يحدث ابن الجوزي ـ رحمه الله ـ في كتابه صيد الخاطر بأنه أصيب ببلية من البلايا
فدعا الله أن يكشف هذه البلية فتأخرت الإجابة !!
فيقول ابن الجوزي، قلت في نفسي : وهذه أيضاً من البلايا ـ أي تأخير الإجابة ـ ثم قال لنفسه :
سكني من هذه النازلة ..
فقال : ثبت في البرهان أن الله تعالى مالك الملك والتصرف في المنع والعطاء فلا وجه للإعتراض ..
والثاني : أنه قد يكون التأخير مصلحة والإستعجال مضرة ..
الثالث : أنه قد ثبتت حكمته بالأدلة القاطعة فربما رأيت الشيء مصلحة والحق أن الحكمة لاتقتضيه وقد تختفي الحكمة أحياناً ..
الرابع : أنه قد يكون منع الإجابة لآفة فيك فربما في مأكولك شبهة أوقلبك غافل ..
الخامس : ربما يكون في المطلوب زيادة إثم أو تأخير مرتبة خير فكان المنع أصلح ..
السادس : ربما كان فقد ماتفقده سبب في الإنشغال به عن المسؤول ..
وإذا تدبرت هذه الأشياء تشاغلت بما هو أنفع لك من حصول مافاتك
من رفع الخلل أواعتذار من ذلك أو وقوف على الباب إلى رب الأرباب ..
صيد الخاطر لابن الجوزي رحمه الله




المفضلات