الحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وبعد :
إن علم التجويد يعتبر من أشرف العلوم على وجه الأرض لإنه علم يختص بأشرف الكلام كلام رب العالمين
وتعلم هذا العلم يحتاج إلي التأنى والإجتهادوالصبر وملازمة المُعلم المتمكن والمشهود له بذلكوأيضا يحتاج إلى المداومة على مراجعته والتدريب عليه حتى يصبح المُتعلم متمكنا منه ليستطيع قراءة كتاب الله بطريقة سليمة خالية من أي عوج أو لحن وبعيدة كل البعد عن لغة الأعاجم
لذا نويت وضع هذا الموضوع والذي سأتناول فيه شرح لعلم التجويد بداية منالمدخل لهذا العلم مروراً بالأحكام الخاصة بقراءة حفص عن عاصم المدني إلى أحكام الوقف والإبتداء
وسوف أتعرض في الحديث عن القراءات العشر وكل ذلك سأعرضه عليكم على هيئة سلسلة من الدروس عسى أن يجعل الله فيها النفع والفائدة وهي خالصة لوجه تعالى عسى الله أن يتقبلها منى
ونبدء بحول الله وقوته أول هذه السلسلة المباركة
الدرس الأول بعنوان
قال الله تعالى: ﴿إِنَّ هَـذَا الْقُرْءا نَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَالصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً﴾ {الإسراء 9}
وقال سبحانه :﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً﴾ {الإسراء 82}
و قال سبحانه : ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ﴾ {فاطر 29}
عن أَبي أُمامَةَ رضي اللَّه عنهُ قال : سمِعتُ رسولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يقولُ : « اقْرَؤُا القُرْآنَ فإِنَّهُ يَأْتي يَوْم القيامةِ شَفِيعاً لأصْحابِهِ » رواه مسلم.
وعَن النَّوَّاسِ بنِ سَمعانَ رضيَ اللَّه عنهُ قال : سمِعتُ رسول اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يقولُ : «يُؤْتى يوْمَ القِيامةِ بالْقُرْآنِ وَأَهْلِهِ الذِين كانُوا يعْمَلُونَ بِهِ في الدُّنيَا تَقدُمهُ سورة البقَرَةِ وَآل عِمرَانَ ، تحَاجَّانِ عَنْ صاحِبِهِمَا » رواه مسلم.
وعن عثمانَ بن عفانَ رضيَ اللَّه عنهُ قال : قالَ رسولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « خَيركُم مَنْ تَعَلَّمَ القُرْآنَ وَعلَّمهُ» رواه البخاري.
وعن عائشة رضي اللَّه عنها قالتْ : قال رسولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « الَّذِي يَقرَأُ القُرْآنَ وَهُو ماهِرٌ بِهِ معَ السَّفَرةِ الكرَامِ البررَةِ ، والذي يقرَأُ القُرْآنَ ويتَتَعْتَعُ فِيهِ وَهُو عليهِ شَاقٌّ له أجْران » متفقٌ عليه.
وعن أَبي موسى الأشْعريِّ رضي اللَّه عنهُ قال : قال رسولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « مثَلُ المؤمنِ الَّذِي يقْرَأُ القرآنَ مثلُ الأُتْرُجَّةِ : ريحهَا طَيِّبٌ وطَعمُهَا حلْوٌ ، ومثَلُ المؤمنِ الَّذي لا يَقْرَأُ القُرْآنَ كَمثَلِ التَّمرةِ : لا رِيح لهَا وطعْمُهَا حلْوٌ ، ومثَلُ المُنَافِق الذي يَقْرَأُ القرْآنَ كَمثَلِ الرِّيحانَةِ : رِيحها طَيّبٌ وطَعْمُهَا مرُّ ، ومَثَلُ المُنَافِقِ الذي لا يَقْرَأُ القرآنَ كَمَثلِ الحَنْظَلَةِ : لَيْسَ لَها رِيحٌ وَطَعمُهَا مُرٌّ » متفقٌ عليه.
وعن عمرَ بن الخطابِ رضي اللَّه عنهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال : « إِنَّ اللَّه يرفَعُ بِهذَا الكتاب أَقواماً ويضَعُ بِهِ آخَرين » رواه مسلم.
وعنِ ابن عمر رضي اللَّه عنهما عن النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال : « لا حَسَدَ إلاُّ في اثنَتَيْن : رجُلٌ آتَاهُ اللَّه القُرآنَ ، فهوَ يقومُ بِهِ آناءَ اللَّيلِ وآنَاءَ النَّهَارِ ، وَرجُلٌ آتَاهُ اللَّه مالا ، فهُو يُنْفِقهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النهارِ » متفقٌ عليه.
« والآناءُ » : السَّاعاتُ.
وعنِ البُراء بنِ عَازِبٍ رضيَ اللَّه عَنهما قال : كَانَ رَجلٌ يَقْرَأُ سورةَ الكَهْفِ ، وَعِنْدَه فَرسٌ مَربوطٌ بِشَطَنَيْنِ فَتَغَشَّته سَحَابَةٌ فَجَعَلَت تَدنو ، وجعلَ فَرسُه ينْفِر مِنها . فَلَمَّا أَصبح أَتَى النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم . فَذَكَرَ له ذلكَ فقال «
« تِلكَ السَّكِينَةُ تَنَزَّلتْ للقُرآنِ » متفقٌ عليه .
« الشَّطَنُ » بفتحِ الشينِ المعجمةِ والطاء المهملة : الْحَبْلُ.
وعن ابن مسعودٍ رضيَ اللَّه عنهُ قالَ : قال رسولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : منْ قرأَ حرْفاً مِنْ كتاب اللَّهِ فلَهُ حسنَةٌ ، والحسنَةُ بِعشرِ أَمثَالِهَا لا أَقول : الم حَرفٌ ، وَلكِن : أَلِفٌ حرْفٌ، ولامٌ حرْفٌ ، ومِيَمٌ حرْفٌ » رواه الترمذي وقال : حديث حسن صحيح.
وعنِ ابنِ عباسٍ رضيَ اللَّه عنهما قال : قال رسولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : «إنَّ الَّذي لَيس في جَوْفِهِ شَيْءٌ مِنَ القُرآنِ كالبيتِ الخَرِبِ » رواه الترمذى وقال : حديث حسن صحيح .
وعن عبدِ اللَّهِ بنِ عَمْرو بن العاصِ رضي اللَّه عَنهما عنِ النبيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال : « يُقَالُ لِصاحبِ الْقُرَآنِ : اقْرأْ وَارْتَقِ وَرَتِّلْ كَما كُنْتَ تُرَتِّلُ في الدُّنْيَا ، فَإنَّ منْزِلَتَكَ عِنْد آخِرِ آيةٍ تَقْرَؤُهَا » رواه أبو داود ، والترْمذي وقال : حديث حسن صحيح.
(الأحاديث مأخوذة من كتاب رياض الصالحين، كتاب الفضائل، باب فضل قراءة القرآن)
تعريفه فائدته كيفية أخذه حكمه
تعريفه
لغة : التحسين والإتقان.
اصطلاحا : هو العلم الذي يبين الأحكام والقواعد التي يجب الالتزام بها عند تلاوة القرآن طبقا لما تلقاه المسلمون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وذلك بإعطاء كل حرف حقه مخرجا وصفة وحركة، من غير تكلف ولا تعسف.
صون اللسان عن الخطأ واللحن في كلام الله سبحانه وتعالى.
فائدته
طريقة أخذ علم التجويد1. أن يستمع المتعلم لقراءة شيخه، وهذه طريقة المتقدمين.
2. أن يقرأ الطالب أمام شيخه وهو يصححه.
والأفضل الجمع بين الطريقتين.
ولينتبه طالب العلم أن هذا العلم لا يُتعلم من الكتب. بل لا بد من الرجوع إلى المتقنين من علماء التجويد، فثمة دقائق وأحكام لا تُدرك إلا بالسماع المباشر والمشافهة.
كما أن على طالب هذا العلم أن يُكثر من الاستماع إلى أشرطة المتقنين من القراء المعروفين. وهذا لا يغني أبدا عن الجلوس بين يدي المشايخ بل هو مكمل له.
حكمه
اختلف أهل العلم في حكم تعلم التجويد وحكم تطبيقه على قولين:
القول الأول :أن تجويد القرآن ومراعاة قواعده سنة وأدب من آداب التلاوة يستحسن الالتزام به عند تلاوة القرآن دون تكلف، ولكن ذلك ليس واجبا. وهذا قول الفقهاء.
القول الثاني : تعلم التجويد فرض كفاية أما القراءة به فواجب على كل مسلم ومسلمة. وهذا قول معظم علماء التجويد.
علماء التجويد
يرى أكثر علماء التجويد أن تعلم التجويد فرض كفاية على المسلمين ، إذا قام به البعض سقط الإثم عن الباقين، وإن لم يقم به أحد أثموا جميعا.
أما العمل به، أي تطبيق أحكام التجويد أثناء القراءة، ففرض عين على كل مكلَّف حتى وإن لم يعرف هذه الأحكام نظريا.
يقول الشيخ شمس الدين محمد بن الجزري في متنه :
وَالأَخْـذُ بِالتَّـجْـوِيـدِ حَـتْـــمٌ لازِمُتنبيه (ذكره الشيخ أبو محمد المطيري في ملتقى أهل الحديث):
مَــــنْ لَــمْ يُـجَـوِّدِ الْـقُـرَآنَ آثِــمُ
لأَنَّــــهُ بِــــهِ الإِلَـــهُ أَنْـــزَلاَ
وَهَـكَـذَا مِـنْـهُ إِلَـيْـنَا وَصَــلاَ
وَهُـوَ أَيْـضًـا حِـلَْـيـةُ الـتّـِـــلاَوَة
وَزِيْــنَـــةُ الأَدَاءِ وَالْــقِـــــرَاءَةِ
وَهُـوَ إِعْـطَاءُ الْحُـرُوفِ حَقَّـهَـا
مِــنْ صِـفَـةٍ لَـهَـا وَمُستَحَـقَّهَــا
وَرَدُّ كُـــلِّ وَاحِـــدٍ لأَصْـلِــــــــهِ
وَاللَّـفْـظُ فِــي نَـظِـيْـرِهِ كَمِـثْــلـهِ
مُكَمِّـلاً مِـنْ غَـيْـرِ مَــا تَكَـلُّـــفِ
بِاللُّطْـفِ فِي النُّطْـقِ بِاَ تَعَـسُّـفِ
وَلَـيْـسَ بَـيْـنَـهُ وَبَـيْـنَ تَــــرْكِـهِ
إِلاَّ رِيَـاضَــةُ امْـــــرِئٍ بِـفَـكِّـــهِ
البيت الأول لابن الجزري رحمه الله له رواية أخرى صحيحة وهي
َالأَخْـذُ بِالتَّـجْـوِيـدِ حَـتْـــمٌ لازِم
مَــــنْ لَــمْ يُصَحّحِ الْـقُـرَآنَ آثِــمُ
بدلا من : يجوّد . وعلى هذه الرواية – الثابتة – فلا دليل على أن ابن الجزري رحمه الله يقول بوجوب التجويد. وعلى هذه الرواية طبعت الجزرية في طبعة اعتنى بها : الشيخ محمد الزعبي أخذا من نسخة صحيحة لبعض تلاميذ المصنف الثقات.
ثم يقول : وخلاصة القول أن التجويد ليس بواجب الوجوب الشرعي ولكن منه ما قد يكون واجبا كتعلم ما يميز الحروف عن بعضها بتعلم صفات الحروف أو بتعلم النطق الصحيح بها ،لأن فن التجويد يشتمل على أحكام كثيرة ليست على مرتبة واحدة في أهمية الإتيان بها.
الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله
يقول الشيخ بن عثيمين :" والتَّجويدُ مِن بابِ تحسين الصَّوتِ بالقرآنِ، وليس بواجبٍ، إنْ قرأَ به الإِنسانُ لتحسينِ صوتِه فهذا حَسَنٌ، وإنْ لم يقرأْ به فلا حَرَجَ عليه ولم يفته شيءٌ يأثم بتركِهِ، بل إنَّ شيخَ الإِسلامِ ذمَّ أولئك القومَ الذين يعتنون باللَّفظِ، ورُبَّما يكرِّرونَ الكلمةَ مرَّتين أو ثلاثاً مِن أجل أن ينطِقُوا بها على قواعد التَّجويدِ،ويَغْفُلُونَ عن المعنى وتدبُّرِ القرآنِ. ".الشرح الممتع على زاد المستنقع - الجزء الرابع
وسئل فضيلته :
ما رأي فضيلتكم في تعلم التجويد والالتزام به ؟ وهل صحيح ما يذكر عن فضيلتكم من الوقوف بالتاء في نحة ( الصلاة - الزكاة ) ؟
فأجاب قائلا : لا أرى وجوب الالتزام بأحكام التجويد التي فصلت بكتب التجويد ، وإنما أرى أنها من باب تحسين القراءة ، وباب التحسين غير باب الإلزام ، وقد ثبت في صحيح البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه سئل كيف كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم ؟ فقال : كانت مداً قرأ : بسم الله الرحمن الرحيم . يمد ببسم الله ، ويمد بالرحمن ، ويمد بالرحيم .
والمد هنا طبيعي لا يحتاج إلى تعمده والنص عليه هنا يدل على أنه فوق الطبيعي .
ولو قيل : بأن العلم بأحكام التجويد المفصلة في كتب التجويد واجب للزم تأثيم أكثر المسلمين اليوم ، ولقلنا لمن أراد التحدث باللغة الفصحى : طبق أحكام التجويد في نطقك بالحديث ، وكتب أهل العلم ، وتعليمك ، ومواعظك .
وليعلم أن القول بالوجوب يحتاج إلى دليل تبرأ به الذمة أمام الله عز وجل في إلزام عباده بما لا دليل على إلزامهم به من كتاب الله تعالى أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، أو إجماع المسلمين وقد ذكر شيخنا عبد الرحمن بن سعدي في جواب له أن التجويد حسب القواعد المفصلة في كتب التجويد غير واجب .
وقد أطلعت على كلام لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله حول حكم التجويد قال فيه ص 50 مجلد 16 من مجموع ابن قاسم للفتاوى : " ولا يجعل همته فيما حجب به أكثر الناس من العلوم عن حقائق القرآن إما بالوسوسة في خروج حروفه ، وترقيمها ، وتفخيمها ، وإمالتها ، والنطق بالمد الطويل والقصير والمتوسط وغير ذلك فإن هذا حائل للقلوب قاطع لها عن فهم مراد الرب من كلامه ، وكذلك شغل النطق بـ " أأنذرتهم " وضم الميم من " عليهم " ووصلها بالواو وكسر الهاء ، أو وضمها ونحو ذلك ، وكذلك مراعاة النغم وتحسين الصوت " .ا.هـ.
وأما ما سمعتم من أني أقف بالتاء في نحو " الصلاة - والزكاة " فغير صحيح بل أقف في هذا وأمثاله على الهاء .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
س: هل التجويد بالقرآن في الصلاة واجب أم لا مع الدليل؟
ج: أمر الله جل وعلا بترتيل القرآن الكريم وإعطاء كل حرف حقه فقال تعالى: ﴿وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً﴾ وكان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في قراءة القرآن الكريم أن قراءته كانت ترتيلاً لا هذا ولا عجلة، بل قراءة مفسرة حرفاً حرفاً، وكان يقطع قراءته آية آية، وكان يمد عند حروف المد فيمد (الرحمن) ويمد (الرحيم) وكان يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم في أول قراءته .
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ، نائب رئيس اللجنة ، رئيس اللجنة
عبدالله بن غديان، عبدالرزاق عفيفي، عبدالعزيز بن عبدالله بن باز.
الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله
إمامة ضعيف القراءة والتجويد
س : أفيدكم أنني إمام مسجد في إحدى ضواحي الرياض ، والمشكلة أنني ضعيف التجويد في القراءة وكثير الخطأ ، وأنا أحفظ من القرآن ثلاثة أجزاء مع بعض الآيات في بعض السور ، وأنا خائف على ذمتي ، فأرجو إفادتي هل أستمر في الإمامة أم أستقيل؟
ج : عليك أن تجتهد في حفظ ما تيسر من القرآن وتجويده وأبشر بالخير والإعانة من الله عز وجل إذا صلحت نيتك وبذلت الوسع في ذلك؛ لقول الله سبحانه : ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا﴾ وقول النبي صلى الله عليه وسلم : «الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران» ولا ننصحك بالاستقالة بل نوصيك بالاجتهاد الدائم والصبر والمصابرة حتى تنجح في تجويد كتاب الله وفي حفظه كله أو ما تيسر منه وفقك الله ويسر أمرك .
كتاب الدعوة، الجزء الأول، ص56.
الوسوسة في مخارج الحروف والتنطع فيها
قال ابن القيم رحمه الله: ومن ذلك الوسوسة في مخارج الحروف والتنطع فيها ونحن نذكر ما ذكره العلماء بألفاظهم قال أبو الفرج بن الجوزي قد لبس إبليس على بعض المصلين في مخارج الحروف فتراه يقول الحمد الحمد فيخرج بإعادة الكلمة عن قانون أدب الصلاة وتارة يلبس عليه في تحقيق التشديد في إخراج ضاد المغضوب قال ولقد رأيت من يخرج بصاقه مع إخراج الضاد لقوة تشديده والمراد تحقيق الحرف حسب وإبليس يخرج هؤلاء بالزيادة عن حد التحقيق ويشغلهم بالمبالغة في الحروف عن فهم التلاوة وكل هذه الوساوس من إبليس وقال محمد بن قتيبة في مشكل القرآن وقد كان الناس يقرؤن القرآن بلغاتهم ثم خلف من بعدهم قوم من أهل الأمصار وأبناء العجم ليس لهم طبع اللغة ولا علم التكلف فهفوا في كثير من الحروف وذلوا فأخلوا ومنهم رجل ستر الله عليه عند العوام بالصلاح وقربه من القلوب بالدين فلم أر فيمن تتبعت في وجوه قراءته أكثر تخليطا ولا أشد اضطرابا منه لأنه يستعمل في الحرف ما يدعه في نظيره ثم يؤصل أصلا ويخالف إلى غيره بغير علة ويختار في كثير من الحروف ما لا مخرج له إلا على طلب الحيلة الضعيفة هذا إلى نبذه في قراءته مذاهب العرب وأهل الحجاز بإفراطه في المد والهمز والإشباع وإفحاشه في الإضجاع والإدغام وحمله المتعلمين على المذهب الصعب وتعسيره على الأمة ما يسره الله تعالى وتضييقه ما فسحه ومن العجب أنه يقرىء الناس بهذه المذاهب ويكره الصلاة بها ففي أي موضع يستعمل هذه القراءة إن كانت الصلاة لا تجوز بها وكان ابن عيينة يرى لمن قرأ في صلاته بحرفه أو ائتم بإمام يقرأ بقراءته أن يعيد ووافقه على ذلك كثير من خيار المسلمين منهم بشر بن الحارث والإمام أحمد بن حنبل وقد شغف بقراءته عوام الناس وسوقتهم وليس ذلك إلا لما يرونه من مشقتها وصعوبتها وطول اختلاف المتعلم إلى المقرىء فيها فإذا رأوه قد اختلف في أم الكتاب عشرا وفي مائة آية شهرا وفي السبع الطوال حولا ورأوه عند قراءته مائل الشدقين دار الوريدين راشح الجبين توهموا أن ذلك لفضله في القراءة وحذقه بها وليس هكذا كانت قراءة رسول الله ولا خيار السلف ولا التابعين ولا القراء العالمين بل كانت سهلة رسلة وقال الخلال في الجامع عن أبي عبدالله إنه قال لا أحب قراءة فلان يعني هذا الذي أشار إليه ابن قتيبة وكرهها كراهية شديدة وجعل يعجب من قراءته وقال لا يعجبني فإن كان رجل يقبل منك فانهه وحكى عن ابن المبارك عن الربيع بن أنس أنه نهاه عنها وقال الفضل بن زياد إن رجلا قال لأبي عبدالله فما أترك من قراءته قال الإدغام والكسر ليس يعرف في لغة من لغات العرب وسأله عبدالله ابنه عنها فقال أكره الكسر الشديد والإضجاع وقال في موضع آخر إن لم يدغم ولم يضجع ذلك الإضجاع فلا بأس به وسأله الحسن بن محمد بن الحارث أتكره أن يتعلم الرجل تلك القراءة قال أكرهه أشد كراهة إنما هي قراءة محدثة وكرهها شديدا حتى غضب وروى عنه ابن سنيد أنه سئل عنها فقال أكرهها أشد الكراهة قيل له ما تكره منها قال هي قراءة محدثة ما قرأ بها أحد وروى جعفر بن محمد عنه أنه سئل عنها فكرهها وقال كرهها ابن إدريس وأراه قال وعبدالرحمن بن مهدي وقال ما أدري إيش هذه القراءة ثم قال وقراءتهم ليست تشبه كلام العرب وقال عبد الرحمن بن مهدي لو صليت خلف من يقرأ بها لأعدت الصلاة.
إغاثة اللهفان (1-160)
التحقيق الحدر التدوير ملاحظة
التحقيق
تلاوة القرآن بتؤدة واطمئنان مع تدبر المعاني ومراعاة مختلف أحكام التجويد وإعطاء كل حرف حقه ومستحقه مخرجا وصفة.
الحدر
الإسراع في القراءة مع مراعاة أحكام التجويد.
التدوير
التوسّط بين التحقيق والحدر.
وهذه الأساليب الثلاثة جائزة وتدخل كلها في صفة الترتيل الواردة في قول الله سبحانه وتعالى : ﴿وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً﴾ (المزمل 4)
ملاحظة :بعض العلماء يجعل الترتيل مرتبة مستقلة تأتي بعد مرتبة التحقيق. وتكون القراءة في كلتيهما بتؤدة وطمأنينة مع تدبر القرآن ومعانيه ومراعاة أحكام التجويد. ويفرقون بينهما بجعل مرتبة التحقيق أثناء التعلم حيث يكون المتعلم أكثر تأنيا وأشد حرصا على تحقيق مخارج الحروف وتطبيق مختلف قواعد التجويد. أما الترتيل فهو أسلوب التلاوة الذي يستمر عليه القارئ بعد إتقانه هذا العلم.
تعريفه اللحن الجلى اللحن الخفى
تعريفه
هو الخطأ والميل عن الصواب في القراءة. وينقسم إلى قسمين : لحن جلي ولحن خفي.
اللحن الجلي
وهو خطأ يطرأ على الألفاظ فيخل بمعاني القرآن إخلالا ظاهرا. وسمي جلياً لوضوحه وظهوره للقراء والمستمعين. وعلى هذا فإن هذا النوع من اللحن لايجوز شرعا.
قد يكون اللحن الجلي بإبدال حرف مكان آخر كإبدال الطاء دالاً أو نطق الذال زايا أو الثاء سينا.
وقد يكون بتغيير حركات الحروف، كأن يبدل الفتحة كسرة أو السكون حركة. وربما أدى هذا التبديل إلى تغيير معنى الآية، كضم تاء "لست" في قوله تعالى : "لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ" {الغاشية 22} (وهذا خطأ فادح، لتغير معنى الآية تماما).
اللحن الخفي
وهو خطأ يطرأ على قواعد التجويد وكمال النطق دون الإخلال بالمعنى أو الإعراب. وسمي خفيا لأنه يخفى على عامة الناس ولا يدركه إلا القراء.
ومثله ترك الغنّة والإخلال بأحكام المدود، وتفخيم ما يجب ترقيقه وترقيق ما يجب تفخيمه إلى غير ذلك من الأخطاء التي تخالف عرف القراءة الصحيحة.
الأحرف السبعة
عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " أقرأني جبريل على حرف، فلم أزل أستزيده، ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف ". متفق عليه.
وعن أبي بن كعب أن النبي صلى الله عليه وسلم كان عند أضاة بني غفار قال فأتاه جبريل عليه السلام فقال : إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على حرف فقال أسأل الله معافاته ومغفرته وإن أمتي لا تطيق ذلك ثم أتاه الثانية فقال إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على حرفين فقال أسأل الله معافاته ومغفرته وإن أمتي لا تطيق ذلك ثم جاءه الثالثة فقال إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على ثلاثة أحرف فقال أسأل الله معافاته ومغفرته وإن أمتي لا تطيق ذلك ثم جاءه الرابعة فقال إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على سبعة أحرف فأيما حرف قرأوا عليه فقد أصابوا. رواه مسلم
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت هشام بن حكيم بن حزام يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله فاستمعت لقراءته فإذا هو يقرؤها على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله فكدت أساوره في الصلاة فانتظرته حتى سلم فلببته فقلت من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأ قال أقرأنيها رسول الله فقلت له كذبت فوالله إن رسول الله لهو أقرأني هذه السورة التي سمعتك فانطلقت به إلى رسول الله أقوده فقلت يا رسول الله إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها وإنك أقرأتني سورة الفرقان فقال يا هشام اقرأها فقرأها القراءة التي سمعته فقال رسول الله هكذا أنزلت ثم قال اقرأ يا عمر فقرأتها التي أقرأنيها فقال رسول الله هكذا أنزلت ثم قال رسول الله إن القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرؤوا ما تيسر منه. متفق عليه
اختلف العلماء في تحديد معنى الأحرف السبع على عدة أقوال أشهرها :
القول الأول : أن الأحرف السبعة هي سبع لغات من لغات قبائل العرب الفصيحة كلغة قريش ولغة هذيل ولغة هوازن وغيرها. وذلك مراعاةً لما بين هذه اللغات من الفوارق. وهذا القول هو اختيارالقاسم بن سلاَّم وابن عطية وآخرون، قالابن الجزري : وأكثر العلماء على أنها لغات .
القول الثاني : أن الأحرف السبعة هي سبعة أوجه من المعاني المتفقة، بألفاظ مختلفة. وإلى هذا القول ذهب أبو الفضل الرازى وابن قتيبة وابن الجزرى وغيرهم. وهذه الأوجه السبعة هي :
- اختلاف الأسماء من إفراد وتثنية وجمع وتذكير وتأنيث. ومثال ذلك قوله تعالى : ﴿وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ﴾ {المؤمنون 8} حيث قرئ "لأَمَانَاتِهِمْ" بالإفراد
- اختلاف تصريف الأفعال من ماض ومضارع وأمر، ومنأمثلته: ﴿فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا﴾ {سبأ 19}بصيغة الدعاء، وقرئ أيضا "رَبَّنَا بَاعَدَ" فعلا ماضيا.
- اختلاف وجوه الإعراب ومن أمثلته قوله تعالى : ﴿ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ﴾ {البروج 15} قرئ برفع "الْمَجِيدُ" وجره .
- اختلاف بالنقص والزيادة، ومثله قوله تعالى : ﴿وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى﴾ {الليل 3} قرئ " الذَّكَرَ وَالْأُنثَى "
- الاختلاف بالتقديم والتأخير. مثل قوله ﴿فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ﴾{التوبة 111} قرئ أيضا "فَيُقْتَلونَ ويَقْتُلُون".
- القلب والإبدال : مثل قوله تعالى ﴿وَانظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا﴾ {البقرة 259 } بالزاى قرئ " نُنشِرُُهَا " بالراء
- اختلاف اللهجات كالفتح والإمالة والتفخيم والترقيق والإظهار والإدغام مثل قوله تعالى ﴿هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى﴾ {النازعات 15} قرئ بالفتح والإمالة في "أتى" و"موسى"
وهذان القولان هما أرجح ما قيل في بيان مدلول الأحرف السبعة.والقول الأول أقوى والله أعلم.
تنبيه هام: تجدر الإشارة هنا أن الأحرف السبعة ليست هي القراءات السبع المتواترة اليوم. وهذا الإلتباس سببه اتحاد العدد بين الأحرف والقراءات. ولم تُعرف القراءات السبع إلا في القرن الرابع على يد الإمام المقرىء ابن مجاهد الذي جمع قراءات بعض الأئمة القراء، فاتفق أن كان عددهاموافقا لعدد الأحرف. يقول شيخ الإسلامابن تيميةفي هذا المعنى " لا نزاع بين العلماء المعتبرين أن الأحرف السبعة التي ذكر النبي صلىالله عليه وسلم أن القرآن نزل عليها ليست هي قراءات القراء السبعة المشهورة ".
أيضا تجدر الإشارة إلى أن عثمان وبقية الصحابة رضوان الله عليهم جمعوا القرآن على حرف واحد وهو حرف قريش، وأن القراءات المتواترة المشهورة تدخل ضمن هذا الحرف. قال ابن القيم رحمه الله : ومن ذلك : جمع عثمان بن عفان رضي الله عنه الأمة على حرف واحد من الأحرف السبعة لئلا يكون اختلافهم فيها ذريعة إلى اختلافهم في القرآن ووافقه على ذلك الصحابة رضي الله عنهم. (إغاثة اللهفان وورد نحوه في الطرق الحكمية)
علم القراءات
مضى الصحابة يتلون القرآن كما سمعوه من النبي صلى الله عليه وسلم أثناء صحبتهم له، وذكر الذهبي في كتابه طبقات القراء أن المشتهرين بإقراء القرآن من الصحابة سبعة: عثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، وأبي بن كعب، وزيد بن ثابت، وأبو الدرداء، وابن مسعود، وأبو موسى الأشعري، وقرأ على أبي بن كعب جماعة من الصحابة، منهم أبو هريرة وابن عباس وعبد الله بن السائب.
وعن هؤلاء الصحابة الأجلاء وأمثالهم من حملة القرآن رواه بقراءاته التابعون ونصب أعينهم المصحف العثماني، وتقيدوا بما تلقوه شفاهة من الصحابة حرفا حرفا وحركة وسكونا، واشتهر منهم في كل مصر من الأمصار جماعة كانوا يقرئون الناس ويأخذون القراءة عنهم عرضا آية آية وكلمة كلمة وشكلة شكلة، كان منهم:
في المدينة: سعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير، وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج، وابن شهاب الزهري، وعمر بن عبد العزيز.
وفي مكة: مجاهد بن جبر، وعطاء بن أبي رباح، وطاوس، وعكرمة.
وفي الكوفة: الأسود بن يزيد، ومسروق بن الأجدع، وعمرو بن شرحبيل وكلهم من تلاميذ ابن مسعود، وأبو عبد الرحمن السلمي عبد الله بن حبيب وهو أول من أقرأ الناس بالكوفة القراءة التي جمع عثمان الناس عليها، وسعيد بن جبير، والشعبي.
وفي البصرة: الحسن البصري، وابن سيرين، وقتادة، ويحيى بن يعمر، ونصر بن عاصم، وعبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي.
وفي الشام: المغيرة بن أبي شهاب المخزومي الذي أخذ القراءة عن عثمان، وحليد بن سعيد الذي أخذ القراءة عن أبي الدرداء.
القراءة.. علما
وتكاثر في كل مصر من هذه الأمصار خلفاء هذا الجيل الأول من التابعين، تجردوا للقرآن واعتنوا بضبط القراءة عناية تامة، وجعلوها علما مثل العلوم الشرعية الأخرى، وصاروا أئمة يقتدى بهم ويرحل إليهم الطلاب لتعلم القرآن وقراءاته، حيث كانت كل جماعة منهم تقرأ القرآن حسبما تلقته من الأسلاف، وتستقر على الوجه الذي تعلمته لا تكاد تتعداه، فاختلفت قراءات الأخلاف باختلاف قراءات الأسلاف من الصحابة لكن ضمن لغة قريش التي كتب بها مصحف عثمان.
وقد اشتهر من هذا الجيل أبو جعفر يزيد بن القعقاع ونافع في المدينة، ومحمد من عبد الرحمن محيص وعبد الله بن كثير في مكة، وعيسى بن عمر الثقفي والحسن البصري وعاصم الحجدري وأبو عمرو بن العلاء في البصرة، وعاصم بن أبي النجود، والأعمش سليمان من مهران، وحمزة، والكسائي في الكوفة، وعبد الله بن عامر.
وفي هذه الفترة، أي منذ القرن الثاني الهجري نهض علماء القراءات يؤلفون كتبا في قراءة كل إمام نابه أو في قراءات الأئمة المختلفين، محاولين ضبط قراءة كل إمام وتمييزها بجميع خصائصها عن غيرها من حيث الإدغام والإمالة والتسهيل والإظهار والإخفاء وغيرها من مصطلحات علم القراءات.
وبمرور الوقت تكاثر عدد حملة القراءات القرآنية، وتعددت طرق القراءة، حتى وصلت إلى نحو خمسين قراءة، وأوشك أن يكون ذلك بابا لدخول شيء من الاضطراب على ألسنة القراء، وكان فيهم المتقن المجيد، وكان فيهم غير المتقن الذي قد يعتريه النسيان.
وكان هذا الاختلاف مدعاة إلى أن يتجرد عالم من علماء القراءات ليقابل بين القراءات الكثيرة التي شاعت في العالم الإسلامي، ويستخلص فيها للأمة القراءات الصحيحة المتواترة حتى لا يتفاقم الأمر ويلتبس الباطل بالحق، وتصبح قراءة القرآن فوضى، لكل إنسان أن يقرأ حسب معرفته بدون بصر تام بوجوه القراءة وأصولها وقد نهض بهذا العبء الكبير ابن مجاهد، فاختار بعد بحث وموازنة وترجيح سبعة من أئمة القراءات حمل الناس على اتباع طريقتهم في جميع أنحاء العالم الإسلامي.
أول من جمع هذا العلم في كتاب هو الإمام العظيم أبو عبيد القاسم بن سلام في القرن الثالث الهجري فقد ألف " كتاب القراءات " ، وقيل أن أول من ألف وجمع القراءات هو حفص بن عمر الدوري ، واشتهر في القرن الرابع الهجري الحافظ أبو بكر بن مجاهد البغدادي وهو أول من ألف في القراءات السبعة المشهورة ، وتوفي سنة 324 من الهجرة ، وفي القرن الخامس اشتهر الحافظ الإمام أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني مؤلف كتاب ( التيسير) في القراءات السبع والذي صار عمدة القراء وله تصانيف كثيرة في هذا الفن وغيره.
واشتهر في هذا العلم أيضاً الإمام مكي بن أبي طالب القيسي القيرواني وقد ألف كتبًا لا تعد ولا تحصى في القراءات وعلوم القرآن.
وفي القرن السادس الهجري اشتهر شيخ هذا الفن الذي تسابق العلماء إلى لاميته وانكبوا عليها انكباب الفراش على النور تلك هي الشاطبية التي أسماها " حرز الأماني ووجه التهاني " نظم فيها القراءات السبعة المتواترة في ألف ومائة وثلاثة وسبعين بيتًا (1173).
ذاك هو أبو القاسم بن فيرة بن خلف بن أحمد الرعيني الشاطبي الأندلسي ، توفي سنة 590 من الهجرة ، وبعده ما زالت العلماء في هذا الفن تترى في كل عصر وقرن حاملين لواء القرآن الكريم آخذين بزمام علومه قراءة وتطبيقاً ، صارفين الأعمار لخدمته تصنيفاً وتحقيقاً ، حتى قيض الله عز وجل له إمام المحققين وشيخ المقرئين محمد بن الجزري الشافعي فتتلمذ عليه خلق لا يحصون وألف كتباً كثيرة أشهرها (النشر في القراءات العشر) ونظم في التجويد (المقدمة فيما على قارئه أن يعلمه).
القراءات المشهورة
القراءات السبع المتواترة
1
نافع المدنيقالونورش2إبن كثير المكىالبَزيقُنْبل3أبو عمرو بن علاءالدوريالسوسي4ابن عامر الدمشقىهشامابن ذكوان5عاصم بن أبي النجود الكوفيشعبةحفص6حمزة بن حبيب الزيات الكوفيخَلَفخلاّد7الكسائى الكوفيأبو الحارثحفص الدوريالقراءات الثلاث المتممة للعشر8ابو جعفر المدنىابن وردانابن جُمَّاز9يعقوب البصريرُوَيسرَوح10خلف بن هشام البزارإسحاقإدريس
وكل ما نُسب لإمام من هؤلاء الأئمة العشرة، يسمى (قراءة) وكل ما نُسب للراوي عن الإمام يسمى (رواية) فتقول مثلاً: قراءةعاصم براويةحفص، وقراءةنافع برواية ورش، وهكذا.
وذكر ابن عاشور في تفسيره "التحرير والتنوير" أن القراءات التي يُقرأ بها اليوم في بلاد الإسلام هي: قراءةنافع براويةقالون، في بعض القطر التونسي، وبعض القطر المصري، وفي ليبيا. وبروايةورش في بعض القطر التونسي، وبعض القطر المصري، وفي جميع القطر الجزائري، وجميع المغرب الأقصى، وما يتبعه من البلاد والسودان. وقراءة عاصم براوية حفص عنه في جميع المشرق، وغالب البلاد المصرية، والهند، وباكستان، وتركيا، والأفغان، قال - والكلام لـابن عاشور -: وبلغني أن قراءة أبي عمروالبصري يُقرأ بها في السودان المجاور لمصر.
القراءات الصحيحة والقراءات الشاذة
قد قسم أهل العلم القراءات القرآنية إلى قسمين رئيسين هما : القراءة الصحيحة ، والقراءة الشاذة .
أما القراءة الصحيحة فهي القراءة التي توافرت فيها ثلاثة أركان هي:
- أن توافق وجهاً صحيحاً من وجوه اللغة العربية.
- أن توافق القراءة رسم مصحفعثمانرضي الله عنه.
- أن تُنقل إلينا نقلاً متواتراً، أو بسند صحيح مشهور.
فكل قراءة استوفت تلك الأركان الثلاثة، كانت قراءة قرآنية، تصح القراءة بها في الصلاة، ويُتعبَّد بتلاوتها. وهذا هو قول عامة أهل العلم.
أما القراءة الشاذة فهي كل قراءة اختل فيها ركن من الأركان الثلاثة المتقدمة.
وهناكقسم من القراءات تُوقف فيه، وهو القراءة التي صح سندها، ووافقت العربية،إلا أنها خالفت الرسم العثماني. ويدخل تحت هذا القسم ما يسمى بـ "القراءات التفسيرية" وهي القراءة التي سيقت على سبيل التفسير، كقراءةسعد بن أبي وقاص قوله تعالى:﴿وله أخت﴾ (النساء:176) فقد قرأها: (وله أخت من أم) وقراءة ابن عباس قوله تعالى:﴿وكان ورائهم ملك يأخذ كل سفينة غصباً وأما الغلام فكان أبواهمؤمنين﴾ (الكهف:79-80) حيث قرأها: (وكان أمامهم ملك يأخذ كل سفينةغصباً وأما الغلام فكان كافراً).
قال العلماء: المقصد من القراءة الشاذة تفسير القراءة المشهورة وتبيين معانيها؛ كقراءةعائشة وحفصة قوله تعالى:﴿حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى﴾ (البقرة:238) قرأتا: (والصلاة الوسطى صلاة العصر) وقراءةابن مسعودقوله تعالى:﴿فاقطعوا أيديهما﴾(المائدة:38) قرأها: (فاقطعوا أيمانهما) وقراءةجابرقوله تعالى:﴿فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم﴾ (النور:33) قرأها: (من بعدإكراههن لهن غفور رحيم). فهذه الحروف - القراءات - وما شابهها صارت مفسِّرة للقرآن.
وقد اتفقت كلمة أهل العلم على أن ما وراء القراءات العشر التي جمعها القراء، شاذ غير متواتر، لا يجوز اعتقاد قرآنيته، ولاتصح الصلاة به، والتعبد بتلاوته، إلا أنهم قالوا: يجوز تعلُّمها وتعليمهاوتدونيها، وبيان وجهها من جهة اللغة والإعراب.
ملاحظة: إن نسبة القراءات السبعة إلى القراء السبعة إنما هي نسبة اختيار وشهرة، لا رأي وشهوة، بل اتباع للنقل والأثر، وإن القراءات مبنية على التلقي والرواية، لا على الرأي والاجتهاد، وإن جميع القراءات التي وصلت إلينا بطريق صحيح، متواتر أو مشهور، منزلة من عند الله تعالى،وموحى بها إلى النبي صلى الله عليه وسلم، لذلك وجدنا أهل العلم يحذرون منتلقي القرآن من غير طريق التلقي والسماع والمشافهة. والله الموفق والهادى إلى سواء السبيل، والحمد لله رب العالمين.
رواية حـفـــص عن عاصم
وهي أكثر الروايات انتشارا في العالم الإسلامي اليوم.
حفص : هو أبو عمرو حفص بن سليمان الأسدى الكوفي ولد سنة 90 هـ وتوفي سنة 180هـ .
عاصم : هو أبوبكر عاصم بن أبي النجود الأسدي الكوفي الإمام الراوى الثقة
وأحد القراء العشرة المشهورين. توفي سنة 127 هـ.
وقرأ عاصم الكوفي على زر بن حبيش وأبي عبدالرحمن السلمي وكلاهما على ابن مسعود وعلي بن أبي طالب وعثمان بن عفان وأبي بن كعب وزيد بن ثابت رضي الله عنهم .
آداب وسنن تلاوة القرآن الكريم
1. إخلاص النية لله وحده والبعد عن الرياء والسمعة.
عن عمران بن حصين رضي الله عنهما أنه مر على قارىء يقرأ ثم سأل فاسترجع ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :«من قرأ القرآن فليسأل الله به فإنه سيجيء أقوام يقرؤون القرآن يسألون به الناس » رواه الترمذي وقال حديث حسن، وصححه الشيخ الألباني في صحيح الترغيب والترهيب
2. الطهارة من الحدثين
3. طهارة ونظافة المكان والبدن والثياب
4. تنظيف الفم بالسواك
قال علي رضي الله عنه : إن أفواهكم طرق للقرآن فطيبوها بالسواك. رواه بن ماجة وصصحه الالباني
5. يستحب استقبال القبلة وتجوز القراءة ماشيا ومضطجعا وواقفا
قال تعاليى : ﴿الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ﴾(آل عمران 191)
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إن لكل شيء سيدا وإن سيد المجالس قبالة القبلة» رواه الطبراني بإسناد حسن، وحسنه الشيخ الألباني في صحيح الترغيب والترهيب.
6. الاستعاذة من الشيطان الرجيم
لقوله تعالى : ﴿فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ﴾ (النحل 98)
7. القراءة بخشوع قلب وسكون جوارح مع استشعار عظمة من يقرأ كلامه
لقوله تعالى: ﴿لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾ (الحشر 21)
وقوله : ﴿وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً ﴾ (الإسراء 109)
8. التدبر والتفكر في معاني الآيات التي يقرأ.
لقوله تعالى: ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾ (محمد 24)
وقوله: ﴿كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ﴾ (ص 29)
قال علي رضي الله عنه: لا خير في عبادة لا فقه فيها، ولا في قراءة لا تدبر فيها.
وقال ابن عباسرضي الله عنه: لأن أقرأ إذا زلزلت والقارعة أتدبرهما، أحب إليّ من أقرأ البقرة وآل عمران تهذيرا.
وقال ابن مسعود رضي الله عنه: من أراد علم الأولين والآخرين، فليتدبر القرآن.
وقال الحسن البصري: إن من كان قبلكم رأوا أن هذا القرآنرسائل إليهم من ربهم فكانوا يتدبرونها بالليل وينفذونها في النهار.
9. ترتيل القرآن ترتيلا وعدم هذره وأن لا يختمه في أقل من ثلاث ولا يجعل همه عند القراءة بلوغ آخر السورة.
لقوله سبحانه وتعالى : ﴿وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً﴾ (المزمل 4)
وقول رسوله صلى الله عليه وسلم : لا يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث. رواهأحمد وأبوداود والترمذي وقال حسن صحيح وابن ماجه وصححه الشيخ الالباني رحمه الله.
10. سؤال الله من رحمته عند المرور بآيات الرحمة والتعوذ من عذابه عند المرور بآيات العذاب.
عن عوف بن مالك الأشجعي قال : قمت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة فقام فقرأ سورة البقرة لا يمر بآية رحمة إلا وقف فسأل ولا يمر بآية عذاب إلا وقف فتعوذ. رواه أحمد وأبو داود والنسائي وصححه الألباني.
11. التغني بالقرآن وتحسين الصوت به
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله : ليس منا من لم يتغن بالقرآن وزاد غيره يجهر به. رواه البخاري
وعنه أيضا أن رسول صلى الله عليه وسلم قال: زينوا القرآن بأصواتكم. رواه أحمد وأبوداود والنسائي وابن ماجة وصححه الشيخ الألباني.
12. قطع القراءة آية آية
عن أم سلمة أنها ذكرت أو كلمة غيرها قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم ملك يوم الدين يقطع قراءته آية آية. رواه أبو داود وصححه الشيخ الألباني رحمه الله. وفي رواية : كان يقطع قراءته آية آية { الحمد لله رب العالمين } ثم يقف { الرحمن الرحيم } ثم يقف. صحيح وضعيف الجامع الصغير وصفة الصلاة للألباني.
13. العمل بالقرآن والإئتمار بأوامره واجتناب نواهيه والوقوف عند حدوده.
وقال ابن عمررضي الله عنهما: لقد عشنا برهة من الدهر وإن أحدنا يؤتى الإيمان قبل القرآن، وتنزل السورةفيتعلم حلالها وحرامها، وأوامرها وزواجرها، وما ينبغي أن يقف عنده منها،ولقد رأينا رجالا يؤتى أحدهم القرآن قبل الإيمان، فيقرأ ما بين فاتحةالكتاب الى خاتمته لا يدري ما آمره وما زاجره، وما ينبغي أن يقف عنده،ينثره نثر الدّقل ـ أي رديء التمر ويابسه
وقال ابن مسعود رضي الله عنه: كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يتجاوزهن حتى يعرف معانيهن والعمل بهن.
14. الاستماع والإنصات إلى قراءة غيره وعدم الإنشغال عنها
لقوله سبحانه وتعالى : ﴿وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ (الأعراف 204).
15. عدم قطع القراءة إلا لضرورة
عن جابر قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني في غزوة ذات الرقاع فأصاب رجل امرأة رجل من المشركين فحلف أن لا انتهي حتى أهريق دما في أصحاب محمد فخرج يتبع أثر النبي صلى الله عليه وسلم فنزل النبي صلى الله عليه وسلم منزلا فقال من رجل يكلؤنا فانتدب رجل من المهاجرين ورجل من الأنصار فقال كونا بفم الشعب قال فلما خرج الرجلان إلى فم الشعب اضطجع المهاجري وقام الأنصاري يصلي وأتى الرجل فلما رأى شخصه عرف أنه ربيئة للقوم فرماه بسهم فوضعه فيه فنزعه حتى رماه بثلاثة اسهم ثم ركع وسجد ثم انتبه صاحبه فلما عرف أنهم قد نذروا به هرب ولما رأى المهاجري ما بالأنصاري من الدم قال سبحان الله ألا انبهتني أول ما رمى قال: كنت في سورة أقرأها فلم أحب أن أقطعها.
16. السجود عند تلاوة أو سماع آية سجدة.
عن أبي رافع قال صليت مع أبي هريرة العتمة فقرأ إذا السماء انشقت فسجد فقلت ما هذه قال سجدت بها خلف أبي القاسم فلا أزال أسجد بها حتى ألقاه. رواه البخاري ومسلم.
عن أبي هريرة أنه قال سجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في إذا السماء انشقت واقرأ باسم ربك. رواه مسلم
عن زيد بن ثابت قال قرأت على النبي والنجم فلم يسجد فيها. رواه البخاري
عن ربيعه بن عبد الله أن عمر بن الخطاب قرأ يوم الجمعة على المنبر بسورة النحل حتى إذا جاء السجدة نزل فسجد وسجد الناس حتى إذا كانت الجمعة القابلة قرأ بها حتى إذا جاء السجدة قال يا أيها الناس إنا نمر بالسجود فمن سجد فقد أصاب ومن لم يسجد فلا إثم عليه ولم يسجد عمر وزاد نافع عن بن عمر رضي الله عنهما إن الله لم يفرض السجود إلا أن نشاء. رواه البخاري.
قال الشيخ بن باز رحمه الله : ولا تشترط له (سجود التلاوة) الطهارة في أصح قولي العلماء وليس فيه تسليم ولا تكبير عند الرفع منه في أصح قولي أهل العلم ... وسجود التلاوة في الصلاة وخارجها سنة وليس بواجب لأنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث زيد بن ثابت ما يدل على ذلك وثبت عنعمر رضي الله عنه ما يدل على ذلك أيضا ، والله ولي التوفيق . مجموع فتاوى ومقالات سماحة الشيخ ابن باز 11 / 406.
ملاحظة : حديث ابن عمر: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ علينا القرآن فإذا مر بالسجدة كبر وسجد وسجدنا. الذي رواه أبو داود والبيهقي والحاكم ضعيف كما قاله ابن حجر في التلخيص والنووي في المجموع. وضعفه الألباني وقال في تمام المنة : وقد روى جمع من الصحابة سجوده صلى الله عليه وسلم للتلاوة في كثير من الآيات في مناسبات مختلفة فلم يذكر أحد منهم تكبيره عليه السلام للسجود ولذلك نميل إلى عدم مشروعية هذا التكبير. وهو رواية عن الإمام أبي حنيفة رحمه الله. انتهى كلامه رحمه الله.
الإستعاذةقال تعالى : ﴿ فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ﴾ (النحل 98)
معناها : الالتجاء إلى الله والتحصن به من شر الشيطان الرجيم ووساوسه وهمزه ونفخه ونفثه.
صيغها: منها
- أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
- أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
- أعوذ بالله من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه
- أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه
عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول قبل القراءة أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. رواه عبد الرزاق في مصنفه وصححه الألباني في إرواء الغليل.
عن أبي سعيد الخدري قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل كبر ثم يقول : سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك ثم يقول لا إله إلا الله ثلاثا ثم يقول الله أكبر كبيرا ثلاثا أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه ثم يقرأ. رواه أبو داود والترمذي وقال الألباني صحيح.
محلها : تكون الإستعاذة قبل القراءة، وليست من القرآن.
حكمها : الندب والاستحباب عند جمهور العلماء، وذهب بعض أهل العلم إلى وجوبها لأمر الله بها في قوله : ﴿ فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ﴾ (النحل 98).
الجهر والإسرار بها :
يجهر بالاستعاذة في الحالات التالية :
- إذا كان يقرأ جهرا وهناك من يسمعه.
- في بداية الدرس
ويسر بها في الحالات التالية :
-إذا كان يقرأ في الصلاة.
-إذا كان يتدارس القرآن في جماعة ولم يكن المبتدئ بالقراءة
-إذا كان لوحده سواء أسر بالقراءة أو جهر بها.
ملاحظة : إذا عرض للقارئ عارض إضطراري قطع تلاوته كسعال أو عطاس أو تفسير لما يقرأ لم يعد التعوذ أما إذا كان العارض إختياريا كالتشاغل عن القراءة أو الكلام أو غير ذلك فإنه يعيد التعوذ.
البسملةمعناها : مصدر فعل بسمل أي قال "بسم الله" وتسمى أيضا التسمية من فعل "سمى"
صيغها: صيغة واحدة : ﴿ بسْمِ الله الرَّحمْنِ الرَّحِيمِ ﴾
محلها : قبل الشروع في القراءة. أما البسملة بين سور القرآن فاختلف العلماء فيها، فمنهم من يبسمل بين السور (عدا بين الأنفال والتوبة) ومنهم من يترك البسملة، وينبني هذا على اعتبار البسملة من القرآن أم لا.
أما بالنسبة لرواية حفص عن عاصم التي ندرسها فلا بد من البسملة بين كل سورتين ويستثنى من ذلك ما بين سورتي الأنفال وبراءة (التوبة).
حكمها : ينبني حكمها على اعتبارها من القرآن الكريم أم لا.
اتفق أهل العلم على أنها جزء من الآية 30 من سورة النمل : ﴿إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾.
واختلفوا في البسملة الواقعة أول السور إلى عدة أقوال منها:
- أن البسملة آية من كل السور سوى التوبة وعلى هذا وجب الإتيان بها بين السور.
- أنها آية مستقلة أنزلت للتبرك والفصل بين السور. وعلى هذا فهي مستحبة.
- أنها آية من أول سورة الفاتحة دون غيرها.
- أنها ليست آية من أي سورة.
لا تبدأ سورة التوبة بالبسملة.
إذا ابتدأ القارئ وسط السورة فهو مخير بين الإتيان بها أو تركهها. وذهب الجعبري إلى منعها في سورة براءة تبعا لعدم ورودها في أولها.
أوجه الإستعاذة والبسملةعند بدء كل سورة ما عدا براءة أو البدء من أواسط السور مع الإتيان بالبسملة: أربعة أوجه :
1. قطع الجميع أي قطع الإستعاذة عن البسملة وقطع البسملة عن أول السورة. (المثال الأول)
2. وصل الجميع أي وصل الاستعاذة بالبسملة ثم وصل البسملة بالسورة. (المثال الثاني)
3. وصل الأول والثاني وقطع الثاني عن الثالث أي وصل الإستعاذة بالبسملة والوقف عليها ثم البدء بأول السورة. (المثال الثالث)
4. قطع الأول ووصل الثاني عن الثالث أي قطع الإستعاذة عن البسملة ثم وصل البسملة بأول السورة. (المثال الرابع)
عند بدء سورة براءة أو البدء بأواسط السور مع اختيار عدم الإتيان بالبسملة: وجهان :
1. وصل الإستعاذة بما بعدها.
2. قطع الإستعاذة عما بعدها.
البسملة بين سورتين ما عدا بين الأنفال والتوبة : ثلاثة أوجه :
1. قطع الجميع : الوقف على آخر السورة الاولى ثم الوقف على البسملة ثم الإبتداء بأول السورة الثانية. (المثال الخامس)
2. قطع الأول ووصل الثاني عن الثالث أي الوقف على آخر السورة السابقة ثم وصل البسملة بأول السورة التالية. (المثال السادس)
3. وصل الجميع أي وصل آخر السورة الأولى بالبسملة ثم وصل البسملة بأول السورة الثانية. (المثال السابع)
ولا يجوز الوجه الرابع أي وصل آخر السورة الاولى بالبسملة ثم قطع البسملة عن السورة اللاحقة لأن محل البسملة أوائل السور وليس آخرها.
البسملة بين الأنفال والتوبة : ثلاثة أوجه :
1. وصل آخر الأنفال بأول التوبة.
2. الوقف على آخر الأنفال ثم البدء بأول التوبة (دون بسملة)
3. السكت (الوقف دون تنفس) على آخر سورة الأنفال ثم البدء بالتوبة
مُقَدِّمَةٌ1يَقُـولُ رَاجِـي رَحْمَـةِ الْغَـفُـورِدَوْمًـا سُلَيْمَـانُ هُـوَ الجَمْـزُوري2الْحَمْـدُ لـلَّـهِ مُصَلِّـيًـا عَـلَـىمُحَـمَّـدٍ وَآلــهِ وَمَــنْ تَــلاَ3وَبَعْـدُ هَــذَا النَّـظْـمُ لِلْمُـرِيـدِفِـي النُّـونِ والتَّنْوِيـنِ وَالْمُـدُودِ4سَمَّيْـتُـهُ بِتُحْـفَـةِ الأَطْـفَــالِعَنْ شَيْخِنَـا الْمِيهِـىِّ ذِي الْكَمـالِ5أَرْجُـو بِـهِ أَنْ يَنْـفَـعَ الطُّـلاَّبَـاوَالأَجْــرَ وَالْقَـبُـولَ وَالثَّـوَابَـاأَحْكَامُ النُّونِ السَّاكِنَةِ وَالتَّنْوينِ6لِلـنُّـونِ إِنْ تَسْـكُـنْ وَلِلتَّنْـوِيـنِأَرْبَـعُ أَحْـكَـامٍ فَـخُـذْ تَبْيِيـنِـي7فَـالأَوَّلُ الإظْهَـارُ قَبْـلَ أَحْـرُفِلِلْحَلْـقِ سِـتٌّ رُتِّبَـتْ فَلْتَـعْـرِفِ8هَمْـزٌ فَهَـاءٌ ثُـمَّ عَـيْـنٌ حَــاءُمُهْمَلَـتَـانِ ثُــمَّ غَـيْـنٌ خَــاءُ9والثَّـانِ إِدْغَــامٌ بِسِـتَّـةٍ أَتَــتْفِي يَرْمَلُـونَ عِنْدَهُـمْ قَـدْ ثَبَتَـتْ10لَكِنَّهَـا قِسْمَـانِ قِـسْـمٌ يُدْغَـمَـافِـيـهِ بِغُـنَّـةٍ بِيَنْـمُـو عُلِـمَـا11إِلاَّ إِذَا كَــانَ بِكِلْـمَـةٍ فَـــلاَتُدْغَـمْ كَدُنْيَـا ثُـمَّ صِنْـوَانٍ تَـلاَ12وَالثَّـانِ إِدْغَـامٌ بِغَـيْـرِ غُـنَّـهْفِـي الـلاَّمِ وَالـرَّا ثُـمَّ كَرِّرَنَّـهْ13وَالثَّالـثُ الإِقْـلاَبُ عِنْـدَ الْـبَـاءِمِيمًـا بِغُـنَّـةٍ مَــعَ الإِخْـفَـاءِ14وَالرَّابِعُ الإِخْفَـاءُ عِنْـدَ الْفَاضِـلِمِـنَ الحُـرُوفِ وَاجِـبٌ لِلْفَاضِـلِ15فِي خَمْسَةٍ مِنْ بَعْدِ عَشْـرٍ رَمْزُهَـافِي كِلْمِ هَذَا البَيْـتِ قَـد ضَّمَّنْتُهَـا16صِفْ ذَا ثَنَا كَمْ جَادَ شَخْصٌ قَدْ سَمَادُمْ طَيِّبًا زِدْ فِي تُقًى ضَـعْ ظَالِمَـاأَحْكَامُ النُّونِ وَالمِيمِ المُشَدَّدَتَيْنِ17وَغُـنَّ مِيمًـا ثُـمَّ نُونًـا شُــدِّدَاوَسَـمِّ كُـلاً حَـرْفَ غُنَّـةٍ بَــدَاأَحْكَامُ َالمِيمِ السَّاكِنَةِ18وَالمِيمُ إِنْ تَسْكُنْ تَجِي قَبْـلَ الْهِجَـالاَ أَلِـفٍ لَيِّنَـةٍ لِــذِي الْحِـجَـا19أَحْكَامُهَـا ثَلاَثَـةٌ لِـمَـنْ ضَبَـطْإِخْفَـاءٌ ادْغَـامٌ وَإِظْهَـارٌ فَـقَـطْ20فَالأَوَّلُ الإِخْفَـاءُ عِـنْـدَ الْـبَـاءِوَسَـمِّـهِ الشَّـفْـوِيَّ لِـلْـقُـرَّاءِ21وَالثَّـانِ إِدْغَـامٌ بِمِثْلِـهَـا أَتَـىوَسَمِّ إدْغَامًـا صَغِيـرًا يَـا فَتَـى22وَالثَّالِـثُ الإِظْهَـارُ فِي الْبَقِـيَّـهْمِـنْ أَحْـرُفٍ وَسَمِّهَـا شَفْـوِيَّـهْ23وَاحْذَرْ لَدَى وَاوٍ وَفَـا أَنْ تَخْتَفِـيلِقُرْبِـهَـا وَلاتِّـحَـادِ فَـاعْـرِفِحُكْمُ لامِ ألْ وَلامِ الْفِعْلِ24لِـلاَمِ أَلْ حَـالاَنِ قَبْـلَ الأَحْـرُفِأُولاَهُمَـا إِظْهَـارُهَـا فَلْتَـعْـرِفِ25قَبْلَ ارْبَعٍ مَعْ عَشْـرَةٍ خُـذْ عِلْمَـهُمِنِ ابْـغِ حَجَّـكَ وَخَـفْ عَقِيمَـهُ26ثَانِيهِمَـا إِدْغَامُهَـا فِـي أَرْبَــعِوَعَشْـرَةٍ أَيْضًـا وَرَمْزَهَـا فَـعِ27طِبْ ثُمَّ صِلْ رُحْمًا تَفُزْ ضِفْ ذَا نِعَمْدَعْ سُوءَ ظَـنٍّ زُرْ شَرِيفًـا لِلْكَرَمْ28وَاللاَّمُ الاُولَـى سَمِّهَـا قَمَـرِيَّـهْوَاللاَّمَ الاُخْـرَى سَمِّهَـا شَمْسِيَّـهْ29وأظْهِـرَنَّ لاَمَ فِـعْـلٍ مُطْلَـقَـافِي نَحْوِ قُلْ نَعَـمْ وَقُلْنَـا وَالْتَقَـىفي المِثْلَيْنِ وَالمُتَقَارِبَيْنِ وَالمُتَجَانِسَيْنِ30إِنْ فِي الصِّفَاتِ وَالمَخَـارِجِ اتَّفَـقْحَرْفَـانِ فَالْمِثْـلاَنِ فِيهِمَـا أَحَـقْ31وَإِنْ يَكُونَـا مَخْـرَجًـا تَقَـارَبَـاوَفِـي الصِّفَـاتِ اخْتَلَفَـا يُلَقَّـبَـا32مُتَقَارِبَـيْـنِ أَوْ يَكُونَـا اتَّـفَـقَـافِي مَخْـرَجٍ دُونَ الصِّفَـاتِ حُقِّقَـا33بِالْمُتَجَانِسَـيْـنِ ثُـمَّ إِنْ سَـكَـنْأَوَّلُ كُــلٍّ فَالصَّغِـيـرَ سَمِّـيَـنْ34أَوْ حُرِّكَ الحَرْفَانِ فِي كُـلٍّ فَقُـلْكُـلٌّ كَبِيـرٌ وافْهَمَـنْـهُ بِالْمُـثُـلْأقْسَامُ المَدِّ35وَالْمَـدُّ أَصْلِـيٌّ وَ فَرْعِـيٌّ لَــهُوَسَــمِّ أَوَّلاً طَبِيعِـيًّـا وَهُـــو36مَا لاَ تَوَقُّـفٌ لَـهُ عَلَـى سَبَـبْوَلا بِدُونِـهِ الحُـرُوفُ تُجْتَـلَـبْ37بلْ أَيُّ حَرْفٍ غَيْرُ هَمْزٍ أَوْ سُكُونْجَا بَعْـدَ مَـدٍّ فَالطَّبِيعِـيَّ يَكُـونْ38وَالآخَرُ الْفَرْعِـيُّ مَوْقُوفٌ عَلَـىسَبَبْ كَهَمْـزٍ أَوْ سُكُـونٍ مُسْجَـلا39حُـرُوفُـهُ ثَـلاَثَـةٌ فَعِـيـهَـامِنْ لَفْظِ وَايٍ وَهْيَ فِـي نُوحِيهَـا40وَالكَسْرُ قَبْلَ الْيَا وَقَبْلَ الْواوِ ضَـمْشَرْطٌ وَفَتْـحٌ قَبْـلَ أَلْـفٍ يُلْتَـزَمْ41وَاللِّيـنُ مِنْهَـا الْيَا وَوَاوٌ سُكِّـنَـاإِنِ انْفِتَـاحٌ قَبْـلَ كُـلٍّ أُعْلِـنَـاأَحْكَامُ َالمَدِّ42لِلْمَـدِّ أَحْـكَـامٌ ثَـلاَثَـةٌ تَـدُومْوَهْيَ الْوُجُوبُ وَالْجَوَازُ وَاللُّـزُومْ43فَوَاجِبٌ إِنْ جَاءَ هَمْـزٌ بَعْـدَ مَـدْفِـي كِلْمَـةٍ وَذَا بِمُتَّصِـلٍ يُـعَـدْ44وَجَائِـزٌ مَـدٌّ وَقَصْـرٌ إِنْ فُصِلْكُـلٌّ بِكِلْمَـةٍ وَهَـذَا المُنْفَـصِـلْ45وَمِثْـلُ ذَا إِنْ عَرَضَ السُّـكُـونُوَقْـفًـا كَتَعْلَـمُـونَ نَسْتَـعِـيـنُ46أَوْ قُـدِّمَ الْهَمْـزُ عَلَى المَـدِّ وَذَابَـدَلْ كَآمَـنُـوا وَإِيمَـانًـا خُـذَا47وَلاَزِمٌ إِنِ الـسُّـكُـونُ أُصِّـلاَوَصْـلاً وَوَقْفًـا بَعْـدَ مَـدٍّ طُوِّلاَأقْسَامُ المَدِّ الَّلازِمِ48أَقْـسَـامُ لاَزِمٍ لَدَيْـهِـمْ أَرْبَـعَـهْوَتِلْكَ كِلْمِـيٌّ وَحَـرْفِـيٌّ مَـعَـهْ49كِلاَهُمَـا مُـخَـفَّـفٌ مُـثَـقَّـلُفَـهَــذِهِ أَرْبَـعَــةٌ تُـفَـصَّـلُ50فَإِنْ بِكِلْمَـةٍ سُـكُـونٌ اجْتَـمَـعْمَعْ حَرْفِ مَدٍّ فَهْـوَ كِلْمِـيٌّ وَقَـعْ51أَوْ فِي ثُلاَثِـيِّ الحُـرُوفِ وُجِـدَاوَالمَـدُّ وَسْطُـهُ فَحَـرْفِـيٌّ بَــدَا52كِلاَهُـمَـا مُثَـقَّـلٌ إِنْ أُدْغِـمَـامَخَفَّـفٌ كُـلٌّ إِذَا لَــمْ يُدْغَـمَـا53وَاللاَّزِمُ الْحَرْفِـيُّ أَوَّلَ الـسُّـوَرْوُجُـودُهُ وَفِـي ثَمَـانٍ انْحَـصَـرْ54يَجْمَعُهَا حُرُوفُ كَمْ عَسَـلْ نَقَـصْوَعَيْنُ ذُو وَجْهَيْنِ والطُّولُ أَخَـصْ55وَمَا سِوَى الحَرْفِ الثُّلاَثِي لاَ أَلِـفْفَـمَـدُّهُ مَـدًّا طَبِيعِـيًّـا أُلِــفْ56وَذَاكَ أَيْضًا فِـي فَوَاتِـحِ السُّـوَرْفِي لَفْظِ حَيٍّ طَاهِـرٍ قَـدِ انْحَصَـرْ57وَيَجْمَـعُ الْفَوَاتِـحَ الأَرْبَعْ عَشَـرْصِلْهُ سُحَيْرًا مَنْ قَطَعْكَ ذَا اشْتَهَـرْخَاتِمَةٌ58وَتَـمَّ ذَا النَّـظْـمُ بِحَـمْـدِ اللَّهِعَلَـى تَمَـامِـهِ بِــلاَ تَنَـاهِـي59أَبْيَاتُـهُ نَـدٌّ بَـداَ لِــذِ النُّـهَـىتَارِيخُهَـا بُشْـرَى لِمَـنْ يُتْقِنُـهَـا60ثُـمَّ الصَّـلاَةُ وَالـسَّـلاَمُ أَبَــدَاعَلَـى خِتَـامِ الأَنْبِـيَـاءِ أَحْـمَـدَا61وَالآلِ وَالصَّحْـبِ وَكُـلِّ تَـابِـعِوَكُـلِّ قَــارِئٍ وكُـلِّ سَـامِـعِ
تحميل متن التحفة كاملا من هنا
وفى الختام
أرجو أن يكون الشرح مفهوماً
وأنتظر أى ملاحظة أو سؤال
فالدروس منكم وإليكم
واتوجه بالشكر لميس هولمز على فواصلها الرائعة
المفضلات