كَان أبِي .. .
مَا كَان رجلاً أحبّه والسّلام ، هُو [ أنجبنِي ] حِينَ عرفنِي ، كُنتُ أهابه | أرتبِكَ أمَامه .. .
أُطَأطِئ رأسِي و أُنصِتُ كُلّمَا حدّثنِي و شعرتُ بـ حنانه الخفِي بينَ كلماتهُ لِي ،
حَفِظتُ توصيَاته كلّهَا وجعلتهَا دستُور عمرِي ، سِرتُ علَى نهجه وإحترمتُ كُل رغباته حتّى و أنَا أتذّمرُ منهَا ،
أدركتُ جيّدًا أننّي أعنيه ، ولذلكَ كنتُ ألجَأ إليه كلّمَا أردتُ الأمَان لنفسِي ،
وكَان يربّت علَى كتفِي كلّمَا شَعر أننّي أحتَاجه ، مَا إستاحشتهُ أبدًا ، كَان الوحيد الذّي أخاف غضبه ،
و أخجَل مِن تخييبي لظنّه ، مَا لمحتُ فرحًا صادقًا لإنجازٍ لي .. مثلمَا رأيتُ في عينه ،
كَان إرتبَاطِي بهِ مُخِيف ! منذُ عرفتهُ وهُو عَصبُ رُوحِي ، ما حملتُ همّ شيئ قَط وهُو معِي ،
هو الرّجُل الوحِيد الذّي أدين له بالفَضل في عمري ، علّمني كيفَ أكُون إمرأة ،
غرَس قيمَهُ فيّ بعمق ، و سقاهَا بِـ مَاء صبره وحنكته ، فـ أثمرتُ معهَ بكُل مَا يرفَع رأسهُ عاليًا ،
كنتُ طفلتهُ المدللة ! ما بخل عليّ بـ شيئ كَانت قَد إشتهتهُ نفسي ، كان يشعُر بـ جُوعي قبلي ،
و أحتفِي بداخلِي بـ وقارهِ كلّما كنتُ أشاهِد ولادَة شعرة بيضاء على رأسه ،
حاولتُ دائمًا أن أرد دينهُ عليّ ولكننّي عجزتُ ! وشعرتُ بـ صغري فِي ذلك كلّما نويته ،
منذُ إلتقيتهُ و أنَا أشعُر أنّ الدنيا تعوّضني بهِ عَن يُتم طفولتِي ،
منذُ إلتقيتهُ و أنَا أشعُر أنّ الدنيا تعوّضني بهِ عَن يُتم طفولتِي ،
وحينَ أحببتهُ تأكّدتُ .. . مَا كَان رجلاً أحبّه والسّلام ! كَان أبي .
شتات



المفضلات