مرحباً بكم جميعا ..

حديثنا اليوم عن نزول الرب تبارك وتعالى الى السماء الدنيا نزولاً يليق بجلاله وعظيم سلطانه ..



[2] إثبات صفة النزول الله عز وجل ..


جاء ذكر نزول الرب جل جلاله إلى السماء الدنيا في الثل الأخير من الليل في كثير من الأحاديث النبوية الصحيحة حيث ورد : ( أنه ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا في الثل الأخير من الليل فيقول من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له ) . وجاء أيضاً في الحديث الصحيح : ( أنه يدنو من أهل عرفة عشية عرفة فيباهي بهم الملائكة ) وجاء في الآية القرآنية والحديث النبوي الصحيح وهو حديث الصور المشهور : ( أنه يأتي يوم القيامة لفصل القضاء بين العباد ) . وكل ماورد من ذكر نزول الله عز وجل فهو حق ويجب الإيمان به ، كما يجب أن نمرر وأن نجري الأحاديث النبوية التي ذكرت ذلك كما جاءت فظاهرها مراد ولا نحرف ذلك ولا نصرف تلك الألفاظ إلى معاني مخالفة لما يراد منها بل يجب علينا أن نؤمن بما وصف الله به نفسه ووصفه به رسوله ولكن من غير أن نمثل صفاته عز وجل بصفات أحد من خلقه تعالى الله عن ذلك .
فإنه ليس نزول الله عز وجل كنزول أحدٍ من خلقه تعالى الله عن ذلك . فالله عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا بالكيفية التي يعلمها هو ، ولا يقتضي نزوله سبحانه خلو العرش منه بل علوه عليه من لوازم ذاته فهو لا يكون قط إلا عالياً ليس فوقه شيء ألبتة ، فإنه سبحانه وتعالى ينزل إلى السماء الدنيا ويدنو من أهل عرفة عشية عرفة ويقرب ويأتي وهو فوق عرشه ، فعلوهُ من لوازم ذاته ، والله عز وجل فوق عرشه مستو عليه وهو سبحانه وتعالى بائن من عرشه وعرشه بائن منه ، والله عز وجل بقدرته وعظمته خلق العرش ليستوي عليه وليس لحاجته إليه فالله عز وجل حامل للعرش وحملته وليس العرش حاملاً لله . والله محيط بالعرش وغنى عنه ، والعرش مفتقر إليه ، والله حاصر للعرش والعرش غير حاصر له سبحانه .



[ الأحاديث النبوية التي جاء فيها ذكر النزول الإ'لهي ]


  • عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : [ ينزل ربنا تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر ، فيقول : من يدعوني فأستجيب له ، من يسألني فأعطيه ، من يستغفرني فأغفر له ] .. [ متفقٌ عليه ] .


  • عن عائشة رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: [ ما من يوم أكثر أن يعتق الله فيه عبيدًا من النار من يوم عرفة، إنه ليدني، ثم يباهي بهم الملائكة، فيقول: ما أراد هؤلاء ] .. [ رواه مسلم ] .
  • عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : [ ينزل الله إلى سماء الدنيا كل ليلة حين يمضي ثلث الليل الأول : فيقول أنا الملك أنا الملك من ذا الذي يدعوني فأستجيب له ، من ذا الذي يسألني فأعطيه ، من ذا الذي يستغفرني فأغفر له ، فلا يزال كذلك حتى يضيء الفجر ] .. [ رواه مسلم ] .

وكثيرة هي الأحاديث النبوية التي جاء فيها ذكر نزول الله عز وجل إلى السماء الدنيا ، فنحن نؤمن بذلك النزول كما نؤمن بمجيئه سبحانه يوم القيامة لفصل القضاء بين العباد ونؤمن بدنوّه عز وجل على أهل عرفة عشية عرفة ، ونؤمن بنزوله إلى أهل الجنة وهذه كلها أفعال يفعلها بنفسه في هذه الأمكنة ، ونزوله ومجيئه ودنوّه سبحانه وتعالى لا يقتضي خلو العرش منه ، بل هو عز وجل فوق كل شيء فهو ينزل إلى السماء الدنيا وهو على عرشه ، وأهل السنة والجماعة يؤمنون بكل ذلك من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل وقربه سبحانه وتعالى ممن دعاه وسأله يكون بتقريب قلوبهم إليه وإن كانت أبدانهم على الأرض .



وبهذا تنتهي الحلقة الـ [2] .

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .