السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه .. ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا .. من يهده الله فلا مضل له .. ومن يضلل فلا هادي له .. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .. وأن سيدنا محمدًا - صلى الله عليه وآله وصحبه والذين اتبعوهم بإحسان وسلم - عبدُه ورسولُه ..
أما بعد ..
فأكتب هذا - مستعينًا بالله مستنيرًا بنوره - بعد أن هاج الملاذ بمن فيه وماج .. وورث من الواقع الهرج والمرج ..
وآل الحال إلى هذه الحال ..
النقطة الأولى : لماذا الملاذ خاصةً دون غيره من المواضيع ؟
الملاذ جُعِل لما يدور بالخاطر ويشتغل به الخاطر .. وحينما كان الإنسان منا يعيش بطبيعة الحال متفاعلاً مع محيطه ومستجدات أمور السياسة وغيرها .. كان من المقبول منطقيًّا الحديث عنها - مستجدات الأمور - وعن الخواطر الدائرة حولها في الملاذ الذي جُعِل لأجل الخواطر ..
وذلك بعد أن فُصِل ملاذ الذكور عن ملاذ الإناث .. وأصبح كل شقٍّ من الشقّين متلبسًا بصفات أهله - بصفة عامة - .. وربما لو كان الملاذ موحّدًا لما أضحى كما أضحى هنا .. إذ سيكون مملوءًا باتجاهات أخرى غير سياسية ولا فكرية ... إلخ .. فلن تكون للمواضيع المطروحة في ملاذ الذّكور أثرها الساحق في الموضوع - كما هو الآن - ..
النقطة الثانية : لماذا رفض هذا الواقع ؟
الملاذ له هدف كُرّر عشرات المرات هنا وهناك .. وليرجع من أراد ليتأكد منه في أول كل ملاذ جماعيّ أو فرديّ ..
وهدفه بائن بونًا شاسعًا عمّا صار إليه ..
ثُم هذه المواضيع المطروحة في ملاذ الذكور - بالطريقة التي طرحت بها - حاليًّا لها أماكن أخرى غير هذا ..
وليس من اللائق أن نحوّل الملاذ لغير هدفِه - ما دام هدفه ليس خاطئًا ولا ظالمًا - لأجل بعض الطوارئ ..
ولستُ أعني أنّ الكلام الذي طُرح هناك كان خاطئًا أو غير حق أو ليس صحيحًا .. وإنّما له مكانٌ آخر .. وهو بالطريقة التي طرح بها في الملاذ غير مناسبٍ أبدًا .. فهو أحرى بمواضيع النقاشات وما إليها .. فطريقة الملاذ تقتضي عدم الرّد وعدم التناقش .. وبعض الأمور تحتاج إلى أخذ وردّ .. فإذا وُضِعَت في الملاذ كانت مستفزَّةً للمخالف بحد ذاتها .. على شعوره بالعجز عن الرّدّ .. فإذا انقلب الأمر إلى أخذ وردّ .. لم يصبح هناك ملاذ .. بل هناك ندوةٌ سياسية - اجتماعية - اقتصادية ... إلخ ..
النقطة الثالثة : البدائل :
سيُغلق ملاذ الذكور إن شاء الله ..
وبعد ..
إما أن يكفّ من خالف أهداف الملاذ عن ذلك انتهاء نهائيًّا ..
أو أن يُنشَأ موضوع كالديوان .. يكون محطًّا لأفكار الأعضاء وآرائهم حول واقع الأمّة وما إلى ذلك .. ويُخصَّص لهذا الأمر ..
أو أن يُنشِئ كل عضو مدوّنةً يضع فيها ما يستجدّ من خواطره ورؤاه كما يُريد .. وحتى لو كان ذلك .. فلا يليق به الاعتداء على آراء لا توافقه أو رؤًى لا تطابق رؤاه .. أو التّعرض لذلك بأسلوب منفّر عن الحقّ في أحيان ..
وذلك أولى مما صار إليه الأمر في ملاذ الذّكور ..
وأنا لم أطرح هذا لأتلقّى التصويتات أو معرفة المؤيد الأكبر لأيّ من تلك البدائل .. بقدر ما أردت أن يُختار الأصلح الأحسن قل مؤيدوه أم كثروا .. " لاَّ يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ " ( المائدة-100) ( لم أذكر الآية لطرح الواقع عليها .. وإنّما هي قاعدة عامة اقتضت حكمة الله وحقه أن توجد أبدًا في كل مكان ) ..
النقطة الرابعة : ذكرى عامة لكل من أراد :
.:|:. ربما تكون محقًّا في رأيك .. ولكن طريقة عرضك لرأيك قد تجعلك مُبطِلاً ..
.:|:. أبلغ نصيحة : " خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ " ( الأعراف-19 ) ..
.:|:. الخلاف بين الإخوة في الله - على الأخص - لا يفسد للود قضية .. وكونُك مصيبًا بين المختلفين لا يجعل في يدك هراوة تدكّ بها رؤوس بقية المختلفين .. ولا يجعلك تسخط عليهم وتثور عليهم كما تشاء .. بل سفير رحمة لهم .. " وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ " ( الأنبياء-107 ) ..
.:|:. الذي ما ينطق عن الهوى .. إن هو إلا وحي يوحى .. فهو إن اختلف البشر أجمعون - على حق .. وإن رءا كل فرد من العالمين رأيًا - كان هو على الحق .. أنزل الله - سبحانه وبحمده - في حقه : " فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ " ( آل عمران-159 ) ..
تذكروا ما وصى الله - عز وجل - نبيَّه - صلى الله عليه وسلم - بأن يدعوَ به :
" وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَاناً نَّصِيراً " ( الإسراء-80 )
والحمد لله رب العالمين .. وصلى الله وسلم وبارك وزاد من كرامته على حبيبنا حبيب الله سيدنا محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه والذين اتبعوهم بإحسان إلى يوم الدين .. ومن سار على ملتهم ..
تقبّلوا أخوّتي الصادقة وحبي في الله..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
..
رد مع اقتباس

المفضلات