الأن موعدكم مع أطيب الكلام ، حيث سيتحدث د / جمال المراكبي
عـــــــــــــــــــــن








ويقول صلى الله عليه وسلم : "لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر".









14 - وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخص رمضان من العبادة بما لا يخص به غيره من



الشهور، وكان يواصل فيه أحيانًا فيصل الليل بالنهار صائمًا ليوفر ساعات ليله ونهاره على العبادة،







15 - وكان ينهى أصحابه عن الوصال ويبين لهم أنه من خصوصياته صلى الله عليه وسلم فيقولون



له إنك تواصل، فيقول: "إني لست كهيئتكم، إني أبيت عند ربي يطعمني ويسقني".


وقد أبى بعض أصحابه أن ينتهي عن الوصال إمعانًا في متابعته صلى الله عليه وسلم ، فواصل



بهم يومًا، ثم يومًا، ثم رأوا الهلال، فقال: لو تأخر الهلال لزدتكم، كالمنكل لهم حين أبوا أن


ينتهوا عن الوصال. رواه البخاري.

وقد نهى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن الوصال رحمة للأمة، وأذن فيه إلى السحر، فقال

"لاتواصلوا، فأيكم أراد أن يواصل فليواصل إلى السحر". رواه البخاري.
وقد اختلف أهل العلم في جواز الوصال أو منعه، وتعجيل الفطر أولى لما سبق من الحديث:

"لاتزال أمتي بخير ما عجلوا الفطر".


وفي السنن: "لا يزال الدين ظاهرًا ما عجل الناس الفطر، وإن اليهود والنصارى يؤخرون".


وفيها عن النبي صلى الله عليه وسلم عن الله عز وجل: "أحب عبادي إليّ أعجلهم فطرًا".






16 - وكان النبي صلى الله عليه وسلم يسافر في رمضان للغزو وغيره، ويجاهد في سبيل الله في

رمضان، وكان في سفره يصوم ويفطر، ويخير الصحابة بين الأمرين، وكان يأمرهم بالفطر إذا

دنوا من عدوهم ليتقووا على قتاله، وسافر رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان في أعظم

الغزوات وأجلها في غزوة بدر، وفي غزوة الفتح.


ففي البخاري عن أبي الدرداء قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره



في يوم حار حتى ليضع الرجل يده على رأسه من شدة الحر، وما فينا صائم إلا ما كان من النبي


صلى الله عليه وسلم وابن رواحة.



وفيه عن جابر قال: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في سفر، فرأى زحامًا ورجلاً قد ظُلل


عليه، فقال: ما هذا؟ فقالوا: صائم، فقال: "ليس من البر الصوم في السفر".



وفي صحيح مسلم عن ابن عباس قال: خرج رسول الله عام الفتح في رمضان فقام حتى بلغ



الكديد، ثم أفطر، وكان أصحابه يتتبعون الأحدث فالأحدث من أمره ويرونه الناسخ المحكم، وإنما


أفطر النبي صلى الله عليه وسلم لما قيل له إن الصوم قد شق على الناس، فلما علم أن بعضهم ظل



صائمًا قال: أولئك العصاة.