وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

في الواقع، أشكرك على الموضوع "الشجاع" وهذا أقل وصف في حقه صراحةً، فجزاكِ الله ألف خير أختي الكريمة.

ما سأطرحه سيكون شيئين اثنين: 1) من ناحية الشرع. 2) العقل.

1- الناحية الشرعية:
أولاً، أنا لستُ بالشخص الكفؤ (ولا الجميع) في الافتاء بالشرعية كوننا لسنا علماءَ.

المفتي العام للملكة العربية السعودية (أكثر دولة تطبيقاً للشريعة) الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، أفتى بأن هذه المظاهرات "غير جائزة" وأنها فتنة وخطط لتفكيك الأمة.

هذا بدوره كافٍ على ما أظن، لأنه لا يوجد أحد بكفاءة المفتي ليفتي لنا بالعكس!

حسنٌ، الحجاج بن يوسف .. أظن أن الأغلب يعرفه، هل يظن أحدكم أن هناك حاكم أظلم منه، أبطش منه، أكثر دكتاتوريةً منه؟ قتّل الصحابة، الصحاااابة وهدم "الكعبة المشرفة" وسفّك دماء المسلمين، حبس نصف الأمة في السجون، أخرج الرجال من بعد الجمعة دون أن يعودوا لبيوتهم حتى، وذلك ليغزوا بهم!!!

أجتمع المسلمون على "أنس بن مالك" الصحابي الجليل رضوان الله عليه، من أقرب الأشخاص للنبي كونه خادمه صلى الله عليه وسلم.

قالوا له: أنخرج. فقال: لا خروج على الوالي.
أعتقد أنها كلمة غير مبهمة، ولا أظن أن هناك أنس بن مالك آخر بيننا ليثبت لنا العكس كذلك.

سأكتفي بهذا.


ثانياً، الناحية العقلية: أنا إنسان، لي حياة، لي طموحات، لي أحلام، لي أقارب، لي أهداف .. لي ما لا أستطيع حصره. نعم.

أنا مثل أي شخص، وهذا يعني أن أي شخص يملك أيضاً ما يخصه، فلماذا يموت ليتحرر أشخاص غيره، هل يفقد كل ما يملك ليستمر الآخرون؟! أي عقل يبيح ذلك!! هل نقوم بمثل هذه الفتنة التي يذهب المئات (الذي كل شخص منهم يملك الكثير) ضحايا. ينتهي كل شيء لهم.

حسنٌ، أنا لا أخطط أن أموت إلا إن كان في سبيل الله كون كل شيء لي سيتحقق بإذن الله في جنة الله تعالى. لكن هذا ليس جهاد. فلماذا أخسر كل شيء. لماذا هذه الفتنة!!!

الكل سيرد علي "هؤلاء قتّلوا كذلك من الجبابرة" نعم قتلوا ولكن الله سينتقم لهم الله ويعوضهم، إضافة إلا أن قتل الجبابرة يتم لأسباب يمكن لأي شخص تجنبها، وحتى إن كان السبب الإسلام (ولا أظن الجبابرة يقتلون لذلك السبب) فالإسلام اعتَبر من يكفر خضوعاً وخوفاً من جبّار لا يعتبر كافراً.

أما أن أسبب فتنة وأقتل فيها، والعلماء قالوا إنها لا تجوز، فقد خسرت دنياي والله أعلم ما سيحدث بالآخرة.

من جهة، أخرى .. من هو برأيكم الذي يشاهد هذه المسرحية والبسمة تشقّ وجهه، وياكل "فشار" و(حاط رجل على رجل)؟؟

جزاكِ الله خيراً، أتمنى أني لم أطل. وهذا صراحةً شيء قليل مما بجعبتي، أتمنى ألا أكون مثقلاً.

وأخيراً، الحكام جبابرة، نعم. أنا أقر بذلك وأدعي عليهم، نعم. لكن لا يجوز الخرووووج عليهم وإشعال الفتن في كل مكان ليذهب القتلى. أمرٌ يفجع!!!

عموماً، أول وآخر رد لي في السياسة إن شاء الله. كنت أحتفظ بآرائي دائماً، لكن من يشاهد شجاعتك يظن أنه مقصّر.