إيه يا شيخ يا طنطاويّ ! ..
قد ألهبتَ في النّفس آلام الأدباء والشُّعراء ! .. وقد كانت قد انطفأت ..
هل على المرء أن يعيش وقلبُه ملتهب بعض الشيء ؟! ..
على كلٍّ .. للمرء غني عن أن يمرض قلبُه أو يعتلّ ! ..
نسأل الله السلامة ..
ألا رحمك الله يا شيخ .. يا من وضعت نفسك بين يدي قرائك بكلماتِك وأسطرِك ..
وأقر عينيك في مثواك .. وبارك لك .. وحفظك وحفظ لك ..
وجمعنا بك في دار السلام ..
أرجعني ذلك لعليّ بن الجهم القائل :
أنت كالكلب في حفظك للعهد ~~~ وكالتيس في قراع الخطوب
والذي قال بعدما لان في بغداد وترفّه :
عيون المها بين الرصافة والجسر ~~~ جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري
وكما قال الشاعر :
وذو العشق القديم وإن تعزّى ~~~ لمشوقٌ حين يلقى العاشقينَ
سلّمنا الله من شرور هذا .. فإن للحق صارمًا .. وإن للصارم مضيًّا .. وإن للمضي فصلاً ! ..
الله يثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا والآخرة ..
~*~*~*~*~*~*~*~
ما الغربة ؟
تكون في منأى عن وطنك .. مهما كان وطنُك - حبيبك / أهلُك / معارفُك / ... - ..
ويكون إذ ذاك ذاك الشعور المدمي ..
لو تعلم .. كل إنسان غريب ما دام في ذي الدنيا ..
فهوّن عليك ابنَ آدم ..
" كن في الدنيا كأنك غريب أوعابر سبيل " ..
وإنّها ليسيرة على من يسرها الله له .. يسرها الله لنا ..
كيف إن كان الرّحيل عن الوطن مرتين ؟!
عن وطنِك .. وعن وطنِك ؟!
عن مسقط رأسِك .. وعن مهوى فؤادِك ؟!
" فالله خير حافظًا وهو أرحم الراحمين "
~*~*~*~*~*~*~*~
عُرِض عليّ شريط الرّحلات بكل أناسها ومن كان فيها من الغرباء والإخوان ..
كُلٌّ صار في وادٍ يسرح ..
هي ذيك الغربة ..
عزاؤنا أنَّا في ملكوت الله معًّا نسرح تحت سمائه وفوق أرضه وفي ظل اطلاعه ..
وهو اللطيف الخبير ..
وعند الله الملتقى .. نسأله أن يكون في الجنان تحت رضوانه ومع عباده الذين أنعم عليهم ..
~*~*~*~*~*~*~*~
نستودعنا الله وإياكم



المفضلات