يا قوم لا يثرب بعضكم على بعض ، فمقصدكم واحدٌ وإن اختلفَ اللبوسُ ، والعبرةُ بالمقاصدِ والمعاني لا بالألفاظ والمباني ، وحسنُ الظنِّ واجبٌ فيما لا يقومُ بالحتم ، إذا أن الجازمَ في مقامِ الظنِّ خاطئ ومثلُهُ عكسهُ
رأيتكم تقولون " القضاءُ والقدرُ حتم ، والأخذ بالسبب واجب " وأجزمُ بأنَّكم كلكم مجمعون على هذا فلا تختلفوا بارك الله فيكم

فمن غلَّب القدرَ في كلامه لم يغفل السببَ من مرامه ، ومن أسهب في السببِ بيانُهُ لم ينقضِ القَدرَ إيمانُه ، ولكنْ هو الشيطان أراكم مالم يكن ، وأوقد على مراجلِ الصدور حتى غلت وفاحت فصارَ الكساءُ مسبلاً عن الحقيقةِ ، وغدا الكلامُ مورياً عمَّا وراءه ..

فأقلو رعاكم الله من الجدل واقصدوا بيتاً بربض الجنة إن أردتم وليكن الكلام عاماً شاملاً ، حتى لا تبزَّ من النفوس شرارة فيقدحُ في حسنِ المقصدِ الانتصارُ للنفس ..
وفقكم اللهُ وأعانكم