-سلام قولا من رب رحيم-
كثر ترحالي في الفترة الأخيرة , و في الحقيقة أستيقظ أحياناً فلا أذكر أين هو موقعي من الإعراب على ظهر بسيطتنا , و لكني تعلمت أشياءً و أنا أُعدُ حقائب هجرتي في كل مرة. تعلمت أني مهما هربت بعيداً فسأعود يوماً ، و أني مهما ابتعدت فلن أكون قابلا للاختفاء ، و أني مهما حزت من علوم أهل الأرض و السماء فسأظل جاهلاً ، لقد تعلمت ألاّ شيء هنا -أي الدنيا- يستحق أن أزعج قلبي لأجله و لقد تعلمت أن حقيقة الحب ما هي إلا شعور يحولك لكائن آخر قد ينسى أن يتنفس أحياناً ! تعلمت الكثير و رأيت الكثير و فقدت الكثير و دفنت الكثير في بحر ألوح له الآن مودعاً.
أعلم بأنني مجرد أناً أخرى تمسك بزمام قلم و لربما قلت قبل أن أكتب سبحان الذي سخر لنا هذا.. نعم فأنا أفكر بطريقة غريبة أحياناً! لا أعرف إن كان هناك شخص ما متخصص بهذه الأشياء حتى أخبره بأني أفكر بطريقة مريبة و أن في رأسي ألغاما كلما حاولت البوح بها انفجرت لتجعلني نازحاً إلى قلبي. فعلى سبيل المثال لا الحصر حين تراني طيباً فهذا لا يعني أني كائن “طيب بمعنى الكلمة” و لكني فقط قررت أن ألجأ لجوءاً سياسياً إلى قلبي ريثما تنتهي روحي من إعادة إعمار عقلي. لا أدري إذا كان باستطاعة أحدكم قراءة الأشياء الخفية، أو أن كان باستطاعته التعرف إلى التركيبة السرية للأشياء ذات المغزى في رأسي، أو حتى أن يعرف لمَ قررت ألاّ أكره الأشياء التي تكرهني و لم قررت ألّا أبالي ببقية الأشياء التي تبالي بي، أو أن يعرف لمَ تتلاعب بي كيمياء المشاعر وفيزياء الوجود لأكون ما أنا عليه أو حتى لم أضحك بكل حروف الجهر أحياناً و أبكي خلف ستائر السر أحياناً.
على الرغم من كل ما سبق فإن الوضع يتطور ويتجه نحو العبث كلما ازداد تأكدي بأن كل شيء مؤقت و بأن اللانهاية ليست سوى قيمةٍ محالةِ التجسد في عالمنا الذي نتسكع فيه ، ولكن الأمر يستحق التجربة ,فهي الشيء الذي يدفعني وعالمي الصغير إلى مكان ما ... فإلى أن أصل يوما ، ها هو ذا القلم بيدي و لا أقول إلا سبحان الذي سخر لنا هذا .. !!
وحي
كنت هنا،،
المفضلات