السلام عليكم ورحمة الله بركاته

اعذروني على التأخير فالظروف منعتني من الدخول ولهذا السبب سأكمل القصة دون مقدمات مع اضافة عدة أجزاء وقد انهيها بالغد صباحا -> ليس لدينا مدرسة هذا الاسبوع وهذه فرصة لن اعوضها.

هل تستطيع الفتاتان الهرب، هذا ما سنعرفه في الجزء الثاني
----------
بعد غروب الشمس بحوالي ربع ساعة، دخل برادلي مسرعا إلى المنزل، وقال: لقد عدت.
السيدة جورج: هل عثرت عليها؟
برادلي: لا لم أجدها في أي مكان يا أمي، لقد أتصل بي والدي وأخبرني انه سيطلب من الضابط جابر البحث عنها، وإيجادها.
السيدة جورج: لقد قل قلقي لسماع هذا ولكني أخشى أن تصاب سوزان بمكروه.
برادلي: لا تقلقي يا أمي، ستعود تلك المشاكسة عما قريب.
دخل السيد جورج إلى المنزل، وقال: لقد عدت.
السيدة جورج: عزيزي، مرحبا بك في المنزل، كيف كان العمل اليوم؟
السيد جورج: لم نصل إلى هوية الفاعل، لقد عرفنا أنه أحد أفراد تلك العصابة، ولكن الضابط جابر يبذل كل طاقاته من أجل معرفة القاتل الفعلي.
السيدة: ماذا عن ابنتنا سوزان؟
السيد جورج: سأوكل الشرطية رؤى لهذه المهمة، فالضابطان لديهما بعض الأعمال.
سمعت العائلة صوت قادم من الخارج يقول: لا داعي للقيام بهذا، فابنتكم بخير
دخلت سوزان من باب المطبخ فأسرعت والدتها إليها وضمتها إلى صدرها بحنان، في حين كان والدها فرحا و غاضبا في الوقت ذاته. أما عن برادلي فقد انسحب من المكان بكل هدوء.
السيد جورج: أين كنت؟ لقد شعرنا بالقلق.
سوزان: أين كنت، لا ادري أين كنت؟
السيدة جورج: ما بك؟
سوزان: ههه كنت امزح. لقد كنت عند صديقتي الجديدة.
السيدة جورج: صديقة جديدة، طيلة يوم كامل، لماذا لم تخبرينا؟
السيد جورج: ماذا عن الضمادة؟
سوزان: لقد سقطت مزهرية علي ذراعي.
السيدة: لقد جعلتنا نقلق عليك كثيرا.
سوزان: أنا آسفة.لم أكن اقصد هذا.
السيدة: تبدين متعبة.
سوزان: تقريبا، سأذهب لأرتاح.
خطت سوزان عدة خطوات إلى الأمام، ثم أسرعت إلى الخارج، كأنها تذكرت أمرا ما، شاهدت الحديقة فإذ بها خالية، ثم عادت وهي تقول في نفسها: أين اختفيت يا ستيفي؟
دخلت سوزان غرفتها وهي تفكر في المكان التي اختفت فيه ستيفي تلك الفتاة الأسيرة التي كانت معها لم تكن تدعى أوليفيا كما قالت، بل ستيفي، لكنها اخفت هويتها وأسمها كذلك لأنها توقعت حدوث شيء، كما أنها ليست ذا شهر قصير فقد كانت ترتدي باروكة خلف شعرها الأشقر، فجأة سمعت سوزان صوت طرق الباب، فسمحت له بالدخول فكان ذلك الشخص شقيقها التوأم برادلي.
برادلي: ألن ترتاحي؟
سوزان: ليس الآن.
برادلي: فيم تفكرين؟
سوزان: في أمر لا يخص الفتيان أبدا.
برادلي: أين كنت؟
سوزان: لقد أخبرت والداي ولا داعي أن أعيده إليك.
برادلي: أن كنت تعتقدين أنني صدقت حكايتك فأنت مخطئة.
سوزان: لا أكذب عليك. لقد كنت مع صديقتي الجديدة، ابنة المغنية المشهورة ميتشل.
برادلي: هل ذهبت إلى منزلها؟
سوزان: أجل.
برادلي: سأذهب لأسأل الحراس إذا.
سوزان: لا تفعل لأني دخلت مع ستيفي في بوابة سرية لتضميد جرحي بعد ذلك خرجت من نفس البوابة دون أن يرانا أحد.
برادلي: أليس ذاك هو منزل صديقتك؟ لماذا تدخلان سرا؟
سوزان: لقد هربت من منزلها منذ عدة أيام بسبب الاختراع التي تقوم به.
برادلي: أذا أين كنت طوال الساعات الماضية؟
سوزان: في مستودع صغير تقوم فيه باختراع الآلات.
برادلي: أين هو؟
سوزان: لا أتذكر مكانه.
برادلي: هذا يعني أنك لست صادقة.
سوزان: أرجوك دعني، فأنا متعبة.
برادلي: هل تورطت مع عصابة THE 13045؟
سوزان: عصابة؟ أية عصابة؟ لم أتورط مع احد.
برادلي: اخبريني، قد استطيع مساعدتك.
سوزان: كلا لم أتورط مع احد.
برادلي: أن لم تخبريني بالحقيقة فستكونين ضحية من ضحاياهم.
سوزان: لم أتورط معهم. ولكني كدت أن أقع في شباك أحدهم.
برادلي: هل تستطيعين وصف لي شكل الشخص الذي كدت تقعين في شباكه؟
سوزان: لم استطع التعرف عليه بسبب الظلام ولكني لمحت قبعته الحمراء، و... أم هذا كل شيء.
برادلي: أكان وحيدا؟
سوزان: أجل، والآن هل يمكنك تركي وحدي؟
برادلي: شكرا على الإجابات، اعلمي أني لن اخبر أحدا وأنت عليك أن لا تخبري أحدا بهذا.
سوزان: سأفعل، ولكني لن أخبرك المزيد من المعلومات حتى لا تقع أنت في شباكهم و تحدث كارثة أيها المتهور.
برادلي: حسنا أيتها العنيدة، سأريك من أنا؟ لن أتوقف عن تتبعهم مهما كانت صعوبة الأمر.
سوزان: سنرى مواهبك يا هذا.
برادلي: أنا ذاهب الآن، كوني حذرة، فقد تستطيع العصابة معرفة هويتك في أيه لحظة.
سوزان: أنا كذلك بالفعل.
خرج برادلي مسرعا، وأغلق الباب بكل قوة.
----------
مشت ستيفي بخطوات هادئة وبكل ثقة عائدة إلى منزلها بعد غياب دام عدة أيام، لم تكن خائفة بما يجري لها، وصلت عند باب المنزل، كان الحارس موجودا ففتح لها الباب وقال لها: سيدتي الصغيرة، سيدة المنزل تبحث عنك، إنها قلقة لاختفائك عدة أيام.
ستيفي: شكرا لك.
ثم مشت في ممر طويل و دخلت إلى المنزل بكل سعادة وكأن شيئا لم يحدث. ثم ركبت الدرج الكبير وفي نهايته انعطفت إلى اليمين حيث كان غرفة والداها، طرقت الباب، فسمعت جوابا منه: من بالباب؟
ستيفي: أمي لقد عدت.
السيدة جيمس: تفضلي بالدخول.
دخلت ستيفي بكل هدوء وأغلقت الباب ثم جلست بجوار والدتها التي كانت تراجع نصها للمسلسل الأول التي ستقدمه.
السيدة جيمس: ابنتي العزيزة، أين كنت طيلة الأيام الثلاثة الماضية؟
لم تعتد والدة ستيفي على عقاب ابنتها، بل كانت متسامحة، لذا فقد كانت ستيفي تأخذ حريتها في فعل ما تشاء فقالت ستيفي لوالدتها: كالعادة في مستودعي.
السيدة جيمس: لا شك أنك بحاجة إلى مكان لتخترعين فيه بهدوء، هل تريدين مني بناء مكان لك داخل المنزل؟
ستيفي: شكرا يا والدتي، أفضل ذلك المستودع.
السيدة: أرني إياه إذا، فقد اشتريه إن وجدته ملائما لك.
ستيفي: أنه مناسب جدا، لا داعي لشرائه لأني استأجرته من مالكه بمبلغ زهيد، أستطيع الحصول عليه من مصروفي الخاص. فلا حاجة للتدخل بيننا أبدا.
السيدة: هل أنت متأكدة من أنك لا تريدين مني التدخل؟
ستيفي: إذا سمحت يا أمي لا تتدخلي في أموري، فأنا أريد الاعتماد على نفسي.
السيدة: لا بأس، ولكن أعلمينا عن مكانك حين تتغيبين عن المنزل حتى لا نشعر بالقلق عليك مرة أخرى.
ستيفي: حسنا، هذه المرة نسيت أخذ هاتفي المحمول. سأذهب إلى غرفتي لأنام، فانا لم أنم منذ أن غادرت من المنزل.
خطت خطوات بسيطة فقالت لها والدتها: توقفي قليلا.
ستيفي: ما الأمر يا أمي؟
السيدة: إنها الجامعة، لقد اخبروني أن مستواك بدأ بالانخفاض خلال الأسابيع الأخيرة من الفصل، أرجوك ابذلي مجهودا أكبر، وحاولي التقليل من التفكير في الاختراعات و ركزي في الدراسة.
ستيفي: حسنا.
السيدة: لا تخيبي ظني، ولا تنسي أنك اخترت من بين العشرات من المتميزين لدخول أفضل جامعة في فرنسا بالرغم من صغر سنك.
ستيفي: لست صغيرة يا أمي، أنا قادرة على تدبر أموري بنفسي.
السيدة: أنت صغيرة في نظري يا ابنتي.
ستيفي: ما الذي تحملينه في يديك؟
السيدة: انه نص لمسلسلي الأول الذي سأمثله.
ستيفي: هل نحتاج إلى مال حتى تعملين؟
السيدة: كلا، ولكني أريد قضاء وقت فراغي، فمنذ استقالتي لم أجد ما يسليني.
ستيفي: أتمنى لك التوفيق إذا.
----------
في صباح اليوم التالي خرج برادلي من غرفته متجها إلى غرفة الطعام في الطابق الأرضي، في الوقت نفسه خرجت سوزان من غرفتها، فقالت له: صباح الخير.
برادلي: صباح الخير.
سوزان: اليوم هو اليوم المنتظر.
برادلي: أنا سعيد جدا اليوم.
سوزان: ستبدأ، ولكن بعد تناول الإفطار.
برادلي: من الصعب الحصول على المعلومات لكنه غير مستحيل بوجود أصدقاء يعملون في التحري.
سوزان: أصدقاء؟؟!!
برادلي: أجل.
سوزان: بما أن هذه مهمة حقيقية و خطرة سأسمح لصديقك بدر مساعدتك.
برادلي: أشكرك.
سوزان: هيا إلى الإفطار، لا أريد التأخر.
ابتسم برادلي بكل برودة ثم نزل، في حين كانت السيدة جورج تغسل الأطباق ، وتغني في الوقت ذاته، دخل برادلي المطبخ وقال: صباح الخير .
السيدة جورج: صباح الخير.
برادلي: أين والدي؟
السيدة جورج: لقد خرج إلى العمل باكرا اليوم.
برادلي: هل حدثت جريمة جديدة؟
السيدة: لا.
برادلي: أمي،هل الإفطار جاهز؟
السيدة: انتظر قليلا.
برادلي: هل يمكنك الإسراع؟، لدي عمل مهم علي القيام به.
السيدة جورج: ما هو طبيعة هذا العمل أيها الفضولي؟
برادلي: انه..... أمممم.... انه...
دخل سوزان وقالت: صباح الخير.
السيدة: صباح الخير.
سوزان: أين والدي؟
السيدة: لقد ذهب إلى العمل.
سوزان: أنا آسفة يا أمي لن اكرر ما فعلته الليلة الماضية الماضية.
السيدة: حسنا، ولكن أن خالفت الأوامر سيكون عقابك أشد من المرة السابقة.
ضحكت سوزان على نفسها ثم قالت: عقاب المرة السابقة لا يمكن نسيانه، تنظيف الحمامات أكره عمل أقوم به.
أخذت السيدة جورج الرقائق من الدرج العالي ثم وضعته بالقرب من مكان جلوسهما. ثم قالت: أنا ذاهبة إلى العمل الآن، إياكما وإثارة الفوضى.
برادلي و سوزان: حاضر.
برادلي: أمي أنا سأذهب للعب مع بدر.
السيدة: و هل ستترك سوزان وحيدة في المنزل؟
سوزان: دعيه يذهب، أما أنا فسأذهب إلى منزل صديقتي الجديدة.
السيدة: أي نوع من الفتيات تلك الصديقة.
سوزان: فتاة تحب الاختراع كثيرا، تبلغ من العمر 13 عاما، تدرس في جامعة باريس.
السيدة: لا وقت لدي للمزاح.
سوزان: أنا لا امزح، لقد اختيرت من بين العشرات من المبدعين للدخول تلك الجامعة.
السيدة: من هي والدتها؟
سوزان: أنها أشهر مغنية في عصرها لكنها استقالت منذ عدة سنوات.
السيدة: ميتشل، أليست هي؟
سوزان: أجل يا أمي.
السيدة: أن رأيتها بلغي سلامي لها. اخبريها كيم جورج تبلغ تحياتها إليك.
سوزان: هل تعرفك؟
السيدة: لقد كنا صديقتين، لكن علاقتنا انقطعت بعد شهرتها بعدة أشهر، لم يكن لديها الوقت للقاء معا.
سوزان: حسنا.
السيدة: أنا ذاهبة.
سوزان: متى ستعودين؟
السيدة: لا ادري ولكن قبل غروب الشمس.
خرجت والدة التوأمان، حملت سوزان الرقائق ووضعته في طبقها، ثم أخذت الحليب وسكبته على الطبق، بعد ذلك أعطته لبرادلي لكنه لم يأخذه ولم ينتبه أصلا لإعطاء سوزان له فقالت له سوزان: فيم تفكر؟
برادلي: أنا... لا أفكر في شيء.
سوزان: كاذب.
برادلي: أنا محتار، لا أعرف أين أبدأ؟
سوزان: كاذب، هيا قل.
برادلي: ومنذ متى أخبر ما أقوم به للفتيات الصغيرات؟
سوزان: فتيات صغيرات، أسمع يا هذا أنا اكبر منك سنا.
برادلي: باربع دقائق فقط.
سوزان: ألن تتناول إفطارك؟
برادلي: آه، اجل، سأتناوله الآن.
أحس برادلي بشيء يهز جسمه، فقال لأخته سوزان: لا اشعر بالجوع، سأذهب للاستحمام.
سوزان: هل حدث شيء؟
برادلي: ربما سأتناول طعامي بعد الاستحمام. سنغادر المنزل في العاشرة أي بعد نصف ساعة.
سوزان: حاضر.
خرج برادلي من المطبخ، وصعد الدرج، فاخذ هاتفه المحمول ليرى مضمون الرسالة التي وصلته.
----------
K: أأقتلك يا هذا؟ لماذا لم تقفل الباب جيدا؟
P: لقد قفلته، أنا متأكد من هذا.
M: اجل لقد قفل الباب، لقد شاهدته عندما فتحه هذا الصباح واكتشف عدم وجود الفتاتان، كنت معه في ذلك الوقت.
K: أتحاول الدفاع عنه أنت الآخر؟
M: اسمع، لقد أثرت غضبي كثيرا. لست زعيمنا ورئيسنا حتى تتصرف هكذا.
K: سيكون القائد غاضبا إن سمع بالخبر.
P: لقد أرسلت له رسالة قبل دقائق، أنه غريب للغاية فقط أرسل لي وجه مبتسم ولم افهم ما يعنيه.
M: هل هذا ما أرسل إليك؟
P: أجل.
T: أنا أيضا أرسلت إليه رسالة وقد أجاب بنفس الطريقة، فأرسلت إليه علامة استفهام ووجه متسائل، لم يجب عن تساؤلي حتى الآن.
توقف عن الحديث لبرهة ثم قال: لقد أرسل رسالة يقول فيها: أرسل رسالتي لكل أعضاء العصابة، لو كنت مكانكم لفرحت كثيرا، ستكون المهمة في غاية المتعة بهروبهما من المكان، سيتسنى لنا الوقت لنلعب معهما لعبة الإستخباء والبحث، هيا ليحاول كل واحد منكم إيجادهما على طريقته الخاصة وعليه عدم إخبار أحد من أفراد العصابة عن هوية أو حتى معلومات لزميله في العصابة حتى يقعها في شباكه بشرط عدم إيذائها أو قتلها، هيا اروني إبداعاتكم أيها الفتيان.
O: ما الذي يقصده الزعيم؟
S: أيحاول تفكيكنا؟
P: كلا. أنه يريد أن يرى الأفضل بيننا.
K: وما أدراك أنت أيها النمل؟
P: أخبرتك عدة مرات أن لا تناديني بالنمل.
Z: مشكلتنا أننا لا نعرف من أين سنبدأ.
P: في حين الذي تفكرون، أنا سأبدأ بالبحث و التحقق من هويتهما، وسأجدهما بكل تأكيد.... أوه صحيح، طلب مني الزعيم حرق هذا المبنى لمسح كل دليل يقود الشرطة إلينا، ولكنني مشغول ألان كما ترون، فهل لأحد القيام بهذه المهمة بدلا عني؟
M: اذهب ولا تهتم. سأفعل هذا.
P: شكرا لك
----------
سوزان لبرادلي: ما هو سبب لحاقك بي؟، أخبرتك أني سأذهب إلى منزل ستيفي بمفردي.
برادلي: أنا لا اتبعك يا هذا، أنا في طريقي إلى منزل بدر الذي يقع بجوار منزل صديقتك ستيفي.
سوزان: أنت كاذب.
برادلي: لِمَ اكذب.
لم تقل سوزان أية كلمة بل مشت خلفه بكل هدوء، لأن منزل صديقيهما يقع في الشارع ذاته، فوالدة بدر تمتلك ثروة كبيرة ورثته عن والدها، كذلك بَنَت ثروتها الخاصة، أما عن ستيفي فوالدتها مغنية سابقة لا تزال مشهورة حتى هذا اليوم رغم استقالتها. كانت البيوت في هذا الشارع فاخرة للغاية وغالية الثمن وكان الشارع بنفسه راقي، المكان جميل يعمه الهدوء وهناك حديقة كبيرة في وسط هذا الشارع، تلك الحديقة مملوءة بالكثير من الورود وتصلح للقيام بنزهة والرياضة لكنها للأسف خاصة بالمشاهير الذين يقطنون في ذلك الحي فقط... أوقفت سوزان برادلي عند باب منزل صديقتها قائلة: هذا هو منزل ستيفي، إن أردتني اتصل بي، سأعود إلى المنزل في الرابعة؛ فلا تقلق علي.
غادر برادلي المكان جريا. أما عن سوزان فتقدمت نحو الباب فقالت: صباح الخير يا سيد.
الحارس: صباح الخير يا آنسة.
سوزان: هل ستيفي موجودة؟
الحارس: السيدة الصغيرة، اجل إنها لم تخرج من هنا منذ عودتها.
سوزان: هل يمكنني رؤيتها؟
الحارس: لا يسمح لأحد بالدخول إلا إذا تعرفت إليه إحدى سيدتا المنزل.
سوزان: سأنتظر.
لم يكن برادلي بعيدا عن منزل المغنية السابقة ميتشل؛ فمنزل صديقه بدر يلاصق منزل المغنية، فعلى عكس وجود الحرس في منزل المغنية ميتشل، كان منزل بدر خاليا منه، فقرع برادلي الجرس، فقدم بدر عند الباب فورا لاستقباله قائلا: مرحبا.
برادلي: أهلا.
بدر: تفضل بالدخول.
برادلي: شكرا لك، سأكتفي بالحديث معك في الحديقة، فالجو اليوم رائع للقيام بنزهة في الحديقة المقابلة لمنزلك.
بدر: كما تشاء يا صديقي العزيز، هيا بنا
خرج بدر من المنزل وأغلق البوابة الحديدية الكبيرة بمساعدة برادلي، ثم مشيا فلمح برادلي سوزان تدخل إلى منزل المغنية كما لمح بدر ذلك فسأل: أليست تلك سوزان؟
برادلي: أجل إنها هي.
بدر: عذرا على الفضول ولكن ما الذي تفعله في منزل تلك المغنية؟
برادلي: إنها في زيارة صديقتها.
بدر: ستيفي طالبة في جامعة باريس التي لم تنهي 13 بعد، متى أصبحتا صديقتين؟
برادلي: ربما أمس أو اليوم الذي يسبقه، لا اعلم بالتحديد.
بدر: المشكلة إن تلك الفتاة غريبة الأطوار.
برادلي: ماذا تقصد؟
بدر: لقد اختفت من المنزل حوالي 3 أيام، ولم يعرف احد عن مكانها حتى عادت، حتى أن خادمتها كانت خائفة وقلقة عليها، فليس من عادتها الاختفاء لعدة أيام دون إعلام احد.
برادلي: اختفت منذ 3 أيام، ومتى عادت؟
بدر: الليلة الماضية.
برادلي: سوزان، لقد كذبت علي إذا.
بدر: ماذا تقصد؟
برادلي: لقد ادعت سوزان إنها كانت في منزل صديقتها طوال مدة اختفائها، لا اعرف لم تكذب علينا.
بدر: هل هذا يعني أنها وقعت في قبضة العصابة لكنها استطاعت الهرب بمساعدة من ستيفي؟
برادلي: لا ادري ولكنها أخبرتني أنها كادت تقع في قبضة تلك العصابة.
بدر: كادت؟
برادلي: لقد بدأت سوزان بالكذب علينا.
بدر: هذا يعني أنك تجهل مكان وجودها الفعلي طوال مدة اختفائها.
برادلي: هل من الممكن أنها وقعت تقع في قبضة المنظمة؟
بدر: علينا التحقق من هذا.
برادلي: ما أردت إخبارك أني تحديت سوزان بإيجاد تلك العصابة.
بدر: تحديت؟
برادلي: أجل، منذ زمن أتمنى أن تضع الشرطة الأصفاد على أولئك المجرمون، لقد حان الوقت لكي أكون سببا في فعل هذا.
بدر: هل أنت جاد؟
برادلي: أجل أنا جاد بالطبع.
في حين وفقت سوزان في الصالة تراقب المنزل الفخم الذي أسمته بالقصر لكبره وأناقته و إبداع تصميمه الفريد، وصلت فتاة في 14 أو 15 من العمر ترتدي ملابس الخدم فقالت لسوزان: شكرا لك على الانتظار، تفضلي، فستيفي في تلهف لرؤيتك.
صعدتا الدرج الكبير فكان على يمين الدرج صورة عملاقة لعائلة أتضح لسوزان أنها عائلة السيدة جيمس لرؤيتها ميتشل والدة ستيفي وهي مكونة من شابتان و الوالدة، أما الصورة التي على اليسار فهي بلا شك صورة لعائلة السيد جيمس والمكونة من شابان و الوالدان، أما الصورة التي مقابلها فكانت صورة لعائلة جيمس وهي مكونة من السيد والسيدة وابنتهما الوحيدة ستيفي، توقفت الخادمة عند باب كبير و جميل المنظر فوقفت سوزان كذلك، طرقت الخادمة الباب فقالت: ستيفي، لقد وصلت الآنسة، هل ادخلها؟
ستيفي: أجل، أرشديها إلى غرفة الجلوس
فتحت الخادمة الباب، ثم طلبت من سوزان الدخول، دخلتا الجناح فكان في غاية الروعة والإبداع، كان هناك 4 أبواب، مشتا إلى الباب الأوسط الذي على اليسار، ففتحت الخادمة الباب وطلبت من سوزان الدخول و الجلوس لانتظار وصول ستيفي، فعلت سوزان ما طلبته الخادمة، فغادرت الخادمة بعد أن أغلقت الباب. جلست سوزان في الغرفة وهي تتأمل المكان، دخلت ستيفي الغرفة فوقفت سوزان وقالت: مرحبا.
ستيفي: مرحبا، تفضلي بالجلوس
جلست سوزان من جديد ثم قالت: آسفة لعدم قدومي من قبل موعد، فانا لا أحمل رقم هاتفك للاتصال بك.
ستيفي: لا بأس، فقد كنت أنوي زيارتك في المساء، كيف حال ذراعك؟
سوزان: أشعر أنها بدأت تتحسن.
ستيفي: هذا خبر جيد.
سوزان: أود معرفة سبب انضمامك لتلك العصابة.
ستيفي: كان ذلك قبل 9 أشهر، كنت في البداية أتحدث إلى فتى في مثل عمري، ادعى أن اسمه ريكي، فادعيت أن اسمي أوليفيا، لقد كنا نتحدث في أمور عادية، فأخبرته أني مخترعة، بعد عدة أيام أجبرني على دخول العصابة، لم أوافق في البداية على الدخول في العصابة إلا أن هددني بقتل جميع من تقع عينه عليه، فما كان مني سوى الاستسلام والدخول إلى تلك المنضمة، وليتني لم افعل.
سوزان: لماذا لم تخرجي؟
ستيفي: عندما تدخلين لا يمكنك الخروج أبدا، وان عصيت الأوامر سيكون القتل هو مصيرك، لذا قررت إفساد جميع الأجهزة التي اخترعتها قبل هروبي، فاكتشفني العضو القاتل المتوحش بذلك وامسك ببيدي اليسرى التي كانت تحمل المطرقة، فما كان مني إلا أن حملت سكيني جرحته من أعلى وجهه من الجهة اليمنى وحتى أسفل عينيه من الجهة اليسرى، فما كان منه إلا أن يتركني، فامسك شخص آخر جهاز للتنويم وأطلقه علي، وعندما استيقظت وجدت نفسي في زنزانتهم وأمامي السفاح الذي جرحته فقال لي: لم أكن أتوقع جرأتك على خيانة المنظمة، سيبقى ذلك الجرح ذكرى في وجهي لن أنساه، اعلمي انك إن هربت واكتشفت هويتك، سأبدأ بالانتقام. كان يخفي الجرح بشعره، ثم خرج من المكان غاضبا.
سوزان: هل هذا السفاح الذي تتحدين عنه هو نفسه الذي أراد قتلي؟
ستيفي: أجل، انه K.
سوزان: K؟؟!!
ستيفي: اجل أن اسمه الرمزي K وهذه الرموز لا تدل على أي شيء، فانا أردت أن اللقب ب Ol لأني أردت أن اجعلهم يعتقدون أن اسمي أوليفيا حقا.
سوزان: هل لي معرفة سبب مغادرتك منزلي الليلة الماضية دون علمي بذلك؟
ستيفي: أنا آسفة، لم يكن قصدي المغادرة دون علمك، لقد رأيت فرحة عائلتك ولم أشأ إفسادها برؤيتهم لي لذا انسحبت من المكان متعمدة عدم إصدار أي صوت حتى لا يتشتت فرحة عائلتك برؤيتهم لي.
سوزان: لا بأس ولكن إياك إعادة هذا الفعل مرة أخرى.
ستيفي: أخاك، انه فتى غريب الأطوار.
سوزان: ماذا تقصدين؟
ستيفي: بدلا من أن يفرح بعودتك إلى المنزل انسحب من المكان؟
سوزان: أنا في الحقيقة لا اعلم ما الذي يخطط له هذا الفتى.
ستيفي: أليس هو صديق ابن جارتنا بدر؟
سوزان: أجل.
ستيفي: إن شخصية بدر تعجبني كثيرا.
سوزان: شخصية؟ عم تتحدثين؟
أشارت ستيفي إلى النافذة وقالت: هل ترين ذلك المنزل؟
سوزان: بالتأكيد.
ستيفي: أتصدقين إن قلت لك بأنه لا يوجد فيه ولا خادم؟
سوزان: انه ليس صحيحا.
ستيفي: بل هو كذلك.
سوزان: به الكثير من الأشجار، فمن يهتم بها؟
ستيفي: انه بدر، أراه دائما يسقي الأشجار في الساعة السادسة و ينطلق من المنزل ليذهب إلى المدرسة في الساعة الثامنة، و يذهب سيرا على الأقدام و أحيانا أراه يركب حافلة الركاب أو حافلة المدرسة.
سوزان: اجل انه كذلك، كما انه في مدرستنا كذلك، لا يوحي شكله إلى انه ثري، لم أكن لأعرف لولا إخبار برادلي اليوم عن مكان منزله عندما سألته عن سبب تتبعه لي.
ستيفي: لذا أحب شخصيته، كما انه متسامح دائما.
سوزان: أنت محظوظة.
ستيفي: سوزان، هل يمكنني طلب شيء ؟
سوزان: تفضلي، اطلبي من تشائين.
ستيفي: هل يمكنني قضاء أسبوع في منزلك؟
سوزان: أسبوع؟ منزلي؟ ما السبب؟
ستيفي: أود معرفة الطريقة التي تعيشين فيها بعيدا عن الشهرة.
سوزان: هاه؟
----------
كان بدر و برادلي جالسين في غرفة الجلوس في منزل السيد جاك والد المقتول ادوارد، دخلت أخته الكبرى التي تبلغ من العمر 25 عاما، و زوجها، ثم دخلت والدة ادوارد.
برادلي: مرحبا.
الجميع: أهلا.
بدر: نهاركم سعيد.
برادلي: أنا آسف لما حدث، هل يمكنكم في البداية أن تعرفوني على أنفسكم؟
والدة ادوارد: أنا والدة ادوارد، وهذه ابنتي جودي و زوجها بن.
برادلي: وأنا ادعى برادلي وهذا صديقي بدر.
جودي: بدر أليس هذا اسما عربيا؟
بدر: بلا، والدي عربي وأمي فرنسية وأنا أشبه والدتي كثيرا لذا أبدو بمظهر فرنسي، ولكن كيف عرفت انه عربي من بين أسماء جميع الدول؟
جودي: أنا مستشرقة أبحث في العرب وتاريخهم، وقد صادفني هذا الاسم من فترة.
برادلي: لقد جئت إلى هنا من اجل معرفة كل شيء، فهل لكم أن تزودونا بالمعلومات من فضلكم.
غضبت السيدة جاك، فقالت: اخرجا من هنا حالا.
جودي: أمي، اتركيهما، أنا آسفة بشأن هذا أيها الصبيان، أمي، يمكنك المغادرة أن لم تريدي تزويدهما بالمعلومات.
السيدة جاك: حسنا، إن كان هذا هو رغبتك، ولكن لا تخبريهما بكل التفاصيل.
جودي: لا تقلقي يا أمي، لن افعل.
خرجت السيدة جاك غاضبة تبعتها ابنتها فبقي زوج جودي فقال: آسف على ما حدث، الأمور في هذا المنزل ليس على ما يرام بسبب فقدان الابن الأوسط لهذه الأسرة.
بدر: لا بأس، نحن متفهمان.
برادلي: سأبدأ بطرح الأسئلة، إن كنت تعرف، هل لدي الضحية أصدقاء سوء؟
بن: في الحقيقة أنا لم أر أصدقائه، ولكني اعلم انه فتى مطيع، يحترم والداه، ولكن لم تسأل هذا السؤال.
برادلي: إننا نجهل بالضبط أعمار تلك العصابة الذين هم سبب في مقتل ادوارد، لذا فقد يكونوا أصدقاء السوء، أو يكون هو من أفراد تلك العاصبة فقتلوه لأنه خانهم.
بن: لم اسمع بهذا من جودي أبدا، ولكني اعلم انه في أيام الأجازة يعود في ساعات متأخرة من الليل، وجودي تطلب مني دائما أن أتحدث إليه.
برادلي: هل بدأ يتصرف بغرابة خلال الأيام الماضية؟
دخلت جودي وقالت: أجل، انه كذلك.
بدر: مثل ماذا؟
جودي: يتلقى رسائل فلا يكمل طعامه، كما أصبح انطوائيا، و عصيبا كذلك، وقلقا، في البداية اعتقدنا أن هذا بسبب مرض ما، ولكن الفحص أكد لنا انه معافى، كما بدأ يفقد شهيته لدرجة انه فقد 5 كغم خلال 3 أيام من الفحص.
بدر: يا الهي، ربما أصبح يعاني من مرض نفسي.
برادلي: إن بدأ يتراسل مع احد أفراد العصابة أو اشترك فيها، فتخلصوا منه بعد إنهاء مهمته أو فشل في المهمة التي كلف بها.
جودي: وما أدراك أنت بهذا؟
برادلي: لقد اخبرني شخص صادفته ببضعة كلمات قال فيها: إن فشلت فستلقى عقابك، وان انتهيت ستحصل على مكافئة تصمت بعدها ولا تخبر احد بما كلفت به. لم افهم ما يعنيه.
بدر: قد يكون ذلك الشخص فردا من أفراد العصابة.
برادلي: كلا انه شاب في عمر العشرينات، كان خائفا وكأنه اشترك مع عصابة للسطو أو السرقة، بعد عدة أيام سمعت بخبر قتله، ولكن التحريات أكدت اختلاف نوعية الرصاص التي تستخدمه عصابة THE 13045.
بدر: ضاع أملنا.
برادلي: لن أيأس مهما كان.
بن: أريد معرفة سبب تحريكما في هذه القضية، مع علم الجميع أنها خطرة.
برادلي: انه....
قاطعه بدر قائلا: أخي يعمل شرطيا، و نريد معرفة مدى خطورة عمله، لأننا كلفنا بإعداد تقرير لهذه المشكلة التي تنشر القلق في نفوس الأهالي.
برادلي: اجل، إننا كذلك
بدر: لقد أثبتت التحريات أن الفاعل هو أحد أفراد تلك العصابة أليس كذلك؟
جودي: أجل
برادلي: هل هناك أمر غريب لوحظ في مسرح الجريمة أو عند الضحية.
بن: لقد بدا أن جيبيه فتشا من قبل القاتل، وكأنه أخذ شيئا ما يدينه، أو يدل عليه، أو يخصه، شيء مثل هذا القبيل.
برادلي: أيحمل ادوارد هاتفه المحمول عادة عندما يخرج؟ إن كان عنده واحدة.
جودي: أجل، ولكنه لا يأخذه عند ذهابه إلى المدرسة، أو دار المسنين، أو حتى المستشفيات
بدر: ما هو السبب الذي يجعل ادوارد يزور هذه الأماكن؟
بن: إن ادوارد فتى مهتم باليتامى و المسنين كذلك المرضى، يحب أن يزرع البسمة في شفاههم.
برادلي: هذه نقطة مهمة، هل تعرف مكان دار المسنين الذي يزوره عادة؟ والمستشفى كذلك.
بن: أنا لا أعلم، ولكن جودي قد تفيدكما بشيء.
جودي: لا اعرف المستشفى بالتحديد، ولكني اعرف مكان دار المسنين، فهل تودون أن اصطحبكم إلى هناك.
بدر: إذا لم تكوني مشغولة.
جودي: أنا لست كذلك.
برادلي: شكرا لك يا بن، جودي، هل يمكنك اصطحابنا إلى المكان الآن، فهناك الكثير من الأمور التي يجب علينا القيام بها بعد هذه الزيارة.
جودي: حسنا. سآتي قريبا، انتظراني هنا قليلا.
----------

ستيفي: ما هو رد والدتك؟
سوزان: لقد وافقت.
ستيفي: هذا رائع.
سوزان: قد تكون القوانين التي في منزلنا مختلفة عن القوانين الموجودة في منزلكم.
ستيفي: قوانين؟؟!! أي قوانين هذه؟
سوزان: ألا يوجد في هذا المنزل قوانين؟
ستيفي: القوانين هنا ليست صارمة، وان لم تنفذيها فلا بأس، ماذا عن قوانينكم انتم؟
سوزان: لا يسمح لأحد بالخروج من المنزل بعد الساعة العاشرة مساء، الإفطار في موعده المحدد كذلك العشاء و الغداء، كما أن عليك القيام ببعض الواجبات المنزلية من اجل الحصول على مصروف خاص، من غير اللائق التحدث أثناء تناول الطعام، هناك جدول كتب عليها الواجبات التي علينا أداؤها في أوقات معينة؛ كتنظيف الملابس، شراء المستلزمات الناقصة، دفع الفواتير. والكثير من الأشياء.
ستيفي: هذا رائع، حياتكم منظمة، أما في هذا المنزل فبإمكانك فعل ما تريدين، في الوقت الذي تريدين، والمكان الملائم، حتى أن تركت المنزل لم تعودي إليه لا يهتم احد بالأمر، ولكن هذه المرة صديقتي هي التي أبلغت أمي باختفائي المفاجئ.
سوزان: صديقتك، أتقصدين مادي؟
ستيفي: أجل، أنا اعتبرها كأختي وصديقتي، لقد فقدت والداها في حادث مروري، بينما كانت هي في المدرسة، لذا اعتنت بها والدتي منذ الصغر، لكنها أصرت أن تكون خادمتي وتترك الدراسة، وذلك من اجل الحصول على مال يعينها على حالتها، فوافقت والدتي خدمتي لكني رفضت أن تترك الدراسة، لذا هي تدرس و تعمل في الوقت ذاته.
سوزان: هل التعليم على حسابها الخاص؟ أم حساب والدتك؟
ستيفي: حساب والدتي، أنها تدرس في أغلى مدارس باريس، كنا ندرس معا وفي الصف ذاته، لكني هذه السنة انتقلت إلى الجامعة وتركتها تدرس وحيدة في المدرسة. أننا نمرح معا، كأننا إخوة أو صديقات تنام في غرفتي، وأنام في غرفتها، الأمر عادي جدا.
سوزان: لماذا لا تأخذين مادي معك إذا؟
ستيفي: لديها الكثير من الواجبات الصيفية التي لم تنجزها بعد، إنها فرصة لحصولها على الراحة و حل واجباتها، كذلك فرصة لي بمشاهدة العالم من زاوية مختلفة، حقا أنا سعيدة بذلك.
سوزان: هل والدتك موجودة؟
ستيفي: أجل، لكنها مشغولة الآن بحفظ نصها التمثيلي لمسلسلها الجديد التي ستمثله.
سوزان: حقا. انه أول عمل مسلسلي لها، سأشاهده بكل تأكيد.
ستيفي: هل تودين تناول شيء ما؟
سوزان: إن هذا المنزل يشبه منزل الأحلام.
ستيفي: أتودين التجوال فيه؟
سوزان: إن لم تمانعي.
ستيفي: تعالي، سأريك المطبخ، غرف الخدم، جناح والداي، ستسرين بالفعل، ولكن قبل هذا اخبريني متى ستعودين حتى أجهز حقيبتي.
سوزان: لا يزال الوقت طويلا، سأعود في الرابعة أو الخامسة، المهم قبل غروب الشمس.
ستيفي: إذا الوقت طويل، يمكننا فيه القيام بخمس جولات حول المنزل سيرا على الإقدام بخطوات هادئة وبطيئة.
سوزان: خمس جولات، واحدة تكفي.
ستيفي: بما انه لدينا الكثير من الوقت، لم لا تذهب إلى صالة الألعاب الرياضية ثم المسبح.
سوزان: أنا موافقة، يبدو أنك لا تشعرين بالملل في هذا المنزل إطلاقا.
ستيفي: بل أنا اشعر به كل يوم.
سوزان: كل يوم؟
ستيفي: من الملل القيام بشيء واحد طوال اليوم، على الإنسان أن يتنوع في ما يقوم به.
----------
دخل برادلي وبدر و جودي إلى دار المسنين الذي يرتاده ادوارد بين كل فترة فقدمت عجوز إليهم وقالت لجودي: أين ادوارد؟ ليس من عادته التأخر علينا.
جودي: ادوارد...
قاطعته برادلي قائلا: لقد ذهب في رحلة مع أصدقاءه، لا يحب الفتيان الجلوس في مكانهم دون الاستمتاع بوقتهم.
العجوز: معك حق يا بني، لقد كان ولدي يتحرك في كل مكان، و يلعب دون توقف.
جودي: ها قد وصلت إلى المكان الذي طلبته، سأنتظركم في السيارة.
برادلي: يمكنك الذهاب، لأننا سنتجه إلى مكان أخر بعد هذه الزيارة.
جودي: سجل رقمي فقد احتجت إلي.
سجل برادلي رقم جودي، ثم طلب من بدر اللحاق به، غادرت جودي من المكان بأمل، اتجه برادلي نحو مجموعة من كبار السن المقعدون وقال: نهاركم سعيد.
قال احدهم: هل جئت بدلا من ادوارد، ماذا حل به؟
ثم قال الأخر: هل صحيح انه هو الفتى الذي قتل؟
بدر: كلا، انه فتى آخر.
برادلي: هل لي بان أسألكم سؤالا؟
قالت عجوز تناهز 70 عاما: اسأل ما شئت.
برادلي: هل كان ادوارد يحمل هاتفا محمولا عندما يأتي إلا هنا؟
قالت تلك العجوز: لا اعلم، فنظري ضعيف، أن أردت معرفة ذلك فاسأل موظفة الاستقبال فقد تعرف شيئا.
برادلي: أين أجدها؟
العجوز ذاتها: أليست في مكتب الاستقبال بالقرب من البوابة الرئيسية؟
برادلي: كلا.
العجوز: انتظرها هناك، فقد تكون في الطابق العلوي تحضر لنا شيئا، فموعد الغداء قد اقترب.
بدر: أليس هناك موظفون آخرون يعملون هنا.
العجوز: من الصعب الحصول على أشخاص يودون مساعدة و خدمة المسنين ولكن تلك الموظفة تبرعت بنفسها من أجل خدمتنا، إنها حقا رائعة.
بدر: نحن في عجلة من أمرنا، فهل لواحد منكم أن يدلنا على الدرج.
العجوز: سأرشدكم أنا إلى المكان، تعالوا أمامي من فضلكم.
برادلي: شكرا لك.
تبع برادلي وبدر العجوز التي كانت تتحرك بالكرسي المتحرك نحو الدرج، وعندما وصلوا عند الدرج توقفت وقالت: أصعدوا على هذا الدرج، لا ادري مكان المطبخ بالتحديد فانا لم اصعد إلى هناك بسبب استخدامي الكرسي المتحرك.
برادلي: شكرا لك على أيه حال.
بدر: شكرا.
صعدا الدرج، كان الدرج مهترأ كأنه على وشك الانكسار، لم يكن في الأصل المكان نظيفا، وقد اتضح للصبيين انه قديم للغاية، ولكنهما لم ينطقا بأية كلمة تدل على قذارة المكان، لم يعلقا على أي شيء فقط مشيا بهدوء وكأنهما في منزل قديم مهجور منذ سنين، عندما وصلا إلى الطابق العلوي اتجها نحو اليمين، لم يكن الطابق العلوي أفضل من أسفله، وجدا المطبخ ودخلا إليه، أحست الموظفة وقالت: ادوارد لقد تأخرت كثيرا.
برادلي: مرحبا، هل أنت الموظفة المسؤولة عن هذا الدار؟
الموظفة: أجل، ولكن من أنت؟
برادلي: ادعي برادلي جورج، صديق ادوارد.
مشى برادلي بعدة خطوات فاتضحت ملامح الموظفة الشابة التي لم تتجاوز 30 من عمرها فقالت: مرحبا ادعى أليس، من هذا الفتى الذي معك؟
برادلي: صديق لي يدعى بدر.
أليس: مرحبا بكما، ما هو سبب عدم قدوم ادوارد اليوم؟ أن جميع المسنين هنا في حالة حزن.
برادلي: لقد قتل الليلة القبل الماضية بفعل فاعل مجهول.
أليس: قتل، ماذا هو بين كل الناس؟
برادلي: هذا ما جئت لأعرفه، لا تزال هوية القاتل مجهولة، كذلك الدافع للقتل.
أليس: هل جئت لتحقق في هذه القضية؟
برادلي: أجل.
بدر: يا آنسة، هل يحمل ادوارد هاتفه المحمول عندما يأتي إلى هنا؟
أليس: لم يكن يحضر هاتفه، ولكنه بدأ بإحضاره في الأيام الأخيرة.
برادلي: ما هو لون هذا الهاتف؟
أليس: رصاصي، لم تسأل؟
برادلي: رصاصي؟
سجل برادلي هذه المعلومة في دفتر ملاحظاته، ثم قال: هل لاحظت نوعية الشركة؟
أليس: إنها ليست من أية شركة.
بدر: ما الذي تقصدينه؟
أليس: في خلفها كتب رمز غريب و هو: ST.RL.
أندهش بدر فقال بكلمات متقطعة: إن... ـه .
برادلي: ما الذي تريد قوله يا بدر؟
بدر: انه هو.
برادلي: تحدث بكلمات مفهومة، أنا لا اعلم عما تتحدث.
أليس: ظننت في البداية أنها لشركة جديدة، فتصميمها مذهل لكني اكتشفت إنها ربما من صانع محترف لا ينتمي إلى أي مكان.
برادلي: هل يمكنك رسم لي شكل الهاتف؟
أليس: أنا مشغولة الآن بالطهو، ربما فيما بعد.
بدر: ما الذي تطهينه؟
أليس: انه غداء خاص، يقدم بالمسنين، بها مواصفات خاصة لصحتهم.
بدر: ظننت أني استطيع الطهو إن علمت نوعية الطعام.
برادلي: أرجوك ارسميه لنا بسرعة، لا تهم الدقة.
أليس: حسنا.
أعطى برادلي ورقة وقلم للآنسة أليس ثم قال لبدر: ما الذي جعلك تندهش؟
بدر: ST.RL، أنها رموز ليست غريبة.
برادلي: هل تعرفها؟
بدر: أجل إنه التوقيع الخاص لصانع الأسلحة الخاص بتلك العصابة.
برادلي: هل أنت واثق؟
بدر: كل الثقة، لقد أراني رائد المسدس الذي عثروا عليه، كان فيها تلك الرموز، فسألته عن معناها وأخبرني أنها موجودة في كل مسدس وكل رصاصة خاصة بالعصابة، وقال كذلك أنها ربما تكون توقيع الصانع الأسلحة أو ما شابه ذلك.
برادلي: لقد وصلنا إلى طرف الخيط.
بدر: طرف الخيط؟، ماذا تقصد؟
برادلي: ستعلم في ما بعد.
أعطت أليس لبرادلي الورقة، و بها رسم غير مفصل عن الهاتف، ثم قالت: عذرا لا أستطيع تذكر كل شيء في ذلك الهاتف، فانا لم امسكه.
برادلي: هل كان يجري عليها الاتصالات؟
أليس: لا اعتقد انه هاتف للاتصالات، فانا لم أر ما يشبه المكالمات، فقط كان في ذلك الهاتف ما يشبه لوحة المفاتيح الموجودة في الحاسوب.
بدر: هذا يؤكد نفس المخترع الذي اخترع المسدسات و الطلقات.
برادلي: ما الذي تقصده؟
بدر: إن المسدس الذي أراني إياها أخي دقيق الصنع، ظننت في البداية انه خاص بالشرطة.
برادلي.: هذا يعني أن المخترع محترف، لندع هذا الأمر في جانب، فقد أتينا لهدف أخر.
أليس: هل انتهيتما؟، أنا مشغولة كثيرا، خاصة في هذا اليوم.
برادلي: إذا سنتركك، شكرا على كل شيء.
أليس: عفوا.
بدر: بالنيابة عن سكان باريس، أود شكرك على جهودك المبذولة في رعاية المسنين.
أليس: انه واجب كل مواطن، ولكنهم لا يقدون ما أقوم به، ولكني لا اهتم ففي النهاية أنا مسرورة بما أقوم به.
----------
هل وصل برادلي إلى طرف الخيط الذي يدله على العصابة بهذا الدليل ام ان هناك الكثير من الاشياء المختفية والتي عليه اكتشافها، و ما الذي سيحدث عند اقامة ستيفي في منزل سوزان، وهل سيعرف احد هويتة سوزان و ستيفي الحقيقية و يسلمهما إلى رئيس العصابة ليعلن نهاية السباق؟ هذا ما ستعرفونه في الاجزاء القادمة.


لم استطع تلوين كل جملة بلون معين فلدي الكثير من القصص التي لم انهيها بعد ربما سأفعل هذا في الاجزاء القادمة بأذن الله