طرأ شئ من التغيير في طريقة التفكير فخرج هذا العنصر قبل الأخير إن شاء الله العلي القدير .
كان من الخطأ ذكر الموضوع بدون هذا الجزء الغايه في الأهميه , قد يكون مختلف عن غيره في مضمونه وطريقة عرضه , ولكنه مهم جداً .
هذا الجزء يتناول المرأه ولكنه ليس مقتصر في قراءته علي الفتيات ولكن هناك جزء يخص الفتيان أيضاً لأننا سنتناول المرأه من جانب أخر مختلف تماماً.
أولاً: تأثير المرأه في الأمه :
المرأه لها تأثير قوي وفعال في تحديد مسار الامه فهي أحد مقاييس تقدم الامه وتخلفها .
فهي لها حقوق وعليها واجبات وهي دون غيرها , ينبغي أن تأخذ حقوقها كما حددها الله لها دون زياده أو نقصان والا فسوف يحدث خلل في الامه بأكملها وهذا ما نراه اليوم في أمتنا .
واذا اردنا ان نتأكد من هذا , فاالدليل في احداث العصور .
نحن الأن في العصر الذي سبق بعثة الرسول صلي الله عليه وسلم حيث لم يكن للمرأه أي قيمه ولا أي حقوق , فكان عصر جاهليه وسفك دماء وكل شئ كان مباح ولم يشهدوا اي حضاره او تقدم حتي جاء الرسول فأخرجهم من الظلمات الي النور وأعطي المرأه حقوقها بل وكل ذي حق حقه , فأزدهرت الامه ونعمت بالأمن والرخاء والتقدم بل أعظم عصر في تاريخ البشريه .
لكن أنظر الي عصرنا اليوم لقد أخذت المرأه كامل حقوقها بل لم تكتفي بها وجارت علي حقوق الرجال بدعوي أنها تريد المساواه , فحدث ماحدث مما نشهده اليوم من تخلف وتراجع , بل حتي الدول المتقدمه لاتشعر بالأمن ولا الراحه , العالم كله في صراع , وهذا للابتعاد عن منهج الله واعطاء المرأه حقاً ليس لها .
ثانياً: المساواه :
كلمه أقنعوها بها أعداء الإسلام وليس لها أي معني سوي الانانيه , ولاأساس لها من الصحه أو العقل .
1. فكيف يمكن للمرأه أن تتساوي بالرجل وقد قالها الله تبارك وتعالي صريحه : " الرجال قوامون علي النساء "
نعم بما فضل الله به بعضهم علي بعض وبما أنفقوا من أموالهم , أي ان هناك زياده لأحد علي الاخر .
كيف يمكن المساواه بين ميزان أحد طرفيه يتفوق علي الأخر ؟
2. إذا كان هناك مساواه فلماذا خلق الله سيدنا أدم أولاً وسواه ونفخ فيه من روحه وأمر الملائكه بالسجود له , ثم خلق حواء من ضلعه بعد هذا.
فكيف للفرع أن يتساوي بالأصل؟
كل هذا لاينقص من قدر المرأه ولكن يوضح أنه لاوجود لكلمة المساواه بين الاثنين أبداً , ولكن هناك وجود لكلمة التكامل فالمرأه تُكَمِل الرجل , لديها من العطف والحنان والمشاعر قدر أكبر مما لدي الرجل , ولدي الرجل من الحزم و القوه والعقل قدر أكبر مما لدي المرأه وبهذا هما يكملان بعضهما البعض .
زوجين لاينفع أن يوجد أحدهما منفردأ في الحياه , بل لابد من وجودكما معاً.
وليس كما يدعي أعداء الاسلام بأن الاسلام لم يعطي للمرأه حقها وسلبها حريتها .
الاسلام هو أول من كرم المرأه واعترف بقيمتها أعطاها الحق في الشهاده والميراث, وقد سمي الله سورة كامله بالنساء في القرأن ولم يسمي سوره بالرجال , اليس هذا تكريم ؟
من الذي أوصي عليه النبي قبل موته , قائلاً: أيها الناس ، اتقوا الله في النساء ، اتقوا الله في النساء ، اوصيكم بالنساء خيراً.
ألم تكن أنتي أيتها المرأه ؟
لقد خلقكِ الله لتكوني جوهرة محاطه بالرعايه والاهتمام , وهذا ليس لفرض السيطره بل للحمايه من الحياة الخارجيه , لقد حفظ الله لكي كرامتك في كل مراحل عمرك منذ ولادتك وحتي بعد أن تصبحي عجوزاً, أوصي الجميع بكِ وانظري الي المرأه الغربيه في كبرها , يتركوها بلا قيمه او اعتناء لم يعد لها اهميه بعد أن فقدت جمالها , هم يقولون عنكي أنكِ ملكه .
وأنظروا الي هذه القصه من كتاب (إنها ملكه) للشيخ الدكتور محمد العريفي .
يقول أحد الأطباء :
كنت أدرس في بريطانيا ..
وكانت جارتنا عجوزاً يزيد عمرها على السبعين عاماً ..
كانت تستثير شفقة كل من رآها .. قد احدودب ظهرها .. ورق عظمها .. ويبس جلها ..
ومع ذلك .. فهي وحيدة بين جدران أربعة ..
تدخل وتخرج وليس معها من يساعدها من ولد ولا زوج ..
تطبخ طعامها .. وتغسل لباسها ..
منزلها كأنه مقبرة .. ليس فيه أحد غيرها .. و لا يقرع أحد بابَها ..
دعتها زوجتي لزيارتنا ذات يوم ..
فأخبرتها زوجتي بأن الإسلام يجعل الرجل مسئولاً عن زوجته .. يعمل من أجلها .. يبتاع طعامها ولباسها ..
يعالجها إذا مرضت .. ويساعدها إذا اشتكت ..
وهي تجلس في بيتها .. تجب عليه نفقتها ورعايتها .. بل وحماية عرضها ونفسها ..
فإذا رزقت بأولاد .. وجب عليهم هم أيضاً برها .. والذلة لها ..
ومن عقها من أولادها نبذه الناس وقاطعوه حتى يبُرّها ..
فإن لم تكن المرأة ذات زوج وجب على أبيها أو أخيها .. أو وليها .. أن يرعاها ويصونها ..
كانت هذه العجوز .. تستمع إلى زوجتي .. بكل دهشة وإعجاب ..
بل كانت تدافع عبراتها وهي تتذكر أولادها وأحفادها الذين لم ترهم منذ سنوات .. ولا يزورها أحد منهم .. بل لا تعرف أين هم ..
وقد تموت وتدفن أو تحرق وهم لا يعلمون .. لأنها لا قيمة لها عندهم ..
أنهت زوجتي حديثها .. فبقيت العجوز واجمة قليلاً .. ثم قالت :
في الحقيقة .. إن المرأة في بلادكم : ملكة .. ملكة ..
وسنكمل بإذن الله مع الجزء الثاني من هذا العنصر .

رد مع اقتباس

المفضلات