ما هذه الصقيع الحار الذي يختلجُ عينيّ

لا تقولي لي أنّها دموع

لمَ أبكي؟

أولم أتخذ على نفسي عهدًا ألا أبكي..
أولم أحفظُ ما قالته طوْقان بيمينٍ أنّها بعد هذا اليوم لن تبكي..
وردّدتُ أُقنعُ نفسي أُرغمها ألّن أبكي..

لمَ أبكي؟

ألمّا اتّخذتَ قرار الرحيل
بعيدًا حيثُ لا شيء
عينٌ لن تراك
أذنٌ لن تسمعُك
وأيدٍ لن تتشبثَ بكَ أكثر

لمَ أبكي؟

أليست المرةُ العشرون التي ترحلْ؟
أم هي الأولى لك لتذهب لذاك المكان
حيثُ لن أراك..
لن أسمعك..
لن أتشبث بكَ أكثر..

لمَ أبكي؟!

ألأني لن أراك أو أسمعك أو أتشبثُ بك؟
بك أيا ألمي..
ألمٌ حدّ الإعياء..
أتّخذتَ القرار بالرحيل؟
أم أُجبرت عليه؟
أهل
من فارق؟؟

فأنتَ الآن هُناك..
بعيدًا يا ألم..
فلمَ أخبرني أبكيْ؟

فأنتَ هُناك
بعيدًا..
يجدرُ بيَ الضحك.. لا أن أبكي!

كفى إهدارًا للزجاج يا عينيّ
يكفي..

فقد سمعتِها.. حفظتِها.. ردّدتها..
وأطلقتِ يمينًا ألاّ تبكي..
فلمَ تنكثين العهد تبكين..
حتّى أبكي..

يمينًا بعد هذا اليوم
سوف
أبكي!

..~