لإن طال مني العهدُ عنك يا خليلي فما نسيتكَ ، ولعمري لن أنساك ،
يامن رحلتَ وكأنَّك قد شددت حبل مطيتك بقلبي فكلما زاد البينُ اشتدَّ الألم ..
رحمكَ الله حيَّاً وميتاً وجمعني بك في مُستقر رحمته ودار كرامته ..
إلى روحك " يا عبد الله " ..
ووداعٌ يسكبُ الحزن مداداً
وبجفني يرقص اليوم سهر ..
خبروني كيف جاء الوصلُ يوماً ..
وإلى أيِّ مدىً قد ينتظر ..
خبروني لا أطيقُ البعد عنه..
ليس بعد البعدِ إلاَّ المُستقر .
كلُّ حيٍّ لوداعٍ منتظر ..
كلُّ شيءٍ لقضاءٍ وقدر ..
كلُّ من رمتَ له قرباً سيمضي ..
وكذا أنتَ ستمضي في الأثر ..
سحرتكَ القصَّة الحلوة حتى ..
أسلمت منكَ إلى النوم البصر ..
كلُّ ما أبصرته كان سراباً ..
عبر الحلمُ كما لو ما عبر ..
كان سِفراً حاملاً كلَّ حياتي ..
سال منه الحبر حتى لم يذر ..
لا تلوموني فما كنتُ جماداً
لم أكن إلاَّ محباً قد صبر ..
غرقت عيناهُ تشكو ضعفه ..
ساقهُ نحو الردى قلب بشر ..
هل لهُ في معجم الطبِّ شفاءٌ ؟؟
أم له في باطن الأرض حُفر ؟؟
ربما لا أملكُ اليوم جواباً ..
ما لرحلٍ في فلاةٍ من مقر ..
----------------------------------------
المفضلات