جزاك الله خيرا أخي الحبيب عثمان
حسبنا الله ونعم الوكيل
والله لقد شعرت بمشاعر لا أستطيع وصفها وأنا اقرأ ما نقلته عن هذا الزنديق من أشعار
والله لو كان أمامي الان لقتلته على ما قال
فما بالك أن أقرأ له بعد كل ما رأيته من هذا الشعر!!!!
حسبنا الله ونعم الوكيل
مررت مرورا سريعا على الردود وفهمت فحواها رغم اني لم اقرأها كلها بتمعن
أولا جزى الله الأخ أبو عبد الرحمن خير الجزاء وجعلك وعثمان ذخرا للإسلام والمسلمين
ثانيا ردا على السؤال الذي لاحظت أن الكثيرين قد سألوا عنه: ما المانع في أن ننتفع بالجيد ونترك السيئ؟
أولا: نحن لسنا علماء حتى نميز بين الجيد والسيئ والكثير منا جدا يقرأ بعض الكلمات ويراها عادية لسبب بسيط جدا هو انه اعتاد سماعها والفها وبذلك لم يعد يدرك أن مثل هذه الكلمات قد تلقي به في جهنم سبعين خريفا تصديقا لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم فيجب أن نكون ممن يستطيع التمييز بين الحسن والقبيح وهذا لا يتأتي للشخص بمجرد أن يقول انا أستطيع وانا لست بقاصر وما الى ذلك من الجمل التي اعتدنا سماعها كثيرا، بل يأتي بالعلم الشرعي والعلم باللغة معا
ثانيا: فرضا ان الشرط الاول تحقق هل معنى ذلك انه يجوز لنا ان نقرأ ونقوم بعمل فرز للجيد والقبيح؟
هذا الامر غير منطقي لسبب بسيط، كوني أقوم بعمل ذلك يعني انني سأتعرض لقراءة السيئ حتى أقوم بعمل هذا الفرز، اذا سأقع في نفس المشكلة التي في الأصل أحاول الإبتعاد عنها وهي قراءة السيئ مع الحسن لأقوم بانتقاء الحسن منها، اذا فأنا بذلك قرات السيئ الذي احاول اصلا الإبتعاد عنه
يا اخوة رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عمر ابن الخطاب عن قراءة كتب أهل الكتاب، مع ان المتمعن في الأمر سيجد أن كتب أهل الكتاب في الأصل كانت كتبا منزلة مثلها مثل القران قبل أن يقوموا بتحريفها، رغم أن التحريف لم يطل كامل الكتب، بمعنى اخر، التحريف في اي شيئ لا يكون باستبدال هذا الشيئ تماما، بل بتغيير بعض أجزاءه فقط، إذن هذا يعني أن هذه الكتب فيها استفادة فعلية كثيرة لم تحرف بعد أليس كذلك؟
اذا ما المانع في قراءتها والتمييز كما نريد أن نفعل الان؟
ومع ذلك نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك لما في هذه الكتب من تحريف وقول على الله بلا علم كما في حديث عمر بن الخطاب الذي أخرجه الإمام احمد والبغوي في (شرح السنة)وحسنه الألباني:(أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إنا نسمع أحاديث من يهود تعجبنا، أفترى أن نكتب بعضها؟ فقال عليه الصلاة والسلام: أمتهوكون كما تهوكت اليهود والنصارى، لقد جئتكم بها بيضاء نقية، ولوكان موسى حياً ما وسعه إلا إتباعي).ومعنى (متهوكون) أي: متحيرون انتم في الإسلام حتى تأخذو من اليهود والنصارى.
لذلك قال الذهبي رحمه الله(لا يشرع لأحد بعد نزول القرآن أن يقرأ التوراة وأما النظر لغرض الرد على أهل الكتاب فلا حرج) انتهى.
وقال الأمام احمد:(إياكم أن تكتبوا عن أحد من أصحاب الأهواء قليلاً ولا كثيراً عليكم بأصحاب الآثار والسنن).
انتبهوا يا اخوة في الحديث السابق عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول (لقد جئتكم بها بيضاء نقية) فعقيدتنا فيها التشريع السابق والإستفادة التي من الممكن ان نستفيدها من كتب أهل الكتاب بل وزيادة كما انها نقية من التشويه والتحريف، كأنما رسول الله صلى الله عليه وسلم يحذرنا هنا من ان تعرض لأي موقف مشابه بقراءة كتب فيها تحرفات واباطيل بحجة اننا نريد استخلاص الحسن منها وترك القبيح وفيه تأييد لما قاله الأخ ابو عبد الرحمن من قبل عن أن هناك من له نفس الأسلوب وربما افضل لكن يكتب بدون كلام وافتراء على الله وسب لله عز وجل
يا اخوة الله سبحانه وتعالى حرم الخمر رغم انه قال في اية سابقة قبل آية التحريم (فيهما إثم كبير ومنافع للناس) مع ذلك حرمها رغم أن فيها بعض المنفعة، ومن هذا نفهم انه علينا ترك اي شيئ يأتينا منه ضرر كبير حتى ولو كان فيه منفعة بسيطة
ثم إن أي انسان عاقل لن يقبل أبدا ان يأتي أحد ليسب أباه أو امه مثلا وبعدها يقوم بتحري الحسن منه خاصة ان كان هذا الحسن غير أساسي لتستقيم حياته فما بالكم بشخص يسب الله تعالى ورسوله؟
حسنا دعونا من سب الأب والأم، سأسأل أي شخص الان سؤالا: لو افترضنا انه يوجد بقالة بجانبك تبيع منتجا معينا تحبه ولا تستطيع الإستغناء عنه فلا يوجد منه إلا في هذه البقالة فقط ثم جاء صاحب البقالة وسبك بأقذع الألفاظ وشتمك وليس هذا وحسب بل صار هذا الأمر ملازما له، كل فترة يسبك ويشتمك ودون سبب هل ستشتري منه هذا المنتج بحجة انه الوحيد الذي يبعيه؟ أنا اكاد أقسم بالله ان اي احد فينا لن يفعل ذلك بل سينتصر لنفسه وربما يقنع جميع معارفه ايضا انهم يجب ان ينتصروا له بعدم الشراء من هذه البقالة، ما بالكم بشخص يسب الله يا اخوة؟؟!!!!! يــــســـــب الله؟ ألا لعنة الله عليه إن لم يكن قد تاب قبل موته
يا اخوة الله سبحانه وتعالى يغار على المسلم ولا يبيح دمه ولا عرضه وفي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال: (سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ وَ قِتَالُهُ كُفْرٌ )
اذن فالله تعالى فَسَّقَ من يسب المسلم وكَفَّرَ من يقاتله، أفيغير الله تعالى الغني عنك عليك بينما لا تغير انت أيها الإنسان الضعيف المسكين الذي لا غنى له عن الله تعالى على الله تعالى؟!!!!!!!
أقسم بالله إن الدم ليغلي في العروق عندما يقرأ الإنسان أبياتا كهذه، فلماذا نعرض أنفسنا لأن تمر علينا أصلا ابيات كهذه ولو عن غير مقصد فقط لنستمتع بطعم الشعر، فقط استمتاع لن يضر ان لم يحدث أصلا؟
أرجو يا اخوة أن ننتبه لهذا الموضوع جيدا
واعتذر عن الإطالة وأجدد شكري للأخوين عثمان وأبا عبد الرحمن، جزاكما الله خيرا وبارك فيكما
في امان الله تعالى
رد مع اقتباس


المفضلات