها.
4/ العلامة: وهي التي ترمز إلى كل موقع على ما تعرفه في أبواب النحو.
(سيتم التفصيل في علامات الإعراب والبناء لاحقًا -بإذن الله-)
تطبيقٌ:
يقرأ محمدٌ في البيتِ كتابَ النحوِ
يقرأ: فعلٌ مضارعٌ (الموقع) مرفوعٌ، وعلامةُ رفعه الضمةُ الظاهرة على آخره (العلامة)
(هذا الفعل يعتبرُ عاملًا ومعمولًا، هو عاملٌ سيعملُ في الكلمة "محمد" و"كتاب" بعده،
ومعمول؛ إذ حصل له الرفع من عدم وجود الناصب والجازم قبله لذا اعتُبرَ كذلك)
محمدٌ: فاعلٌ (موقعٌ) مرفوعٌ، وعلامةٌ رفعه الضمة الظاهرة على آخره (علامة)
كلمة (محمد) هنا معمولٌ (عَمِلَ فيها الفعل قبلها فرفعها)
في: حرف جرٍّ مبني على السكون.
البيتِ: اسمٌ مجرورٌ (موقع) بـفي (عامل) وعلامة جره الكسرة الظاهرة تحت آخره (علامة).
وهي هنا (معمولٌ، عَمِلَ فيها حرف الجر)
كتابَ: مفعولٌ به (موقع) منصوبٌ وعلامة نصبة الفتحة الظاهرة على آخره (علامة) وهو مضُافٌ (عاملٌ)
وهو هنا عاملٌ (سيعملُ في كلمة "النحو" بعده)، ومعمولٌ (عَمِلَ فيه الفعل فنصبه)
(إن أشكل إعراب الكلمة نأخذ معنى الجملة، من قرأ؟ محمد، إذًا هو الفاعل..
ماذا قرأ محمد؟ الكتاب، إذًا هو المفعول به)
النحــو: مضافٌ إليه (موقع) مجرور، وعلامة جره الكسرة الظاهرة تحت آخره (علامة)
وهو هنا معمولٌ، عمِلت فيه الكلمة (كتاب) قبله
بمعنى أنَّ:
قرأ: عاملٌ ومعمول
محمد: معمول
في: عامل
البيتِ: معمول
كتابَ: عاملٌ ومعمول
النحو: معمول
\
/
حاولـ/ــي إعراب الكلمات التالية، مع بيان (العامل، المعمول، الموقع، العلامة):
يزورُ زيدٌ عادلًا في مرضه







المفضلات