الفتوى :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد شرح المباركفوري في تحفة الأحوذي شرح الترمذي هذا الحديث فقال: ما ملأ آدمي وعاء، أي ظرفا شرا من بطن صفة وعاء، جعل البطن أولا وعاء كالأوعية التي تتخذ ظروفا ثم جعله شر الأوعية لأنها استعملت فيما هي له،
والبطن خلق لأن يتقوم به الصلب بالطعام وامتلاؤه يفضي إلى الفساد في الدين والدنيا، فيكون شرا منها (بحسب ابن آدم) مبتدأ أو الباء زائدة، أي يكفيه، وقوله (أكلات) بضمتين خبره نحو قوله بحسبك درهم، والأكلة بالضم اللقمة، أي يكفيه هذا القدر في سد الرمق وإمساك القوة (يقمن) من الإقامة (صلبه) أي ظهره تسمية للكل باسم جزئه كناية عن أنه لا يتجازو ما يحفظه من السقوط ويتقوى به على الطاعة (فإن كان لا محالة) بفتح الميم ويضم، أي إن كان لا بد من التجاوز عما ذكر فلتكن أثلاثا (فثلث) يجعله (لطعامه) أي مأكوله (وثلث) يجعله (لشرابه) أي مشروبه (وثلث) يدعه (لنفسه) بفتح الفاء، أي يبقى من ملئه قدر الثلث ليتمكن من التنفس، ويحصل له نوع صفاء ورقة وهذا غاية ما اختير للأكل
ويحرم الأكل فوق الشبع.
وقال الطيبي رحمه الله:
أي الحق الواجب أن لا يتجاوز عما يقام به صلبه ليتقوى به على طاعة الله، فإن أراد البتة التجاوز فلا يتجاوز عن القسم المذكور.
قال ابن رجب رحمه الله تعالى: و
هذا الحديث أصل جامع لأصول الطب كلها، وقد روي أن ابن ماسويه الطبيب لما قرأ هذا الحديث في كتاب أبي خيثمة قال: لو استعمل الناس هذه الكلمات سلموا من الأمراض والأسقام، ولتعطلت المارستانات ودكاكين الصيادلة، وإنما قال هذا لأن أصل كل داء التخم. كما قال بعضهم: أصل كل داء البرَدَة -التخمة. وروي مرفوعاً ولا يصح رفعه قال الخطابي: هو من قول ابن مسعود، وقال الدارقطني: الأشبه بالصواب أنه من قول الحسن البصري-وقال الحارث بن كَلَدة طبيب العرب: (الحمية رأس الدواء، والبطنة رأس الداء) ورفعه بعضهم ولا يصح. وقال الحارث أيضاً: الذي قتل البرية، وأهلك السباع في البرية، إدخال الطعام على الطعام قبل الانهضام.
وقال غيره: لو قيل لأهل القبور: ما كان سبب آجالكم؟ لقالوا: التخم. فهذا بعض منافع تقليل الغذاء وترك التملي من الطعام بالنسبة إلى صلاح البدن وصحته.
وأما منافعه بالنسبة إلى القلب وصلاحه،
فإن قلة الغذاء توجب رقة القلب، وقوة الفهم، وانكسار النفس، وضعف الهوى والغضب، وكثرة الغذاء توجب ضد ذلك.
قال الحسن البصري: يا ابن آدم: كل في ثلث بطنك، واشرب في ثلث، ودع ثلث بطنك يتنفس لتتفكر" اهـ كلامه رحمه الله.
لماذا لا توجد لدينا مواد تدرّس خاصّة بالغذاء؟ والطرق الصحيّة وبرامج للحمية؟
لماذا لا ندرس حكم الأكل فوق الشبــع؟
حدثتني إحدى الزميلات ذات يوم عن أحد أطباق الحلويات, وكانت المكونات كلها عبارة عن مواد مليئة بالسعرات الحرارية والسكروز ..
فقلت لها: "حالي جدًّا ! و ليس صحي أيضًا"
قالت ببساطة: "عادي, أهم شي طعمه ( حلو ) !"
فكرت ثم أجبتها: " لكن ستكون له آثار سيئة لاحقًا! منها داء السكري والوزن الزائد!"
ثم انتهى النقاش البسيط بلا نهاية ( كما لو كنا ندور في حلقة مفرغة) .
هنا المشكلة: "أن يكون المهم عندنا هو مدى لذة الطعم؛ بغض النظر عمَّ يحتويه هذا الطبق اللذيذ!"
ألا تلاحظون أن لدينا جهل "كبير" في أمور الغذاء؟
ندخل أيّ شيء إلى بطوننا!
ليس وكأننا سنعيش إلى الأبد وحسب؛ بل وكأن ليس لدينا عقل يعرف عواقب الأكل غير الصحي.
بالإضافة إلى كوننا "والعياذ بالله" عندما نفعل ذلك نصبح كالبهائم !
التي تأكل طوال الوقت.
وسأذكر لكم قصة ظريفة بهذا الشأن – حصلت قريبًا بالمناسبة- .
اشترينا خروفًا لطيفًا ليكون أضحية مناسبة.
وكان "يا سبحان الله" يشبه الإبل التي نراها في سباق الهجن, خاصّة عندما يلمح طرف برسيم أو ما شابه!
كان "الراحل" يحبّ الأكل كثيرًا.
بل كان يأكل طوال الوقت.
وسبق أن نبهت أمي على ذلك, فأخبرتني أنه من السنة أن نشتريه قبل العيد بفترة حتى نسمّنه, ونغذيه تغذية جيدة!
بعد مرور بعض الوقت أصبح الخروف "مربربًا" بشكل كروي لطيف!
ومع ذلك استمرّ بالأكل.
كان شكله يثير الهلع, خاصة عندما نطيل عنه, أو نتأخر في إحضار وجبته المفضلة.
وتعود أسطوانة الهجن.
المهم .. لاحظ الجميع أن الخروف "ويا ما شاء الله" .. أصبح سمينًا وجميلاً, بمعنى أنه مناسب للذبح قريبًا.
بعد أن تم نحره, وقدّم على العشاء.
اكتشفنا – مع الضيوف بالطبع, بفارق أن الأمر لم يكن ذا أهمية لديهم- أن سمنة الخروف الأسطورية كانت مجرد "شحوم"!!!
تمالكت نفسي وأنا أتذكر وجهه وهو "يجترّ" و "يمضغ" !
تذكرت كيف تمر أوقات طيلة وهو مستمر في البلع!
لم يكن ذلك مفيدًا له.
في كل الأمور نصل إلى حد معين ثم يحدث "اكتفاء" .
عند ذلك الحد, يجب أن نتوقف.
أمثلة من الواقع:
الرجاء من جميع الصبايا و الأخوات :
بدنا أكلات دسمة .... دسمة ..... بتعرفوا شو معناة دسمة ... ؟؟؟
يعني أكل ... أكل ...
يعني طبخات شامية على أصولها
منشان تعبي البطن .....
هذه كلها مقبلات ... بتقعد بكنار المعدة .....
ما بتشبع .....
يعني إذا زوجتي طبختلي تبولة ؟؟ ولا صحن فتوش ... ولا رشتاية
بيصر العرب ... عربين .... !!!
بدنا طبخ .... يعني أكل زفر ....
بتعرفوا بالشامي شو يعني أكل زفر ....؟
في مئة طبخة و طبخة
الله يرضى عليكن ....
<<< مثال بسيط
المفضلات