أيومي يوشيدا
بما أنكِ لم تضعي قصة بعدك فسأضعها أنا بعنوان ( سر خطير جدا )
يُحكى بأنه في إحدى القرى المنعزلة وفي إحدى أيام شهر صفر ثاني أشهر السنة الهجرية قدم رجل إلى صاحب نزلٍ وسأله :
هل الحجرة الثانية في الطابق الأول فارغة ؟
فأجاب صاحب النزل : نعم ! هي كذلك !
فسأله : هل يمكن أن آخذها هذه الليلة فقط ؟
فوافق صاحب النزل وقال : حسن !
وقبل أن يتوجه الرجل إلى نزله طلب خنجراً أحمراً وخيطاً من الفضة وثمرةً من الرمان ، فعجب صاحب النزل من هذا الرجل ومما طلب ، ومع ذلك فقد قام بالتنفيذ ، ولسوء الحظ فإن حجرة صاحب النزل ملاصقةٌ لحجرة الرجل ، وبعد منتصف الليل سمع صاحب النزل أصواتاً غريبةً جداً صدرت من حجرة الرجل ، وكأن قتالاً عنيفاً قد نشب ، وأحس صاحب النزل بأن الحجرة أصبحت كومةً من الركام فبات ليلته مضطربا يفكر فيما حدث بداخل الحجرة التي يقطنها الرجل.
وفي صباح اليوم التالي وقبل أن يغادر الرجل ، طلب صاحب النزل أن يرى الحجرة وتوجه إليها ليجدها كما كانت لم يتغير فيها شئ فازداد عجبه !!! ودفع الرجل أجر الليلة التي قضاها ضعف الأجر المعلوم ، وأعطى الرجل صاحب النزل صرة فيها دراهم أكثر من أجرة الحجرة.
مضت سنة كاملة كانت كفيلةً بنسيان الأمر برمته ، وفي اليوم نفسه من السنة الجديدة إلتقى صاحب النزل بالرجل ذاته ، حينها تذكره وتذكر معه تلك الأحداث ، وطلب الرجل الحجرة ذاتها مع الطلبات ذاتها ، وقرر صاحب النزل مراقبة الوضع ليعلم ما يحدث ، وظل صاحب النزل ساهراً طوال الليل يترقب ما سيحدث ، وبعد منتصف الليل عادت الأصوات التي سمعها في السنة الماضية ولكن هذه المرة كانت أشد من سابقتها ، كانت أصواتاً مبهمةً وغير مفهومة ، وفي الصباح التالي رحل الرجل ودفع الحساب مضاعفاً كما فعل في السنة التي سلفت.
وبقي صاحب النزل متسائلاً ومتحيرا من هذه الأصوات وعن تلك الحجرة وعن تلك الأمور التي طلبها الرجل ، وظل سنة كاملة يترقب ذلك الشهر وذلك اليوم ، وحدث ما كان ينتظره ، فإذا بالرجل نفسه وبالأمور نفسها عاد ليطلبها ، وظل صاحب النزل ساهرا ليسمع ذات الأصوات ولكن هذه المرة كانت أشد المرات التي سمعها ، وفي اليوم التالي وقبل مغادرة الرجل ووقت مجيئه لدفع الأجرة قال له صاحب النزل : ما السر في كل ما تفعل ؟
قال الرجل : إن أخبرتك به فلن تخبر أحدا بذلك كائناً من كان فهذا عهد عليك.
فقال صاحب النزل : عهدٌ علي ألا أحدث أحداً بهذا الأمر كائناً من كان. قال الرجل : أتقسم على ذلك ؟
فقال صاحب النزل : نعم أقسم على ذلك.
مضت سنوات لم يحدث صاحب النزل بالسر أحداً حتى الآن.
( عيب عليك أن تتبع أسرار الآخرين ).
القصة التالية :
مجنون وسط الظلمة
المفضلات