بالطبع نعمة .. ونعمة لم نعرف قيمتها!
عندما ننظر إلى الغرب أو إلى حضارات أخرى نجدهم كانوا متفتحين ومتفلتين .. مدعين بذلك أنها السعادة والحرية!
لكنهم مع الزمن ذاقوا مرارة الفشل الذريع .. وتعلموا القيم والمعاني بالمعاناة!
وغرست لديهم هذه الأمور التي كانت قد وهبت لنا من ربنا ومن ثم نبينا صلى الله عليه وسلم ..
لقد هدانا ربنا لأحسن الأخلاق وتعلمنا أفضل القيم والمبادئ من رسولنا عليه الصلاة والسلام .. ثم ماذا ؟!
ثم لم نعرف قيمتها .. لأننا كنا نعيش فيها .. تساهلنا معها وأصبحنا نراها أمور مزعجة ..
لقد أدرك الكفار أن رسم الحدود تحفظهم من الفساد .. فبدؤوا برسمها وأصبحوا على إثرها ناجحين .. ونحن؟!
ألم يحن الوقت كي نتدارك قيمة ما نحن فيه من نِعم..؟ ألم يحن الوقت كي نتدارك أنفسنا قبل أن يمتصنا هذا الفساد!؟
هل سألتِ نفسك مرة واحدة :
لماذا أصبح جيلنا جيل السطحية؟! لماذا أصبح رؤساءنا يهمهم الواسطات فقط؟!
لماذا أصبحت معلمات الدين لا دخل لهن بالدين أبداً؟!
لماذا أصبح المنكر تباهياً والإسراف لا يقدر بثمن؟!
كل هذا منا وسيعود إلينا .. هؤلاء إخواننا , أخواتنا , ويوم من الأيام قد يكونون أبناءنا ..
لأنهم يملكون شخصيات مهزوزة .. لم تبنى على أركان قوية وثابتة .. بل لم يكن هناك الركن الأساسي ألا وهو إخلاص النية!
ثم لم نعد نرى سر نجاحنا .. النصيحة والأمر بالمعروف .. ولو سألتِ واحدة لماذا لا تبادر بذلك لردت: أستحي .. أنا شخصيتي كذا!
ولا حتى بكلمة؟ ولا حتى بترك ذلك المكان؟
بل قد استسغنا ما يفعله الناس من منكر حتى أصبحنا منهم بسبب رضانا!
لقد خلق الإنسان نظيفاً مطهراً .. أما نحن فقد لوثنا أنفسنا بأنفسنا .. وأدخلنا إلى رؤوسنا أفكار وتخاريف لا صلة لها بالإسلام ولا حتى بالمنطقية!
تجديها أخطأت .. لكنها مصرة على عدم الاعتذار! لماذا يا فلانة؟! قالت: والله ماعتذر!! كبريائي!
لا والله! ليس كبريائاً إنما كبراً .. إذاً ذكرها وذكرهم .. أين كبريائها وهي تخرج من بطن أمها بلا ملابس؟! لا يبلغ طولها الذراع! ولم تعلم من الدنيا سوى البكاء!
لقد تخفينا خلف كلمات سهلة و رخيصة .. شخصيتي , طبعي , مزاجي , مدري وشي , ونسينا أننا مسؤولون على أن نكون كما أرادنا ربنا أن نكون!
قلنا مبادئنا ونسينا مبادئ الإسلام .. لكم هو أناني هذا الإنسان!
* قاعدة: كن قدوة ~
دعونا نفتح صفحة جديدة .. بل وصفحات جديدة .. نغير فيها من أنفسنا .. نسعى للأفضل! نسعى لشخصية مسلمة .. ليست بالاسم فقط .. بل بكل ما تعنيه تلك الكلمة من معاني!
دعونا نتحلى بالأخلاق السامية والقيم الراقية والمبادئ الإسلامية!
دعونا نكون أناس يشار إليهم بالأصابع , دعونا نصنع الشخصية القدوة!
ليس لأن نتباهى .. بل لأن نحتسب الأجر حتى في عاداتنا وتصرفاتنا! ويا له من باب كبير .. ويا لها من فائدة عظيمة .. لنا ولغيرنا ..
دعونا نخلص النية .. ونبدأ خطوة بعدها خطوة .. وطريق النجاح صعب ولكن الدعاء دائماً خير زاد!
المفضلات