بيتي مختلف عن هذا

هذه الصورة بحجم اخر انقر هنا لعرض الصورة بالشكل الصحيح ابعاد الصورة هي 1024x768.

في صباح مدينتي الندي , ندي باثنتين دموع السحاب ودموع المقل .
أما الثانية فقد نسيتها بطبيعة حالي الأنانية .

**
شهيق عميق وانا أفتح نافذة سيارتنا .
-يا صباح الآس ..
استجمعت قواي لأحرج من عمق المقعد الوثير .
-من فضلك قدم الكرسي قليلا .
تطلعت ع شوارع المدينة ..ضاهت الزهور في اللمعان , آسفة يا سماء المساء من المؤكد ستبيت نجومك الليلة ع أديمنا .
-رائعة أنت يا رياض آمنت انك رياض بحق .
كان منظرا شاعريا بالكاد نعيشه في منطقتنا الصحراوية , الناس مختلفون عن فصل الصيف لا أعصاب عنيدة فهم اليوم وجوه سعيدة .
سألني :
-هل تريدين شيئا ؟
- لا , جزاك الله خيرا .
- يبدو الجو لطيف اليوم.
- لم يمر كهذا موسم من قبل .
- لما لا تنقلون خارج الرياض , إلى منطقة بجو كهذا وهادئة ؟
- والله لا أدري أمي تقلب الفكرة في رأسها .
-ابتاعوا منزلا أصغر من هذا سيبدو جميلا أكثر .
- صدقت ستتلملم أطرافه إن صح التعبير كما أخبرتك أمي لا تريد مفارقة معارفها فقط لو كان الأمر بيدي لكان منذ زمن .
علا صوت أبواق السارات فطع حديثنا .. فقد دخلنا الآن أحد الشوارع الضيقة المزدحمة .
ديمة خفيفة مرت وتعلقت بها روحا .. جعلت أفكر في الناس من حولي سبحان من أحصاهم أبيض آدم أحمر أصفر أجعد صحيح أعرج أحول جميل طبيب بناء سباك صغير كبير هندي سعودي كويتي فلبيني ...إلخ صوت بوق أشبه بالغراب .
إنه صاحب سيارة (كرسيدا ) قديمة الأنوار الخلفية تتعلبش في مكانها . الشنطة نصف مفتوحة فهنا دراجة طفل وبساط يطل برأسه لوحة السيارة مربوطة في حديدة بقماش ..ومن النافذة طفل يطل ويضحك ويلوح تارة ويخرج حلوى الماصة من فمه أخرى .والأب يقود ويضحك ع ابنته الصغرى من خلفه تشد رأسه ثم تختبئ . والأم تتصفح الجريدة والنافذة مفتوحة .
-ياه ألا يزعجها الهواء ..
تحدثت في نفسي:
-يا للسعادة لم أكن أتصور أن يجلس في هذه الخردة أرواح كهذه .
أسرعت سيارتنا ليغيبوا عن نظري ويشرق منظر آخر ( السلام عليكم دار قوم مؤمنين أنتم السابقون وإنا إن شاء الله بكم للاحقون )
توقف قلبي هنا .
لوحة نصبت ع حائط مقابر .
-لقد نسيتها صديقتي التي تبيت تحت, تحت الأديم ..
كدت أصرخ بالسائق .. من فضلك توقف هنا .. لكن ما ذا سأفعل ؟
مر كما مررت من السيارة السالفة إنما الأجساد قوالب لكِ مني الدعاء عهد علي أن أصلك عهد لو كنت مكانك لا أدر ما أنت فاعلة من الوصل .. اللهم اسق قبرها ماء زلالا واغسلها بالماء والثلج والبرد ونقها من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس .
تحدث بغتة :
- انتظري إلى هذا منزل الأمير .... .
-اممم.
- وهذا منزل عمك .
- أممم
-وهذه مساحة فارغة لم لا تسكنون في حي غير حيكم سيصبح قديم بعد مدة قصيرة.
- إن شاء الله .
للتو كنا سنعيش خارج الرياض والآن سننتقل في الرياض , لم يعد هذا يغريني إنني أعرف بيتي الحقيقي .

ا.هـ
---------------------------------------------

للعضو التالي :

القصة : حيزبون الجنة * .

(*أقصد بالجنة البستان الرغيد مثل ما جاء في القران )