الحمد الله الرحمن ، الكريم المنان ، خالق الأكوان ، غافر الذنب وقابل التوب ، والصلاة والسلام على المصطفى العدنان ، سيد بني الإنسان ، وعلى آله الفرسان ، وصحابته الشجعان ، ومن سار على نهجهم على مدى الأزمان ،وبعد :
عن أبي هريره-رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم : ( قال من صام رمضان ايمانا واحتساببا غفر له ماتقدم من ذنبة )متفق عليه
عن جابر- رضي الله عنه - أن النبي{ صلى الله عليه وسلم }: ( قال الصوم جنة يستجن بها العبد من النار }رواه الطبراني وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من صام يوما في سيل الله باعد الله وجهه من النار سبعين خريفاّ) _متفق عليه-
قال ( صلى الله عليه وسلم ) : الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة يقول الصيام أي رب منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه ويقول القرآن منعته النوم بالليل فشفعني فيه قال فيشفعان.
قال ( صلى الله عليه وسلم ) إن في الجنة بابا يقال له الريان,يدخل منه الصائمون يوم القيامة لايدخل منه أحد غيرهم .يقال:أين الصائمون؟ فيقومون لايدخل منه أحد غيرهم فاذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد(متفق عليه)
فأحرص- أخي المسلم أختي المسلمة-بأن تكونا من القائمين لذاك الباب,وذلك بالمحافظة على الصيام الفرض وصيام النوافل المستحبة..
قال ( صلى الله عليه وسلم ) للصائم فرحتان:فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه(متفق عليه)
فرحة عند فطره:وذالك بعد أن من الله عليه بإكمال الصيام
فرحة عند لقاء ربه:وذلك اذا وجد ثواب الصيام مدخرا له عند ربه
قال رسول الله(صلى الله عليه وسلم ) والذي نفس محمد بيده،لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك (متفق عليه)
ولايمنع ذلك من السواك للصائم بعد الزوال ,فهو أمر مستحب على القول الراجح.
قال( صلى الله عليه وسلم) من قام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ماتقدم من ذنبه-ومعنى قوله:ايمانا:أي(ايمان بالله وبما أعده من الأجر والثواب)وقوله:احتسابا أي (طلب ذلك الأجر والثواب من الله تعالى,أي:لارياء ولاسمعة)..
يتأكد الفضل العظيم لتلاوة القران في شهر رمضان لأنه شهر القران قالى تعالى: <شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن>البقرة:185
وقد كان رمضان مخصصا لتدراس القران بين جبريل عليه السلام ومحمد( صلى الله عليه وسلم )في كل سنة كما في الصحيحين عن ابن عباس- رضي الله عنهما-قال <<كان ( صلى الله عليه وسلم) أجود الناس وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدراسه القران فالرسول لله(صلى الله عليه وسلم ) أجود بالخير من الريح المرسلة>>متفق عليه<<
وفي العام الذي توفي فيه رسول الله(صلى الله عليه وسلم ) عارضه جبريل عليه السلام القرآن مرتين.
قال الزهري رحمه الله :اذا دخل رمضان فإنما و قراءة القران واطعام الطعام>>وكان الامام مالك رحمه الله اذا دخل رمضان ترك قراءة الحديث واقبل على قرائة القران الكريم من المصحف
عن عباس-رضي الله عنهما أن النبي (صلى الله عليه وسلم ) لما رجع من حجة الوداع قال لامرأة من الأنصار اسمها ام سنان<<ما منعك أن تحجي معنا؟>>قالت:أبو فلان-زوجها-له ناضحان،حج على أحدهما
والاخر نسقي عليه فقال لها النبي( صلى الله عليه وسلم)فاذا جاء رمضان فاعتمري،فان عمرة فيه تعدل حجة<حجة معي>{رواه البخاري ومسلم}
تنبيه هام:بعض المعتمرين يذهبون الى مكة ويتركون أولادهم بلا رقيب،وقد يكونون أطفال أو مراهقين،فيحدث في غياب الوالدين ما لاتحمد عقباه
وهناك من يذهب بأولاده الى مكة ويعتكف في الحرم أو يقضي فيه اكثر وقته في خشوع وبكاء مع الامام وهو غافل عن أولاده لايدري ماأحدثوا بعده!
فقد شاهد الكل مايحدث من بعض الشباب والفتيات من التسكع والتبرج والسفور مايندى له الجبين.فمن هذا حاله فالجلوس في البيت أفضل له كليا للسلامة،والسلامة لايعدلها شيء
الأواخر من رمضان
عن عائشة-رضي الله عنها-قالت:كان النبي ( صلى الله عليه وسلم) اذا دخل العشر شد مئزره، وأحيا ليله،وأيقظ أهله>>راوه البخاري
وعنها-رضي عنها قالت
قال صلي الله عليه وسلم : ((من قام ليلة القدر إيمانا واتسابا غفرله ماتقدم من ذنبه ...)){متفق عليه}. هذه الليله الشريفه التي شمر لها القائمون ومن اجلها اعتكف الصائمون، ليله هي خير من الف شهر فضلت بها امه محمد صلى الله عليه وسلم من دون الامم فالفائز من فاز بتلك الليله وحصل على عظيم الثواب والأجر وغفرله ماتقدم من الذنب.
قال صلى الله عليه وسلم: (( مامنكم من احد الا سيكلمه الله ليس بينه وبينه ترجمان فينظر ايمن منه فلا يرى الا ماتقدم وينظر اشأم منه فلا يرى الا ماقدم وينظر بين يديه فلا يرى الا النار تلقاء وجهه فاتقو النار ولو بشق تمره )) {متفق عليه .
وفي شهر الصوم ينبغي ان تضاعف الصدقات؛ اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان اجود الناس وكان اجود مايكون في رمضان كما في حديث ابن عباس.
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
المفضلات