[موسوعة] ::< موسوعة الأدباء والشعراء العرب >::

[ منتدى اللغة العربية ]


النتائج 1 إلى 20 من 30

العرض المتطور

  1. #1

    الصورة الرمزية معتزة بديني

    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    المـشـــاركــات
    5,036
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ::< موسوعة الأدباء والشعراء العرب >::

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة rafail مشاهدة المشاركة
    وعليكم السلام ورحمه الله وبركانه
    .

    لى عوده باذن الله
    جزاك الله خيراً علي المرور
    وفي إنتظار العودة إن شاء الله
    دمت في أمان الله

  2. #2

    الصورة الرمزية معتزة بديني

    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    المـشـــاركــات
    5,036
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ::< موسوعة الأدباء والشعراء العرب >::

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وميض الأمل96 مشاهدة المشاركة
    جميل جدا..بإذن الله سيكون لي عودة

    وميض..
    شكرا لكِ أخية
    وفي إنتظار عودتك
    في امان الله

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة [ اللــيـــث ] مشاهدة المشاركة
    وعليكمـ السلامـ ورحمة الله وبركاتهـ
    بارك الله فيكـِ وباركـَ فـي الموضوع الرائع ...
    لا بد لنا أن نعرف عـن شعراء العصور [~ وخاصة العصر الاسلامي ~]
    .. لــنــا عــودة بإذنه تعالى ..~
    جزاك الله خيراً
    بإذن الله سنتناول العصور كلها بإذن الله
    في انتظار عودتك ، وشكرا على مرورك
    في رعاية الله

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شينتشي كودو.. مشاهدة المشاركة
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    أعجبتني فكرة هذا الموضوع
    وأحببت أن أقدم هذه المشاركة
    عن شاعر أحببته بكل صراحة
    ألا وهو:...
    امرؤ القيس


    ختماً:
    أرجو أن أكون قد أفتدكم
    واعذروني على عدم التنسيق الجيد للمشاركة لأنني على عجلة من أمري
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    تحياتي للجميع
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    جزاك الله خيرا على مرورك وإضافتك
    لا عليك فالمشاركة جيدة بارك الله فيك
    شكرا لك ، وفي أمان الله

  3. #3

    الصورة الرمزية Un-Lock

    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    المـشـــاركــات
    159
    الــــدولــــــــة
    الامارات
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: ::< موسوعة الأدباء والشعراء العرب >::

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    تسلمين على الموضوع الجميل وبالتوفيق إن شاء الله
    وهذي مشاركة بسيطة
    لابن زيدون

    ولد الشاعر "أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أحمد بن غالب بن زيد
    المخزومي" سنة 394هـ= 1003م بالرصافة من ضواحي قرطبة، وهي الضاحية التي أنشأها "عبد الرحمن الداخل" بقرطبة، واتخذها متنزهًا له ومقرًا لحكمه، ونقل إليها النباتات والأشجار النادرة، وشق فيها الجداول البديعة حتى صارت مضرب الأمثال في الروعة والجمال، وتغنّى بها الكثير من الشعراء.
    وفي هذا الجو الرائع والطبيعة البديعة الخلابة نشأ ابن زيدون؛ فتفتحت عيناه على تلك المناظر الساحرة والطبيعة الجميلة، وتشربت روحه بذلك الجمال الساحر، وتفتحت مشاعره، ونمت ملكاته الشاعرية والأدبية في هذا الجو الرائع البديع.
    وينتمي "ابن زيدون" إلى قبيلة "
    بني مخزوم" العربية، التي كانت لها مكانة عظيمة في الجاهلية و الإسلام، وعرفت بالفروسية والشجاعة.
    وكان والده من فقهاء "قرطبة" وأعلامها المعدودين، كما كان ضليعًا في علوم اللغة العربية، بصيرًا بفنون الأدب، على قدر وافر من الثقافة والعلم.
    أما جده لأمة "محمد بن محمد بن إبراهيم بن سعيد القيسي" فكان من العلماء البارزين في عصره، وكان شديد العناية بالعلوم، وقد تولى القضاء بمدينة "سالم"، ثم تولى أحكام الشرطة في
    قرطبة. أحمد بن عبد الله بن أحمد بن غالب بن زيدون المخزومي الأندلسي، أبو الوليد المعروف بـابن زيدون (394هـ-ولد الشاعر "أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أحمد بن غالب بن زيد المخزومي" سنة [394هـ= 1003م] بالرصافة من ضواحي قرطبة، وهي الضاحية التي أنشأها "عبد الرحمن الداخل" بقرطبة، واتخذها متنزهًا له ومقرًا لحكمه، ونقل إليها النباتات والأشجار النادرة، وشق فيها الجداول البديعة حتى صارت مضرب الأمثال في الروعة والجمال، وتغنّى بها الكثير من الشعراء.
    وفي هذا الجو الرائع والطبيعة البديعة الخلابة نشأ ابن زيدون؛ فتفتحت عيناه على تلك المناظر الساحرة والطبيعة الجميلة، وتشربت روحه بذلك الجمال الساحر، وتفتحت مشاعره، ونمت ملكاته الشاعرية والأدبية في هذا الجو الرائع البديع.
    وينتمي "ابن زيدون" إلى قبيلة "بني مخزوم" العربية، التي كانت لها مكانة عظيمة في الجاهلية والإسلام، وعرفت بالفروسية والشجاعة.
    وكان والده من فقهاء "قرطبة" وأعلامها المعدودين، كما كان ضليعًا في علوم اللغة العربية، بصيرًا بفنون الأدب، على قدر وافر من الثقافة والعلم.
    أما جده لأمة "محمد بن محمد بن إبراهيم بن سعيد القيسي" فكان من العلماء البارزين في عصره، وكان شديد العناية بالعلوم، وقد تولى القضاء بمدينة "سالم"، ثم تولى أحكام الشرطة في "
    قرطبة".



    كفالة الجد
    وما كاد "ابن زيدون" يبلغ الحادية عشرة من عمره حتى فقد أباه، فتولى جده تربيته، وكان ذا حزم وصرامة، وقد انعكس ذلك على أسلوب تربيته لحفيده، وهو ما جنبه مزالق الانحراف والسقوط التي قد يتعرض لها الأيتام من ذوي الثراء.
    واهتم الجد بتربية حفيده وتنشئته تنشئة صحيحة وتعليمه العربية والقرآن والنحو والشعر والأدب، إلى غير ذلك من العلوم التي يدرسها عادةً الناشئة، ويقبل عليها الدارسون.
    وتهيأت لابن زيدون -منذ الصغر- عوامل التفوق والنبوغ، فقد كان ينتمي إلى أسرة واسعة الثراء، ويتمتع بالرعاية الواعية من جده وأصدقاء أبيه، ويعيش في مستوى اجتماعي وثقافي رفيع، فضلا عما حباه الله به من ذكاء ونبوغ، وما فطره عليه من حب للعلم والشعر وفنون الأدب.



    ابن زيدون متعلمًا
    ومما لا شك فيه أن "ابن زيدون" تلقى ثقافته الواسعة وحصيلته اللغوية والأدبية على عدد كبير من علماء عصره وأعلام الفكر والأدب في الأندلس، في مقدمتهم أبوه وجده، ومنهم كذلك "أبو بكر مسلم بن أحمد بن أفلح" النحوي المتوفى سنة 433هـ=1042م وكان رجلاً متدينًا، وافر الحظ من العلم والعقيدة، سالكًا فيها طريق أهل السنة، له باع كبير في العربية ورواية الشعر.
    كما اتصل "ابن زيدون" بكثير من أعلام عصره وأدبائه المشاهير، فتوطدت علاقته -في سن مبكرة- بأبي الوليد بن جَهْور الذي كان قد ولي العهد ثم صار حاكمًا، وكان حافظًا للقرآن الكريم مجيدًا للتلاوة، يهتم بسماع العلم من الشيوخ والرواية عنهم، وقد امتدت هذه الصداقة بينهما حتى جاوز الخمسين، وتوثقت علاقته كذلك بأبي بكر بن ذَكْوان الذي ولي منصب الوزارة، وعرف بالعلم والعفة والفضل، ثم تولى القضاء بقربة فكان مثالا للحزم والعدل، فأظهر الحق ونصر المظلوم، وردع الظالم.



    وزيرًا
    كان "ابن زيدون" من الصفوة المرموقة من شباب قرطبة؛ ومن ثم فقد كان من الطبيعي أن يشارك في سير الأحداث التي تمر بها.
    وقد ساهم "ابن زيدون" بدور رئيسي في إلغاء الخلافة الأموية بقرطبة، كما شارك في تأسيس حكومة جَهْوَرِيّة بزعامة "ابن جهور"، وإن كان لم يشارك في ذلك بالسيف والقتال، وإنما كان له دور رئيسي في توجيه السياسة وتحريك الجماهير، وذلك باعتباره شاعرًا ذائع الصيت، وأحد أعلام "قرطبة" ومن أبرز أدبائها المعروفين، فسخر جاهه وثراءه وبيانه في التأثير في الجماهير، وتوجيه الرأي العام وتحريك الناس نحو الوجهة التي يريدها.
    وحظي "ابن زيدون" بمنصب الوزارة في دولة "ابن جهور"، واعتمد عليه الحاكم الجديد في السفارة بينه وبين الملوك المجاورين، إلا أن "ابن زيدون" لم يقنع بأن يكون ظلا للحاكم، واستغل أعداء الشاعر ومنافسوه هذا الغرور منه وميله إلى التحرر والتهور فأوغروا عليه صدر صديقه القديم، ونجحوا في الوقيعة بينهما، حتى انتهت العلاقة بين الشاعر والأمير إلى مصيرها المحتوم.



    ابن زيدون وولادة
    كان ابن زيدون شاعرًا مبدعًا مرهف الإحساس، وقد حركت هذه الشاعرية فيه زهرة من زهرات البيت الأموي، وابنة أحد الخلفاء الأمويين، وهي "ولادة بنت المستكفي"، وكانت شاعرة أديبة، جميلة الشكل، شريفة الأصل، عريقة الحسب، وقد وصفت بأنها "نادرة زمانها ظرفًا وحسنًا وأدبًا".
    وأثنى عليها كثير من معاصريها من الأدباء والشعراء، وأجمعوا على فصاحتها ونباهتها، وسرعة بديهتها، وموهبتها الشعرية الفائقة، فقال عنها "الصنبي": "إنها أديبة شاعرة جزلة القول، مطبوعة الشعر، تساجل الأدباء، وتفوق البرعاء".
    وبعد سقوط الخلافة الأموية في "الأندلس" فتحت ولادة أبواب قصرها للأدباء والشعراء والعظماء، وجعلت منه منتديًا أدبيًا، وصالونًا ثقافيًا، فتهافت على ندوتها الشعراء والوزراء مأخوذين ببيانها الساحر وعلمها الغزير.
    وكان "ابن زيدون" واحدًا من أبرز الأدباء والشعراء الذين ارتادوا ندوتها، وتنافسوا في التودد إليها، ومنهم "أبو عبد الله بن القلاس"، و"أبو عامر بن عبدوس" اللذان كانا من أشد منافسي ابن زيدون في حبها، وقد هجاهما "ابن زيدون" بقصائد لاذعة، فانسحب "ابن القلاسي"، ولكن "ابن عبدوس" غالى في التودد إليها، وأرسل لها برسالة يستميلها إليه، فلما علم "ابن زيدون" كتب إليه رسالة على لسان "ولادة" وهي المعروفة بالرسالة الهزلية، التي سخر منه فيها، وجعله أضحوكة على كل لسان، وهو ما أثار حفيظته على "ابن زيدون"؛ فصرف جهده إلى تأليب الأمير عليه حتى سجنه، وأصبح الطريق خاليًا أمام "ابن عبدوس" ليسترد مودة "ولادة".



    الفرار من السجن
    قام ابن زيدون بإنشاد العديد من القصائد الشعرية والتي قام في بعض منها باستعطاف ابن جهور ليفرج عنه مما قاله:



    [TABLE="align: center"]
    [TR]
    [TD]مَـن يَسأَلِ الناسَ عَـن حالي فَشاهِدُهـا
    مَـحضُ الـعِيانِ الَّـذي يُـغني عَـنِ الـخَبَــرِ
    لَـــم تَــطـوِ بُـــردَ شَـبـابـي كَــبـرَةٌ وَأَرى
    بَرقَ المَشيبِ اِعتَلى في عارِضِ الشَـعَرِ
    قَــبـلَ الـثَـلاثـينَ إِذ عَــهـدُ الـصِـبا كَـثَــبٌ
    وَلِـلـشَـبـيبَةِ غُــصــنٌ غَــيــرُ مُـهــتَــصِــرِ
    هـــا إِنَّـهـا لَـوعَـةٌ فــي الـصَـدرِ قـــادِحَـةٌ
    نـــارَ الأَســى وَمَـشـيبي طـائِـرُ الـشَــرَرِ
    لا يُـهـنَىءِ الـشــامِتَ الـمُـرتاحَ خـــاطِـرُهُ
    أَنّـــي مُـعَـنّـى الأَمـانـي ضــائِـعُ الـخَــطَرِ
    هَـــلِ الـــرِيــاحُ بِـنَـجـمِ الأَرضِ عــاصِــفَـةٌ
    أَمِ الـكُـسـوفُ لِـغَـيرِ الـشَــمسِ وَالـقَــمَرِ
    إِن طـالَ فـي الـسِجنِ إيداعي فَلا عَجَبٌ
    قَــد يـــودَعُ الـجَـفنَ حَـــدُّ الـصارِمِ الــذَكَرِ
    وَإِن يُـثَـبِّـط أَبــــا الــحَـزمِ الــرِضـى قَـــدَرٌ
    عَـن كَـشفِ ضُـرّي فَـلا عَتَبٌ عَلـى القَدَرِ
    مــــا لِـلـذُنـوبِ الَّــتـي جــانـي كَـبـائِـرِها
    غَـــيــري يُـحَـمِّــلُــنــي أَوزارَهــــــا وَزَري
    مَـــن لَــــم أَزَل مِـــن تَـأَنّـيهِ عَـلـى ثِـقَـةٍ
    وَلَـــم أَبِـــت مِـــن تَـجَـنّـيهِ عَــلـى حَــذَرِ

    [/TD]
    [/TR]
    [/TABLE]







    وعندما لم تفلح رسائل وتوسلات ابن زيدون قام بالفرار من سجنه قاصداً اشبيلية، وما لبث الأمير أن عفا عنه، فعاد إلى "قرطبة" وبالغ في التودد إلى "ولادة"، ولكن العلاقة بينهما لم تعد أبدًا إلى سالف ما كانت عليه من قبل، وإن ظل ابن زيدون يذكرها في أشعاره، ويردد اسمها طوال حياته في قصائده.
    ولم تمض بضعة أشهر حتى توفي الأمير، وتولى ابنه "أبو الوليد بن جمهور" صديق الشاعر الحميم، فبدأت صفحة جديدة من حياة الشاعر، ينعم فيها بالحرية والحظوة والمكانة الرفعية.
    ولكن خصوم الشاعر ومنافسيه لم يكفوا عن ملاحقته بالوشايات والفتن والدسائس حتى اضطر الشاعر ـ في النهاية ـ إلى مغادرة "قرطبة" إلى "إشبيلية" وأحسن "المعتضد بن عباد" إليه وقربه، وجعله من خواصه وجلسائه، وأكرمه وغمره بحفاوته وبره.



    في إشبيلية
    واستطاع "ابن زيدون" بما حباه الله من ذكاء ونبوغ أن يأخذ مكانة بارزة في بلاط "المعتضد"، حتى أصبح المستشار الأول للأمير، وعهد إليه "المعتضد"، بالسفارة بينه وبين أمراء الطوائف في الأمور الجليلة والسفارات المهمة، ثم جعله كبيرًا لوزرائه، ولكن "ابن زيدون" كان يتطلع إلى أن يتقلد الكتابة وهي من أهم مناصب الدولة وأخطرها، وظل يسعى للفوز بهذا المنصب ولا يألو جهدًا في إزاحة كل من يعترض طريقه إليه حتى استطاع أن يظفر بهذا المنصب الجليل، وأصبح بذلك يجمع في يديه أهم مناصب الدولة وأخطرها وأصبحت معظم مقاليد الأمور في يده.
    وقضى "ابن زيدون" عشرين عامًا في بلاط المعتضد، بلغ فيها أعلى مكانة، وجمع بين أهم المناصب وأخطرها.
    فلما توفي "المعتضد" تولى الحكم من بعده ابنه "المعتمد بن عباد"، وكانت تربطه بابن زيدون أوثق صلات المودة والألفة والصداقة، وكان مفتونًا به متتلمذًا عليه طوال عشرين عامًا، وكان بينهما كثير من المطارحات الشعرية العذبة التي تكشف عن ود غامر وصداقة وطيدة.



    المؤامرة على الشاعر
    وحاول أعداء الشاعر ومنافسيه أن يوقعوا بينه وبين الأمير الجديد، وظنوا أن الفرصة قد سنحت لهم بعدما تولى "المعتمد" العرش خلفًا لأبيه، فدسوا إليه قصائد يغرونه بالفتك بالشاعر، ويدعون أنه فرح بموت "المعتضد"، ولكن الأمير أدرك المؤامرة، فزجرهم وعنفهم، ووقّع على الرقعة بأبيات جاء فيها:

    كـذبت منـاكم، صرّحـوا أو جـمجموا
    الـدين أمــتــن، والـمـروءة أكــــــرم
    خــنتم ورمــتم أن أخـــون، وإنمــــا
    حــــاولتمــو أن يستــخف "يـلملم"

    وختمها بقوله محذرًا ومعتذرًا:

    كـــفوا وإلا فــارقبوا لــي بـــطشــةً
    تـــلقي الـسـفيــه بمثلــها فيحـلم

    وكان الشاعر عند ظن أميره به، فبذل جهده في خدمته، وأخلص له، فكان خير عون له في فتح "قرطبة"، ثم أرسله المعتمد إلى "إشبيلية" على رأس جيشه لإخماد الفتنة التي ثارت بها، وكان "ابن زيدون" قد أصابه المرض وأوهنته الشيخوخة، فما لبث أن توفي بعد أن أتمّ مهمته في [ أول رجب 463هـ= 4 من إبريل 1071م] عن عمر بلغ نحو ثمانية وستين عامًا.



    غزليات ابن زيدون
    يحتل شعر الغزل نحو ثلث ديوان "ابن زيدون"، وهو في قصائد المدح يبدأ بمقدمات غزلية دقيقة، ويتميز غزله بالعذوبة والرقة والعاطفة الجياشة القوية والمعاني المبتكرة والمشاعر الدافقة التي لا نكاد نجد لها مثيلا عند غيره من الشعراء إلا المنقطعين للغزل وحده من أمثال "عمر بن أبي ربيعة"، "وجميل بن مَعْمَر"، و"العبّاس بن الأحنف".
    ومن عيون شعره في الغزل تلك القصيدة الرائعة الخالدة التي كتبها بعد فراره من سجنه بقرطبة إلى "إشبيلية"، ولكن قلبه جذبه إلى محبوبته بقرطبة فأرسل إليها بتلك الدرة الفريدة (النونية) التي يقول في مطلعها:
    أَضـحى الـتَـنائي بَـديـلاً مِـن تَـدانينا
    وَنـــابَ عَـــن طـيـبِ لُـقـيانا تَـجـافينا



    الوصف عند ابن زيدون
    انطبع شعر "ابن زيدون" بالجمال والدقة وانعكست آثار الطبيعة الخلابة في شعره، فجاء وصفه للطبيعة ينضح بالخيال، ويفيض بالعاطفة المشبوبة والمشاعر الجياشة، وامتزج سحر الطبيعة بلوعة الحب وذكريات الهوى، فكان وصفه مزيجًا عبقريًا من الصور الجميلة والمشاعر الدافقة، ومن ذلك قوله:

    إِنّـــي ذَكَــرتُـكِ بِـالـزَهـراءَ مُـشــتـاقــاً
    وَالأُف/قُ طَلقٌ وَمَرأى الأَرضِ قَد راقـــا
    وَلِـلـنَـسـيمِ اِعــتِــلالٌ فـــي أَصـائِـلِــهِ
    كَــأَنَّــهُ رَقَّ لــــي فَــاعـتَـلَّ إِشــفـاقـا
    وَالـرَوضُ عَـن مـائِهِ الــفِضِيِّ مُبتَسِــمٌ
    كَــمـا شَـقَـقتَ عَــنِ الـلَـبّاتِ أَطـواقــا
    يَــــومٌ كَــأَيّـامِ لَـــذّاتٍ لَـنـا انـصَـرَمَـــت
    بِـتـنا لَـهـا حـيـنَ نــامَ الــدَهـرُ سُـرّاقـا



    الإخوانيات الشعرية عند ابن زيدون
    كان "ابن زيدون" شاعرًا أصيلا متمكنا في شتى ضروب الشعر ومختلف أغراضه، وكان شعره يتميز بالصدق والحرارة والبعد عن التكلف، كما كان يميل إلى التجديد في المعاني، وابتكار الصور الجديدة، والاعتماد على الخيال المجنح؛ ولذا فقد حظي فن الإخوانيات عنده بنصيب وافر من هذا التجديد وتلك العاطفة، ومن ذلك مناجاته الرقيقة لصديقه الوفي "أبي القاسم":

    يــا أبــتا الــقاسم الذي كان ردائـي
    وظــهيري مـن الــزمــــان وذخـــري
    هــل لـخـالـي زمـانـنـا مـن رجـــوع
    أم لــمـاضــي زمــانـنـا مـن مـــكـرِّ؟
    أيــــن أيـــامــنــا؟ وأيـــن لـيـــــــال
    كـــريـاض لـبـسـن أفــاق زهـــــــر؟



    الفنون النثرية عند ابن زيدون
    اتسم النثر عند "ابن زيدون" بجمال الصياغة، وكثرة الصور والأخيلة، والاعتماد على الموسيقا، ودقة انتقاء الألفاظ حتى أشبه نثره شعره في صياغته وموسيقاه، وقد وصف "ابن بسام" رسائله بأنها "بالنظم الخطير أشبه منها بالمنثور".
    وبالرغم من جودة نثر "ابن زيدون" فإنه لم يصل إلينا من آثاره النثرية إلا بعض رسائله الأدبية، ومنها:
    · الرسالة الهزلية: التي كتبها على لسان "ولادة بنت المستكفي" إلى "ابن عبدوس" وقد حمل عليه فيها، وأوجعه سخرية وتهكمًا، وتتسم هذه الرسالة بالنقد اللاذع والسخرية المريرة، وتعتمد على الأسلوب التهكمي المثير للضحك، كما تحمل عاطفة قوية عنيفة من المشاعر المتبانية: من الغيرة والبغض والحب، والحقد، وتدل على عمق ثقافة "ابن زيدون" وسعة اطلاعه.
    وقد شرحها "جمال الدين بن نباتة المصري" في كتابه: "سرح العيون"، كما شرحها "محمد بن البنا المصري" في كتابه: "العيون".
    الرسالة الجدية: وقد كتبها الشاعر في سجنه في أخريات أيامه، يستعطف فيها الأمير "أبا الحزم" ويستدر عفوه ورحمته، وهي أيضًا تشتمل على الكثير من الاقتباسات والأحداث والأسماء.
    ومع أن الغرض من رسالته كان استعطاف الأمير إلا أن شخصية "ابن زيدون" القوية المتعالية تغلب عليه، فإذا به يدلّ على الأمير بما يشبه المنّ عليه، ويأخذه العتب مبلغ الشطط فيهدد الأمير باللجوء إلى خصومه.
    ولكن الرسالة ـ مع ذلك ـ تنبض بالعاطفة القوية وتحرك المشاعر في القلوب، وتثير الأشجان في النفوس.
    وقد شرحها "صلاح الدين الصفدي" في كتابه: "تمام المتون"، و"عبد القادر البغدادي" في كتابه: "مختصر تمام المتون".
    بالإضافة إلى هاتين الرسالتين فهناك رسالة الاستعطاف التي كتبها الشاعر بعد فراره من سجنه وعودته من "إشبيلية" إلى "قرطبة" مستخفيًا ينشد الأمان، ويستشفع بأستاذه "أبي بكر مسلم بن أحمد" عند الأمير.
    وهذه الرسالة تعد أقوى رسائل "ابن زيدون" جميعًا من الناحية الفنية، وتمثل نضجًا ملحوظًا وخبرة كبيرة ودراية فائقة بأساليب الكتابة، وبراعة وإتقان في مجال الكتابة النثرية.
    ولابن زيدون كتاب في تاريخ بني أمية سماه "التبيين" وقد ضاع الكتاب، ولم تبق منه إلا مقطوعتان، حفظهما لنا "المقري" في كتابه الكبير: "نفح الطيب".
    نونية ابن زيدون

    أَضـحـى الـتَـنائي بَــديـلاً مِــن تَـدانينا
    وَنـــابَ عَـــن طــيـبِ لُـقـيانا تَـجـافينـا
    أَلّا وَقَــد حــانَ صُـبــحُ الــبَينِ صَـبَّحَنــا
    حَــيــنٌ فَــقـامَ بِــنــا لِـلـحَـينِ نـاعـيـنا
    مَـــن مُـبـلِـغُ الـمُـلـبِسينا بِــاِنـتِزاحِهِمُ
    حُـزنـاً مَــعَ الــدَهـرِ لا يَـبــلى وَيُـبــلينا
    أَنَّ الـزَمـانَ الَّــذي مــازالَ يُـــضحِكُنــــا
    أُنــســاً بِـقُـربِـهِـمُ قَـــد عـــادَ يُـبـكـينا
    غيظَ العِدا مِن تَساقينا الهَوى فَدَعَـوا
    بِـــأَن نَــغَـصَّ فَــقـالَ الــدَهـرُ آمـيـنـــا






الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...