الحمدلله رب العالمين وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آله
وصحبه أجمعين أما بعد:
فقد كتبت لكم في المرة السابقة ترجمة مختصرة للامام البخاري ووعدتكم بأنني
سأكتب لكم عن مسلم فحان الوقت لنتمتع بقراءة سيرة هذا العالم الكبير
إليكم سيرته :
اسمه ونسبه:
هو الإمام الكبير الحافظ الحجة الثقة أبو الحسين، مسلم بن الحجاج بن مسلم بن ورد كوشاذ، القشيري النسب، النيسابوري الدار.
والقشيري نسبة إلى قشير بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة قبيلة كبيرة من هوازن من العدنانية كما قال القلقشندي.
سنة ومكان الولادة:
ولد في نيسابور سنه 204 هـ ونيسابور هي مدينه تقع اليوم في جمهوريه ايران
نشأته
نشأ في بيت طاعه وعلم اذ كان ابوه من المشايخ ولعل هذا هو الذي دفعه الى طلب العلم الشرعي
بدايه طلبه للعلم
كانت بدايه طلبه للعلم وسماع الاحاديث من المحدثين والحفاظ في سن ال 14 من عمره ثم ذهب الى الحج والعمره وعمره لا يتجاوز 16 سنه
رحلاته
رحل الى بلاد الحجاز ثم العراق ثم مصر ثم دمشق
من صفات الامام مسلم
كان رحمه الله سخيا كريما وكان مشهورا بانه محسن نيسابور
ولما حدث لاستاذه البخاري انه منع الناس من زيارته بسبب اختلافه مع الوالي كان الامام مسلم تلميذه
من القلائل الذين لم يتركوه بل ومن شده احترامه له قال له دعني اقبل رجليك يا استاذ الاستاذين وسيد المحدثين
ووصفه عبدالعزيز فقال:
ما اغتاب مسلم احدا في حياته ولا ضرب ولا شتم
مكانته وثناء العلماء عليه:
أجمع العلماء على جلالته وإمامته وثقته وعلو مرتبته وحذقه في الصناعة الحديثية.
قال أبو قريش الحافظ:
سمعت محمد بن بشار يقول: حفاظ الدنيا أربعة: أبو زرعة بالري، ومسلم بنيسابور، وعبدالله الدارمي بسمرقند، ومحمد بن إسماعيل ببخارى.
وقال أحمد بن مسلمة:
رأيت أبا زرعة، وأبا حاتم يقدمان مسلماً في معرفة الصحيح على مشايخ عصرهما.
يقول ابن الجوزي :
وكان من كبار العلماء واوعيه العلم
وقال الذهبي :
أحد أركان الحديث
وقال ابن حجر :
ثقه حافظ امام منصف عالم بالفقه
شيوخه:
تتلمذ الإمام مسلم – رحمه الله – على أيدي كثير من العلماء والحفاظ والأئمة، وقد سرد الإمام المزي أسماء شيوخه في " تهذيب الكمال " ولكن أبرز شيوخ الإمام مسلم هو الإمام البخاري رحمه الله.
وقد لازم الإمام مسلم شيخه البخاري لما قدم البخاري نيسابور، وكان مسلم – رحمه الله – يقفو طريق البخاري وينظر في علمه ويحذو حذوه، حتى قال الدارقطني: لولا البخاري ما راح مسلم ولا جاء.
وقال أحمد بن حمدون القصار: رأيت مسلم بن الحجاج جاء إلى البخاري فقبل بين عينيه وقال: دعني أقبل رجليك يا أستاذ الأستاذين، ويا سيد المحدثين، وطبيب الحديث في علله، ثم سأله عن حديث كفارة المجلس فذكر له علته فلما فرغ قال مسلم: لا يبغضك إلا حاسد، وأشهد أن ليس في الدنيا مثلك
تلاميذه:
تتلمذ على يد الإمام مسلم – رحمه الله – عدد كبير من العلماء والأئمة والحفاظ، ومن أبرز تلاميذه
: الإمام الترمذي صاحب السنن، وقد روى عن شيخه حديثا واحدا في سننه.
مصنفاته:
للإمام مسلم – رحمه الله – مصنفات أخرى عديدة، غير " الجامع الصحيح " وهي:
كتاب الكنى والأسماء . كتاب المنفردات والوحدان. وكتاب الطبقات. وكتاب رجال عراوة بن الزبير. وكتاب التمييز وكتاب المسند الكبير على الرجال. وكتاب الجامع على الأبواب. وكتاب الأسامي والكنى. وكتاب العلل. وكتاب الأقران. وسؤالاته أحمد بن حنبل. وكتاب عمرو ابن شعيب. وكتاب الانتفاع بأهب السباع. وكتاب مشايخ مالك. وكتاب مشايخ الثوري. وكتاب مشايخ شعبة. وكتاب من ليس له إلا راوٍ واحد. وكتاب أولاد الصحابة. وكتاب المخضرمين. وكتاب أفراد الشاميين.
وفاته:
توفى – رحمه الله – عشية يوم الأحد، ودفن يوم الاثنين لخمس بقين من رجب سنة إحدى وستين ومائتين بنيسابور. وكان عمره سبعاً وخمسين سنة.
أرجو أن يكون قد أفاادكم
المفضلات