ونظرا لخطورة الأغاني، وأنها سبب من أسباب فتنة الناس وإفسادهم وخاصة الشباب منهم، أحببت أن أجمع لكم هذا البحث المختصر والذي يحتوي على موقف كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وأئمة أهل العلم من الغناء والموسيقى.
الحمد لله الذي أنعم علينا بنعمه الإسلام و كفى به من نعمه ، و الصلاه و السلام على المبعوث رحمه للأنام محمد بن عبد الله الرسول الإمام فصلوات ربي و سلامه عليه و على من على شرعه إستقام
أما بعد :
جرت العاده أنه كلما شئنا أن نتحدث عن القدس ذكرنا التاريخ أو بالأحرى تذكّرنا التاريخ و تذكرنا أيام كنا فيها بفضل الله و نعمه الإسلام اليد العليا و الكلمه التي لا ترد ، أياما أخضعنا فيها البلاد و حررنا سبل العباد من مستنقعات الجهاله و الضلاله عندما توجهوا لغير الله و عبدوا النار و الحجر و البقر والشجر و الشمس و القمر و جعلوها في مكان السيد العظيم و جاء الإسلإم لينقل البشريه من أحط الدركات إلى أعلى الدرجات و من ضيق الدنيا إلى سعه الدنيا و الأخره و من ضيق العبوديه إلى فضاء العبوديه .
و اليوم دارت علينا الدائرات و صرنا بعد أن كنا أسياد الأمر و النهي و الحل و العقد و القول و الفعل صرنا مجرد ملايين متتابعه تتبع لذلك الشيطان الرجيم و حدنا عن الطريق القويم إلا من رحم ربي الغفور الرحيم .
الأن و بعد أن ضيغنا السياده و الرياده و غدونا أقواما تُبع كيف الطريق إلى الحق و الصراط المستقيم ؟
هذا السؤال لابد أن يكون محور حياة كل مسلم عبدا أو سيدا غنيا كان أم فقيرا حاكما كان أم محكوما عربيا كان أو أعجميا ، كيف تعود للطريق الحق طريق النجاه الطريق الذي سلكه محمد صلى الله عليه وسلم و الذي إقتفى أثره من جاء من بعده من صحابته و خلفاءه الراشدون عليهم رضوان الله جميعا
من اليوم لا نريد أقوالا اليوم للأفعال اليوم سنعود للقرأن الذي هجرناه أزمانا . و الذي بدل أن يكون حجه لنا صار حجه علينا نعم صار حجه علينا في الدنيا قبل الأخره و أستشهد بما يرويه أحد الزملاء حين قال كنا جماعه نتلوا كتاب الله في شهر رمضان بعد صلاه التراويح عندها دخل علينا شخص يحمل في يده ورقه و صار يتلو منها الأيه الكريمه من السوره النور ( و قل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ..... ) إلى نهايه الأيه الكريمه ثم سأل بالعربيه الفصحى أين أنتم و أزواجكم و بناتكم من هذه الأيه و رجع للورقه يقرأ قوله تعالى ( و أعدوا لهم ما أستطعتم من قوه و من رباط الخيل ..... ) ثم قال : أين هذا و بلاد المسلمين صارت في أيدي اليهود يفعلون فيها الأفاعيل أهذا هو الإسلام هذه الأيات التي أذكرها و لكنه قد أكثر من الأيات و الأسئله فأطبق المسجد صامتا ولم يجرؤ أحد على الرد بكلمه بعد مده تبين أنه رجل مسيحي متدين في المسيحيه يبحث عن الحق و لما كان مسجدنا أكبر المساجد في المنطقه جاء ليجد إجابات عما يجول بخاطره إختلى به الشيخ لمده طالت قليلا و بعدها إنصرف الرجل و أتى في اليوم التالي بعد صلاه العشاء ليختلي بالشيخ و تكرر هذا الموقف طيله الإسبوع ثم أتى في أول جمعه من ذلك الموقف ليقف بين المصلين و يعلن إسلامه و من ثم يقف الشيخ ليقص قصه هذا الرجل .
قال الشيخ أن هذا الرجل الذي سمى نفسه مدثر تيمنا بإسم الشيخ الذي إهتدى على يده جاء من إحدى الدول المجاوره بحثا عن الإسلام و الحق بعد أن إعتنق المسيحيه قبل سنه من إسلامه و لكنه لم يجد فيها طريق الحق الذي يبغيه فتعلم العربيه و أتى ليعلم ما هو الإسلام فأول ما فعله أن قرأ القرأن و جاء ليجد واقعا مغايرا عما علق في ذهنه من القرأن الكريم حول الإسلام جاء ليجد تفريطا من المسلمين في شتى أمور دينهم و هذا كما يحكي أصابه بنوع من الإحباط و كاد أن يرجع عما عزم عليه .
قل لي بالله عليك ماذا كنت سترد إذا سألك أحدهم هذا السؤال و إستدل لك من القرأن بباطل ما كنت تفعل أخبرني كيف سيكون موقفك حينها .
الكل يعلم أن هناك مسجدا مباركا إسمه الأقصى يعاني و يئن و هو في أمس الحاجه لمن يقدم له يد العون و ينقذه من براثين من إغتصبوه و للأمانه فإن كل الوسائل التي تم إعتمادها في سبيل إنقاذ هذا المسجد المبارك قد باءت بالفشل لأنها قد إنطلقت من أساس خاطي و ما يقوم على خطأ فبكل تأكيد لن يحقق لنا غرضا و لن يرفع رايه و لن يقيم لنا سلطان
يقول الشيخ محمد حسان حفظه الله مسأله القدس و قضيه فلسيطين ليست هي القضيه الأولى عند المسلمين و ما ينبغي لها أن تكون كذلك بل أن القضيه الأولى عند المسلمين هي قضيه التوحيد بمعنى أن توحيد العبوديه و الربوبيه هي الشاغل الأكبر لدى المسلمين و من هنا يجب الوقوف و الإنطلاق أي لا يصير أن تجهز الجنود و تحشد الحشود و عقيدتك تشوبها شائبه فمعنى هذا أنك لم و لن تحشد و بالتالي لن يكون هناك نصر أو تحرير فالأقصى لن يحرر و نحن نعتقد أنه الهم الأول فيستحيل أن تكون قضيتنا التي ننافح من أجلها الأن قصيه في بؤره الشعور وفي قلوب الأمه إلا إذا كان محورها محور عقيده فهي قضيه كل الرسل و الأنبياء . فالجهاد نفسه ليست غايه إقامه الدوله ليست غايه فلا بد أن نعي هذه الحقيقه التي طالما شوهت طيله السنين السابقه فما شرع الجهاد في الإسلام إلا من اجل غايه التوحيد فالصراع بيننا نحن و اليهود ليس صراع أرض و حدود و لكنه صراط عقيده و وجود و من ظن غير ذلك فليراجع نفسه .
تعقيب بسيط
كلام الشيخ الفاضل لا يعني بأي حال من الأحوال تبخيس الجهاد و أن يتوقف المجاهدون عن الجهاد فإيماننا بأن قضيه التوحيد هي الهم الأول هو الطريق لإعاده القدس و الجهاد في أرض الجهاد هو ما يمنع ذلك المارد الذي لا يفهم إلا دوى المدافع من التقدم نحو باقي بلاد المسلمين فو الذي نفسي بيده لولاهم لما بقيت بلده عربيه إلا و دنثتها أقدام أولئك المتوحشون .
إن الأمل الوحيد في تحرير الأقصى هم الشباب فهم عماد هذه الأمه و أملها و لكن عندما نتحدث عن هذا الأمل و الإسلام و عندما نجسد جراح أمتنا و عندما ندعو شبابنا لأن ينطلقوا في طريق الحق كثير من الناس ( ومعهم حق في ذلك فالوعى لم يكتب لأي أحد ) يظنون أننا إنما نهدف للإثاره و والله إنها أبعد ما تكون عن قلب إنسان يؤمن تمام الإيمان
أن له منهجا إرتضاءه الله له
و من هنا يجب أن نأخد وقفه فأمل هذه الأمه هم الأن أبعد ما يكونون عنها و هم كذلك أبعد من أن ينسبوا لها بعد أن ضيعوا شبابهم فيما لا يفيد من مفاسد الغناء و اللهو و الضلال و صاروا يتهافتون خلف سفاسف لا قميه لها فمنهم من يطارد أخبار النادي الفلاني و أخرون خلف المطرب العلاني و لا حول ولا قوه إلا بالله
كنت قد مررت يوما بموقف غير عندي الكثير و لفت نظري إلى أمور كنت عنها جاهل ففي أحد الأيام كنت عائدا الجامعه كان الجو كعادته في الصيف حار جاف و الحراره قرابه 49 درجه مئويه و كالعاده كنت قد ركبت المواصلات و أظن أنني لست بحاجه إلى وصف الموقف و فجأه ومن دون أي مقدمات نجد الطريق مغلقا أمامنا بحشود من الناس معظمهم من طلاب و طالبات جامعه مجاوره يحتجون أمام مركز للشرطه و الشرطه كالعاده تقوم بالواجب و لأن الأمر أثار فضولنا نزلنا من الباص لنستطلع الأمر عبرت بعد جهد عبر الزحام إلى حشود الطلاب لمعرفه الخبر ففهمت من أحدهم أن المطرب (.........) محبوس عندهم و أنه قد تم إلقاء القبض عليه أثناء حفله كان يقيمها بالجامعه بتهمه هي قياده سياره و هو مخمور و تسببه في إيذاء شاب ليس هذا هو الأمر المصيبه ظنتت حينها أنهم يطالبون بأموالهم الدتي دفعوها جزاء الحفل و لكني فؤجئت بأن هؤلاء المجانين يردون إخراجه بالقوه بل و يجزمون ببراءته رغم سيرته التي يعلم بها الجميع و يجزمون بأن المطرب المنافس له هو من لفق هذه المؤامره لكي يوقع به و أنه قد دفع لذلك الشاب كي يلقي بنفسه أمام سياره المتهم . ( لا حول و لا قوه إلا بالله ) الحقيقه أنني ما كنت أتوقع أن تصل الأمور إلى هذا النِصاب فما هو إلا سكير بصوت خنزير .
لابد من الوقوف عند هذه النقطه كثيرا الغناء إخوتي محرم في الإسلام بنص الكتاب و السنه و هو نهي صريح لا جدال فيه فالغناء إنما هو دعوه للفساد و الإفساد و هو مما يلهي عن الحق و يولد الغشاوه في القلب و يطفي نور الخير و يقلل من عزيمه المرء في الطاعه و يفتح باب الشيطان و يغضب الرحمن
فالإنسان جسد و روح لا يقوم أحدهما إلا الأخر فعند سماعك للغناء يهبط جانب الروح و يعلو جانب الجسد وما الرقص عند سماع الأغاني إلا لهذه فلا يمكن للشخص أن يعيش بالجسد فقط فالجسد لا يَشبع و لا يُشبع فقد سئل الإمام الشافعي عليه رحمه الله هل الروح هي التي تحمل الجسد أم أن الجسد هو الذي يحمل الروح ؟
فقال بل الروح هي التي تحمل الجسد بدليل إذا خرجت الروح وقع الجسد جثه هامده لا قيمه لها بل إذا لم يدفن فاح عفنه و نتن فجانب الروح هو الجانب الأهم في الإنسان .
قوله تعالى: { ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين } [سورة لقمان: 6]
قال حبر الأمة ابن عباس رضي الله عنهما: هو الغناء، وقال مجاهد رحمه الله: اللهو: الطبل (تفسير الطبري) وقال الحسن البصري رحمه الله: "نزلت هذه الآية في الغناء والمزامير" (تفسير ابن كثير).
قال ابن القيم رحمه الله: "ويكفي تفسير الصحابة والتابعين للهو الحديث بأنه الغناء فقد صح ذلك عن ابن عباس وابن مسعود، قال أبو الصهباء: سألت ابن مسعود عن قوله تعالى: { ومن الناس من يشتري لهو الحديث } ، فقال: والله الذي لا إله غيره هو الغناء - يرددها ثلاث مرات -، وصح عن ابن عمر رضي الله عنهما أيضا أنه الغناء.." (إغاثة اللهفان لابن القيم).
وكذلك قال جابر وعكرمة وسعيد بن جبير ومكحول وميمون بن مهران وعمرو بن شعيب وعلي بن بديمة و غيرهم في تفسير هذه الآية الكريمة. قال الواحدي رحمه الله: وهذه الآية على هذا التفسير تدل على تحريم الغناء (إغاثة اللهفان).
ولقد قال الحاكم في مستدركه عن تفسير الصحابي: "ليعلم طالب هذا العلم أن تفسير الصحابي الذي شهد الوحي و التنزيل عند الشيخين حديث مسند". وقال الإمام ابن القيم رحمه الله في كتابه إغاثة اللهفان معلقا على كلام الحاكم: "وهذا وإن كان فيه نظر فلا ريب أنه أولى بالقبول من تفسير من بعدهم، فهم أعلم الأمة بمراد الله من كتابه، فعليهم نزل وهم أول من خوطب به من الأمة، وقد شاهدوا تفسيره من الرسول علما وعملا، وهم العرب الفصحاء على الحقيقة فلا يعدل عن تفسيرهم ما وجد إليه سبيل".
وقال تعالى: { واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا } [سورة الإسراء:64]
جاء في تفسير الجلالين: (واستفزز): استخف، (صوتك): بدعائك بالغناء والمزامير وكل داع إلى المعصية و هذا أيضا ما ذكره ابن كثير والطبري عن مجاهد. وقال القرطبي في تفسيره: "في الآية ما يدل على تحريم المزامير والغناء واللهو..وما كان من صوت الشيطان أو فعله وما يستحسنه فواجب التنزه عنه".
و قال الله عز وجل: { والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما } [الفرقان: 72].
وقد ذكر ابن كثير في تفسيره ما جاء عن محمد بن الحنفية أنه قال: الزور هنا الغناء، وجاء عند القرطبي والطبري عن مجاهد في قوله تعالى: { والذين لا يشهدون الزور } قال: لا يسمعون الغناء. وجاء عن الطبري في تفسيره: "قال أبو جعفر: وأصل الزور تحسين الشيء، ووصفه بخلاف صفته، حتى يخيل إلى من يسمعه أو يراه، أنه خلاف ما هو به، والشرك قد يدخل في ذلك لأنه محسن لأهله، حتى قد ظنوا أنه حق وهو باطل، ويدخل فيه الغناء لأنه أيضا مما يحسنه ترجيع الصوت حتى يستحلي سامعه سماعه" (تفسير الطبري).
وفي قوله عز وجل: { و إذا مروا باللغو مروا كراما } قال الإمام الطبري في تفسيره: { وإذا مروا بالباطل فسمعوه أو رأوه، مروا كراما. مرورهم كراما في بعض ذلك بأن لا يسمعوه، وذلك كالغناء }
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر و الحرير و الخمر و المعازف، و لينزلن أقوام إلى جنب علم، يروح عليهم بسارحة لهم، يأتيهم لحاجة، فيقولون: ارجع إلينا غدا، فيبيتهم الله، ويضع العلم، ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة » (رواه البخاري تعليقا برقم 5590، ووصله الطبراني والبيهقي، وراجع السلسلة الصحيحة للألباني 91).
وقد أقرّ بصحة هذا الحديث أكابر أهل العلم منهم الإمام ابن حبان، والإسماعيلي، وابن صلاح، وابن حجر العسقلاني، وشيخ الإسلام ابن تيمية، والطحاوي، وابن القيم، والصنعاني، وغيرهم كثير.
وقال الإمام ابن القيم رحمه الله: "ولم يصنع من قدح في صحة هذا الحديث شيئا كابن حزم نصرة لمذهبه الباطل في إباحة الملاهي، وزعم أنه منقطع لأن البخاري لم يصل سنده به". وقال العلامة ابن صلاح رحمه الله: "ولا التفات إليه (أى ابن حزم) في رده ذلك..وأخطأ في ذلك من وجوه..والحديث صحيح معروف الاتصال بشرط الصحيح" (غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب لإمام السفاريني).
وفي الحديث دليل على تحريم آلات العزف والطرب من وجهين
أولاهما قوله صلى الله عليه وسلم: "يستحلون"، فإنه صريح بأن المذكورات ومنها المعازف هي في الشرع محرمة، فيستحلها أولئك القوم.
ثانيا: قرن المعازف مع ما تم حرمته وهو الزنا والخمر والحرير، ولو لم تكن محرمة - أى المعازف - لما قرنها معها" (السلسلة الصحيحة للألباني 1/140-141 بتصرف). قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "فدل هذا الحديث على تحريم المعازف، والمعازف هي آلات اللهو عند أهل اللغة، وهذا اسم يتناول هذه الآلات كلها" (المجموع).
وروى الترمذي في سننه عن جابر رضي الله عنه قال: « خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مع عبد الرحمن بن عوف إلى النخيل، فإذا ابنه إبراهيم يجود بنفسه، فوضعه في حجره ففاضت عيناه، فقال عبد الرحمن: أتبكي وأنت تنهى عن البكاء؟ قال: إني لم أنه عن البكاء، وإنما نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين: صوت عند نغمة لهو ولعب ومزامير شيطان، وصوت عند مصيبة: خمش وجوه وشق جيوب ورنة » (قال الترمذي: هذا الحديث حسن، وحسنه الألباني صحيح الجامع 5194).
وقال صلى الله عليه و سلم: « صوتان ملعونان، صوت مزمار عند نعمة، و صوت ويل عند مصيبة » (إسناده حسن، السلسلة الصحيحة 427)
وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: « ليكونن في هذه الأمة خسف، وقذف، ومسخ، وذلك إذا شربوا الخمور، واتخذوا القينات، وضربوا بالمعازف » (صحيح بمجموع طرقه، السلسلة الصحيحة 2203)
قال صلى الله عليه وسلم: « إن الله حرم على أمتي الخمر، والميسر، والمزر، والكوبة، والقنين، وزادني صلاة الوتر » ( صحيح الجامع 1708). الكوبة هي الطبل، أما القنين هو الطنبور بالحبشية (غذاء الألباب).
وروى أبي داوود في سننه عن نافع أنه قال: « سمع ابن عمر مزمارا، قال: فوضع أصبعيه على أذنيه، ونأى عن الطريق، وقال لي: يا نافع هل تسمع شيئا؟ قال: فقلت: لا ! قال: فرفع أصبعيه من أذنيه، وقال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم، فسمع مثل هذا! فصنع مثل هذا » (حديث صحيح، صحيح أبي داوود 4116).
و علق على هذا الحديث الإمام القرطبي قائلا: "قال علماؤنا: إذا كان هذا فعلهم في حق صوت لا يخرج عن الاعتدال، فكيف بغناء أهل هذا الزمان وزمرهم؟!" (الجامع لأحكام القرآن للقرطبي).
قال الإمام عمر بن عبد العزيز رضى الله عنه: الغناء مبدؤه من الشيطان وعاقبته سخط الرحمن (غذاء الألباب)، ولقد نقل الإجماع على حرمة الاستماع إلى الموسيقى والمعازف جمع من العلماء منهم: الإمام القرطبي وابن الصلاح وابن رجب الحنبلي. فقال الإمام أبو العباس القرطبي: الغناء ممنوع بالكتاب والسنة وقال أيضا: "أما المزامير والأوتار والكوبة (الطبل) فلا يختلف في تحريم استماعها ولم أسمع عن أحد ممن يعتبر قوله من السلف وأئمة الخلف من يبيح ذلك، وكيف لا يحرم وهو شعار أهل الخمور والفسوق ومهيج الشهوات والفساد والمجون؟ وما كان كذلك لم يشك في تحريمه ولا تفسيق فاعله وتأثيمه" (الزواجر عن اقتراف الكبائر لابن حجر الهيثمي). وقال ابن الصلاح: الإجماع على تحريمه ولم يثبت عن أحد ممن يعتد بقوله في الإجماع والاختلاف أنه أباح الغناء..
قال القاسم بن محمد رحمه الله: الغناء باطل، والباطل في النار.
وقال الحسن البصري رحمه الله: إن كان في الوليمة لهو –أى غناء و لعب-، فلا دعوة لهم (الجامع للقيرواني).
قال النحاس رحمه الله: هو ممنوع بالكتاب والسنة، وقال الطبري: وقد أجمع علماء الأمصار على كراهة الغناء، والمنع منه. و يقول الإمام الأوزاعي رحمه الله: لا تدخل وليمة فيها طبل ومعازف.
قال ابن القيم رحمه الله في بيان مذهب الإمام أبي حنيفة: "وقد صرح أصحابه بتحريم سماع الملاهي كلها كالمزمار والدف، حتى الضرب بالقضيب، وصرحوا بأنه معصية توجب الفسق وترد بها الشهادة، وأبلغ من ذلك قالوا: إن السماع فسق والتلذذ به كفر، وورد في ذلك حديث لا يصح رفعه، قالوا ويجب عليه أن يجتهد في أن لا يسمعه إذا مر به أو كان في جواره" (إغاثة اللهفان) وروي عن الإمام أبي حنيفة أنه قال: الغناء من أكبر الذنوب التي يجب تركها فورا. وقد قال الإمام السفاريني في كتابه غذاء الألباب معلقا على مذهب الإمام أبو حنيفة: "وأما أبو حنيفة فإنه يكره الغناء ويجعله من الذنوب، وكذلك مذهب أهل الكوفة سفيان وحماد وإبراهيم والشعبي وغيرهم لا اختلاف بينهم في ذلك، ولا نعلم خلافا بين أهل البصرة في المنع منه".
وقد قال القاضي أبو يوسف تلميذ الإمام أبى حنيفة حينما سئل عن رجل سمع صوت المزامير من داخل أحد البيوت فقال: "ادخل عليهم بغير إذنهم لأن النهي عن المنكر فرض".
أما الإمام مالك فإنه نهى عن الغناء و عن استماعه، وقال رحمه الله عندما سئل عن الغناء و الضرب على المعازف: "هل من عاقل يقول بأن الغناء حق؟ إنما يفعله عندنا الفساق" (تفسير القرطبي). والفاسق في حكم الإسلام لا تقبل له شهادة ولا يصلي عليه الأخيار إن مات، بل يصلي عليه غوغاء الناس وعامتهم.
قال ابن القيم رحمه الله في بيان مذهب الإمام الشافعي رحمه الله: "وصرح أصحابه - أى أصحاب الإمام الشافعى - العارفون بمذهبه بتحريمه وأنكروا على من نسب إليه حله كالقاضي أبي الطيب الطبري والشيخ أبي إسحاق وابن الصباغ" (إغاثة اللهفان). وسئل الشافعي رضي الله عنه عن هذا؟ فقال: أول من أحدثه الزنادقة في العراق حتى يلهوا الناس عن الصلاة وعن الذكر (الزواجر عن اقتراف الكبائر).
قال ابن القيم رحمه الله: "وأما مذهب الإمام أحمد فقال عبد الله ابنه: سألت أبي عن الغناء فقال: الغناء ينبت النفاق بالقلب، لا يعجبني، ثم ذكر قول مالك: إنما يفعله عندنا الفساق" (إغاثة اللهفان). وسئل رضي الله عنه عن رجل مات وخلف ولدا وجارية مغنية فاحتاج الصبي إلى بيعها فقال: تباع على أنها ساذجة لا على أنها مغنية، فقيل له: إنها تساوي ثلاثين ألفا، ولعلها إن بيعت ساذجة تساوي عشرين ألفا، فقال: لاتباع إلا أنها ساذجة. قال ابن الجوزي: "وهذا دليل على أن الغناء محظور، إذ لو لم يكن محظورا ما جاز تفويت المال على اليتيم" (الجامع لأحكام القرآن). ونص الإمام أحمد رحمه الله على كسر آلات اللهو كالطنبور وغيره إذا رآها مكشوفة، وأمكنه كسرها (إغاثة اللهفان).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "مذهب الأئمة الأربعة أن آلات اللهو كلها حرام...ولم يذكر أحد من أتباع الأئمة في آلات اللهو نزاعا" (المجموع). وقال أيضا: "فاعلم أنه لم يكن في عنفوان القرون الثلاثة المفضلة لا بالحجاز ولا بالشام ولا باليمن ولا مصر ولا المغرب ولا العراق ولا خراسان من أهل الدين والصلاح والزهد والعبادة من يجتمع على مثل سماع المكاء والتصدية لا بدف ولا بكف ولا بقضيب وإنما أحدث هذا بعد ذلك في أواخر المائة الثانية فلما رآه الأئمة أنكروه" وقال في موضع آخر: "المعازف خمر النفوس، تفعل بالنفوس أعظم مما تفعل حميا الكؤوس" (المجموع)
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في بيان حال من اعتاد سماع الغناء: "ولهذا يوجد من اعتاده واغتذى به لا يحن على سماع القرآن، ولا يفرح به، ولا يجد في سماع الآيات كما يجد في سماع الأبيات، بل إذا سمعوا القرآن سمعوه بقلوب لاهية وألسن لاغية، وإذا سمعوا المكاء والتصدية خشعت الأصوات وسكنت الحركات وأصغت القلوب" (المجموع).
قال الألباني رحمه الله: "اتفقت المذاهب الأربعة على تحريم آلات الطرب كلها" (السلسلة الصحيحة 1/145).
قال الإمام ابن القيم رحمه الله: "إنك لا تجد أحدا عني بالغناء وسماع آلاته إلا وفيه ضلال عن طريق الهدى علما وعملا، وفيه رغبة عن استماع القرآن إلى استماع الغناء". وقال عن الغناء: "فإنه رقية الزنا، وشرك الشيطان، وخمرة العقول، ويصد عن القرآن أكثر من غيره من الكلام الباطل لشدة ميل النفوس إليه ورغبتها فيه"
و بذلك يتبين لنا أقوال أئمة العلماء واقرارهم على حرمية الغناء والموسيقى والمنع منهما.
ويستثنى من ذلك الدف - بغير خلخال- في الأعياد والنكاح للنساء، وقد دلت عليه الأدلة الصحيحة، قال شيخ الإسلام رحمه الله: "ولكن رخص النبي صلى الله عليه وسلم في أنواع من اللهو في العرس ونحوه كما رخص للنساء أن يضربن بالدف في الأعراس والأفراح، وأما الرجال على عهده فلم يكن أحد على عهده يضرب بدف ولا يصفق بكف، بل ثبت عنه في الصحيح أنه قال: التصفيق للنساء والتسبيح للرجال، ولعن المتشبهات من النساء بالرجال والمتشبهين من الرجال بالنساء" (المجموع). وأيضا من حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت: "دخل علي أبو بكر وعندي جاريتان من جواري الأنصار تغنيان بما تقاولت به الأنصار في يوم بعاث قالت وليستا بمغنيتين فقال أبو بكر أبمزمور الشيطان في بيت النبي صلى الله عليه وسلم وذلك في يوم عيد الفطر فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا أبا بكر إن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا" (صحيح، صحيح ابن ماجه 1540).
قال ابن القيم رحمه الله: "وأعجب من هذا استدلالكم على إباحة السماع المركب مما ذكرنا من الهيئة الاجتماعية بغناء بنتين صغيرتين دون البلوغ عند امرأة صبية في يوم عيد وفرح بأبيات من أبيات العرب في وصف الشجاعة والحروب ومكارم الأخلاق والشيم، فأين هذا من هذا، والعجيب أن هذا الحديث من أكبر الحجج عليهم، فإن الصديق الأكبر رضي الله عنه سمى ذلك مزمورا من مزامير الشيطان، وأقره رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذه التسمية، ورخص فيه لجويريتين غير مكلفتين ولا مفسدة في إنشادهما ولاستماعهما، أفيدل هذا على إباحة ما تعملونه وتعلمونه من السماع المشتمل على ما لا يخفى؟! فسبحان الله كيف ضلت العقول والأفهام" (مدارج السالكين)،
وقال ابن الجوزي رحمه الله: "وقد كانت عائشة رضي الله عنها صغيرة في ذلك الوقت، و لم ينقل عنها بعد بلوغها وتحصيلها إلا ذم الغناء ، قد كان ابن أخيها القاسم بن محمد يذم الغناء ويمنع من سماعه وقد أخذ العلم عنها" (تلبيس إبليس).
من المعروف والمشهور أن ابن حزم رحمه الله يبيح الغناء، كما هو مذكور في كتابه المحلى.
لكن الذي نريد أن ننبه عليه أن الناس إذا سمعوا أن ابن حزم أو غيره من العلماء يحللون الغناء، ذهب بالهم إلى الغناء الموجود اليوم في القنوات والإذاعات وعلى المسارح والفنادق وهذا من الخطأ الكبير. فمثل هذا الغناء لا يقول به مسلم، فضلا عن عالم؛ مثل الإمام الكبير ابن حزم. فالعلماء متفقون على تحريم كل غناء يشتمل على فحش أو فسق أو تحريض على معصية.
ونحن نعلم حال الغناء اليوم وما يحدث فيه من المحرمات القطعية، كالتبرج والاختلاط الماجن والدعوة السافرة إلى الزنى والفجور وشرب الخمور، تقف فيه المغنية ***** أو شبه ***** أمام العيون الوقحة والقلوب المريضة لتنعق بكلمات الحب والرومانسية. ويتمايل الجميع رجالا ونساء ويطربون في معصية الله وسخطه.
ولذلك نقول: إن على من يشيع في الناس أن ابن حزم يبيح الغناء، أن يعرف إلى أين يؤدي كلامه هذا إذا أطلقه بدون ضوابط وقيود، فليتق الله وليعرف إلى أين ينتهي كلامه؟! وليتنبه إلى واقعه الذي يحيا فيه.
ثم أعلم كون ابن حزم أو غيره يبيح أمرا جاء النص الصريح عن النبي صلى الله عليه وسلم بتحريمه لا ينفعك عند الله،
قال سليمان التيمي رحمه الله: لو أخذت برخصة كل عالم، أو زلة كل عالم، اجتمع فيك الشر كله.
وقد قال الله جل وعلا: { وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا } [الحشر:7]،
وقال أيضا: { فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم } [ النور:63].
ولله در القائل:
العلم قال الله قال رسوله إن صح و الإجماع فأجهد فيه
وحذار من نصب الخلاف جهالة بين الرسول و بين رأي فقيه
صح أن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام رضوان الله عليهم قد سمعوا الشعر وأنشدوه واستنشدوه من غيرهم، في سفرهم وحضرهم، وفي مجالسهم وأعمالهم، بأصوات فردية كما في إنشاد حسان بن ثابت وعامر بن الأكوع وأنجشة رضي الله عنهم ، وبأصوات جماعية كما في حديث أنس رضي الله عنه في قصة حفر الخندق، قال: فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بنا من النصب والجوع قال: « اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة، فاغفر للأنصار والمهاجرة » . فقالوا مجيبين: نحن الذين بايعوا محمدا، على الجهاد ما بقينا أبدا" (رواه البخاري 3/1043).
وفي المجالس أيضا؛ أخرج ابن أبي شيبة بسند حسن عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: "لم يكن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم منحرفين ولا متماوتين، كانوا يتناشدون الأشعار في مجالسهم، وينكرون أمر جاهليتهم، فإذا أريد أحدهم عن شيء من دينه دارت حماليق عينه" (مصنف ابن أبي شيبة 8/711).
فهذه الأدلة تدل على أن الإنشاد جائز، سواء كان بأصوات فردية أو جماعية، والنشيد في اللغة العربية: رفع الصوت بالشعر مع تحسين وترقيق (القاموس المحيط). وهناك ضوابط تراعى في هذا الأمر وضعها لنا أهل العلم وهي: عدم استعمال الآلات والمعازف المحرمة في النشيد، عدم الإكثار منه وجعله ديدن المسلم وكل وقته وتضييع الواجبات والفرائض لأجله، أن لا يكون بصوت النساء، وأن لا يشتمل على كلام محرم أو فاحش، وأن لا يشابه ألحان أهل الفسق والمجون، وأن يخلو من المؤثرات الصوتية التي تنتج أصواتا مثل أصوات المعازف. وأيضا يراعى أن لا يكون ذا لحن يطرب به السامع ويفتنه كالذين يسمعون الأغاني.
دعونا من الحرام والحلال والواجب والمكروه ولنأخذ الموضوع من منطلق أخر خذ معي أي أغنيه من الأغاني وأحذف الألحان ثم أقرأ الكلمات المكتوبه صدقني إن كنت قد فعلت ذلك عن إيمان و رضى نفس فإنك لن تعود لهذه الأغاني من بعد .
و قد فطن الغربيون هذه الحكمه قديما و عملوا بها فقد توصلوا أن الفن هو المعول الذي تهدم به الأمه أيا كانت و هو نفسه الذي يحفر الأساس لبناء الأمه فبدأ الألمان من هذا المنطلق عند بدايه نهضه الأمه الألمانيه بعد الحرب العالميه الثانيه فوجهوا الفن إلى ما يخدم هذه القضيه لا أريد القول بأنهم قد منعوا الأغاني لأنهم لا يملكون المبرر لذلك فليست لهم شريعه أو ديانه تحرم الأغاني و الألحان بل مارسوا نوعا من العقوبات التأديبيه الصارمه على كل من يخالف هذا الأمر و بنفس هذا المفهوم يمكنكم قياس فننا إن صح التعبير وأي المعاول هو .
القضيه هنا هي قضيه إسلاميه بحته لا نحتاج فيها إلى الإستدلال بالغرب أو غيرهم فالقضيه عندنا محسومه بنص القرأن و لكني أردت أن أبين لكم أنهم عندما أرادوا النهوض بأمتهم لم يجدوا إلى ذلك سبيلا غير أخذ المبادئ و الأحكام الإسلاميه و لكن حاليا يعتبر الفن الألماني من أكثر الفنون إنحطاطا في أوربا و أكثر بلاد الله إنتاجا للخمور .
و هناك شبهه أخرى تدور حول هذا الفلك فالبعض يقول أنه يتابع و يستمع للأغاني التي تحمس نحو الجهاد و العمل الصالح شخصيا أقول أن هذا النوع لم يقابلني كثيرا و حتى هذا القليل الذي قابلني به من الأمور مما يجعل منه أسوا الأنواع إن كان يصح تسميتها بالأنواع و للأسف فإن هذا الأمر منتشر و بشده في السودان بل و إن بعضا منه يجر بصاحبه إلى شُبهه الكفر و الأغاني الدينيه أو ( المديح ) كما يطلق عليه في السودان تدرج تحت هذا المسمى أيضا و إليكم بهذه
( فإن صحبتها موسيقى أو كانت من النساء للرجال فهي محرمه و تسميتها بالأغاني الدينيه هو من باب تسميه الشي بغير إسمه تلبيسا وخداعا حتى يقبله الناس، إذ كيف تكون أغاني دينيه و قد حرمها الله و رسوله صلى الله عليه و سلم )
الشيخ الإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله
هذه حقيقه الأغاني الجهاديه ...فيا أخي إن كنت تريد أن تدفع نفسك نحو الجهاد و العمل الصالح فهناك مجموعه مميزه من الأناشيد الإسلاميه التي تتولى الأمر و كذلك الأمر بالنسبه لمحاضرات شيوخنا الأفاضل فعليك بها فإنها أفضل ملايين المرات من هذه الأغاني .
ألم تلاحظ أخي ويا أختي... أنه: قد يصغي أحدكم لساعات متواصلة لمجموعة من الأغاني، وقد يهتز جسده كله معها وتتفاعل نفسيته مع تلك الأغاني، ولكنه في الوقت نفسه يصعب عليه للغاية أن يجلس نصف ساعة فقط مع كتاب الله عز وجل، مع أنه شفاء لما في الصدور، ومع أنه هدى ورحمة، ومع أنه كتاب سماوي كله بركة ونور وخير وعافية؟!.
هل سألت نفسك: لماذا تحلو الأغاني في عينيك، وتستمتع بها، بينما يصعب عليك الجلوس المتدبر مع القرآن؟!
ببساطة: قال الله تبارك وتعالى { وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ }
هذه الحقيقة وهذا بارك الله فيكم ما دعوتكم للمصارحة من أجله. رحم الله من أسماها ( قرأن الشيطان )
أحبابي....
مصيبة أن نخدع أنفسنا، والمصيبة الأعظم إيهامها بأن هذا الخداع ميزة وفضيلة فالأغاني همٌّ وضيق، بل وحياة ضنك لأنها إعراض عن ذكر الله.. فقد قال الله { وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمَى } الأغاني حقيقتها أنها حسرة وألم، وإن كانت هناك نشوة فإنها نشوة مزيفة من فعل الشيطان...
واسمعوا هذا الخطاب الربّاني لإبليس اللعين.. قال تعالى { وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً } ...
قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره: وقوله تعالى { وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ } قيل هو الغناء قال مجاهد باللهو والغناء أي استخفهم بذلك.
وقال العلامة ابن القيم -رحمه الله تعالى-: ومن مكائد عدو الله ومصائده التي كاد بها من قل نصيبه من العلم والعقل والدين، وصاد بها قلوب الجاهلين والمبطلين، سماع المكاء والتصدية والغناء بالآلات المحرمة، ليصد القلوب عن القرآن، ويجعلها عاكفة على الفسوق والعصيان، فهو قرآن الشيطان، والحجاب الكثيف عن القرآن، وهو رقية اللواط والزنا، وبه ينال الفاسق من معشوقه غاية المنى، كاد به الشيطان النفوس المبطلة وحسنه لها مكراً وغروراً، وأوحى إليها الشبه الباطلة على حسنه، فقبلت وحيه، واتخذت لأجله القرآن مهجوراً.. أنتهى كلامه رحمه الله.
وتزول تلك النشوة الباطلة والفرح الموهوم وتبقى حسرة المعصية، و تذهب الفرحة المزعومة ويبقى الذنب مسجلاً في صحيفة الأعمال...
والغناء مجاهرة بالمعصية، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم « كل أمتي معافى إلا المجاهرين » وبعض الناس يفخرون بالغناء ويهمهمون به شامخين به الرأس ..
وأي فخر.. يفخرون بمعصية الله؟! ومن تفاهة ما يسمع (فناني المفضل.. فنانتي المحبوبة).. ألا يعلم هؤلاء أن المرء يحشر مع من أحب كما قال الصادق المصدوق صلوات ربي وسلامه عليه؟!.
ولقد تلاعب الشيطان بهؤلاء الفنانين والفنانات.. فإنه يرى بعضهم أن الفن رسالة وتربية للأجيال.. وإذا سمعت فقط كلماتها أدركت أنها رسالة شيطان، وأنها تدعو للقاء المحرَّم بكل وضوح.. فوالله صدق من أسماها رقية الزنا وبريد الزنا..
يا أبناء وبنات الإسلام...
لقد أمرنا الله بتطهير النفس فقال { قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا } والغناء ظلم للنفس التي أودعك الله إياها وأمرك بتزكيتها، فحريٌّ بك تطهيرها من أرذال المعاصي والبعد بها عن أوحال الشهوات، وليس لك أن تغشها باستماع الغناء فتظلمها بذلك.. وقد قال الله تعالى { إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُون }
قال الله تعالى وَمِنَ النَّاسِ { مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ } قال بعض المفسرين لهذه الآية يشتري لهو الحديث بدينه وماله ووقته.
وقد أقسم عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وهو من أعلم الصحابة رضي الله عنهم، بأن { لَهْوَ الْحَدِيثِ } هو الغناء...
وقد قال نبي الله صلى الله عليه وسلم مبيناً ومحذراً من هذا الداء الذي يستلطفه الكثير اليوم.. قال عليه الصلاة والسلام « ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف » بمعنى أنها أشياء محرمة وسيأتي زمن سوء تُستحل فيه هذه المحارم..
المفضلات