حياك الله أخيَّ وأحيا طرحك الجاد ومن حضر


إن الألفاظ التي تحمل التعميم لا يصح أن تُعرَّف من زاويةٍ واحدةٍ وتغفل الزوايا الأخرى والتي قد تدخل في التعريف بأيِّ شكلٍ من الأشكال ، و الناس في الغالب لا يتفقون على تعريفٍ من التعريفات ، ولكن دائماً يتصلون بقواسم مشتركة تحوم حولها التعريفات

ولننظر إلى القواميس الموجودة بين أيدينا ، فلسان العرب يقول في المجلد العاشر : " يقال ثقف الشيء وهو سرعة التعلم " ويقول ابن دريد : " ثقفت الشيء حذقته " ، وفي حديث الهجرة " ... هو غلام شاب لقن ثقف "رواه البخاري .أي ذوفطنة وذكاء

.والمثقف نظرياً : هو شخصٌ تجاوز تخصصه الأساسي ، ووسع دائرة اهتمامه على صعيد القراءة والمطالعة وعلى صعيد التأثير
،
ثم إن أكثر المختصين يجمعون على أن المثقف هو صاحب دور نضالي في الوقوف إلى جانب الحق وفي نقد الممارسات الإدارية والاجتماعية الخاطئة إلى جانب امتلاك روح التضحية بالكثير من مصالحه من أجل الجهر بآرائه وأفكاره وملاحظاته
.
وفي هذا يقول نعوم تشومسكي : " إنَّ المثقف من حمل الحقيقة في وجه القوة .

فالملاحظ أنَّه من أجل تعريف المثقف يجب أن نعرف الثقافة ثم أنَّ نعرف الحقيقة التي يدافع عنها المثقف وكذلك ماهو الحد الذي تقف عنده التضحية في سبيل تحقيق الآراء والأفكار
.

" إننا نحن - كمسلمين - نعلم أنَّ الله قد أكرمنا بالعقيدة الصافية والقرآن العظيم وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم والتي حمتنا من فضاءات المطلق والـا محدود ، فالحق عندنا هو ما أقرَّه الشارع الحكيم وليس له حدٌ في البذل من الجهد لتحقيق العدل ودين الله .
وآرائه مقتبسةٌ من الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه
.

وإنما أدرجت الكلام أعلاه حتى يعلم أنَّ هناك من المثقفين من لا يعدو أن يكون أضل من بهيمة " أولئك كالأنعام بل هم أضل " ، ومنهم من يكون في أعلى المراتب والدرجات " يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتو العلم درجات " وبين هذا وذاك توجد رتب كثيرة من الصعب حصرها
.

بقي الكثير غير أن لا إطالة .