بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره ، و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له.
و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، و أشهد أن محمدا عبده و رسوله.
-( يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله حق تقاته و لا تموتنّ إلا و أنتم مسلمون )-
-( يا أيها الذين ءامنوا اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفسٍ واحدةٍ و خلق منها زوجها و بث منهما رجالاً كثيرا و نساء و اتقوا الله الذي تساءلون به و الأرحامَ إن الله كان عليكم رقيباً )-
-( يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله و قولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم و يغفر لكم ذنوبكم و من يطع الله و رسوله فقد فاز فوزاً عظيماً )-
أما بعد:
فيسرني أن أقدّم لكم من باب نشر الخير :-
-[ طَلَبُ العِلم في زمن الإنشغالات ]-
محاضرة جميلة جداً و مهمة جداً
لفضيلة الشيخ محمد بن صالح المُنَجِّد
-- حفظه الله --
-: تاريخ المحاضرة : الأربعاء 2 / 11 / 1430 هـ :-
.:. روابط من اسلام ميديا .:.و للتحميل و المشاهدة و الاستماع من هنا على الموقع الجديد للشيخ المنجد حفظه الله
-: للتحميل بصيغة MP3 :-
-: للتحميل بصيغة RM :-
-: للتحميل بصيغة RMVB :-
-[-]- عناصر و فوائد لا يُستغنى بها عن مشاهدة و سماع المحاضرة -[-]--- الإشارة إلى أهميّة العلم و فضله و فضل أهله ، و مِن ذلك أنه بالعلم قِوامُ الدين و الدنيا ، و قال الإمام أحمد رحمه الله [ الناس أحوج إلى العلم منهم إلى الطعام و الشراب ؛ لأن الطعام و الشراب يُحتاجُ إليه في اليوم مرتين أو ثلاثة ، و العلم يُحتاجُ إليه في كل وقت ] .
-- العلم شجرة جليلة المِقدار ، باسقة الأشجار ، وارِفَة الظِّلال ، يانعة الثمار ، طلبُهُ عبادةٌ ، و مُذاكرتُه تسبيح ، أهلُهُ أهلُ الخشية ، و وُرَّاثُهُ المُوَقِّعونَ عن ربِّ العالَمِين .
-- إنشغال الناس عن طلب العلم .
-- إشغال الإعلام و وسائل اللهو و الترفيه عن طلب العلم .
-- تعداد أشياء يشغل الناس بها أوقاتهم .
-- مقارنة بين إنشغال أكثر الناس اليوم ، و بين إنشغال الصحابة و أهل العلم .
-- الإستفادة من الوسائل الحديثة في طلب العلم .
-- أبياتٌ رائعة و جميلة :-
إذا رأيتَ شبابَ الحَيِّ قد نشؤوا .:. لا ينقلونَ قِلالَ الحبرِ و الوَرَق-- قلة القراءة و قلة الإقبال على العلوم الشرعية .
و لا ترهم لدى الأشياخ في حِلَقٍ .:. يُـعُـونَ مِنْ صالح الأخبار ما اتَّسقا
فدعْهُمُ عنكَ و اعلَمْ أنهم هَمَلٌ .:. قد بَدَّلوا بِـعُـلُـوِّ الهِمَّة الحُمُقى
إذا أنتَ لم تزرعْ و أبصرتَ حاصداً .:. ندمتَ على التفريط في زمن البذر-- من أسباب الإنشغال عن طلب العلم :-
= مصاحبة البطّالين و قضاء الأوقات الطويلة في المكالمات بما لا يفيد في الدنيا و الآخرة .
= التداخل في المهام و الواجبات و الفوضى البعيدة عن التنظيم .
-- إستيلاء الـمُُـشْـغِـلات على السمع و البصر و الفؤاد .
-- الإشتغال بالعلم أفضل من الإشتغال بنوافل الصلاة و الصوم .
-- أبيات مِنْ ذَهَبٍ :-
-- عدم الإنشغال بالعمل و طلب الرزق عن طلب العلم ، و صور ذلك في حياة الصحابة و السلف الصالح .
و لا تَـحْـفَـلْ بمالِكَ و انْهَ عنه .:. فليسَ المالُ إلا ما عَـلِـمْـتَ
و ليسَ لجاهلٍ في الناسِ معنىً .:. و لو مُلْكَ العراق له تأتّى
و ما يُغنيكَ تشييدُ المباني .:. إذا بالجهلِ نفسَكَ قد هدمتَ
جعلتَ المالَ فوق العلمِ جهلاً .:. لعمركَ في القضيّة ما عدلتَ
و بينهما بنص الوحي بَوْنٌ .:. ستعلمُه إذا " طه " قرأتَ
لإن رفعَ الغنيُّ لواءَ مالٍ .:. لأنتَ لواءَ علمكَ قد رفعتَ
و إن جلسَ الغنيُّ على الحشايا .:. لأنتَ على الكواكبِ قد جلستَ
و إن رَكِـبَ الجِـيَــادَ مُـسَـوَّماتٍ .:. لأنتَ مناهجَ التقوى ركبتَ
و ليسَ يضرّك الإقتارُ شيئاً .:. إذا ما أنتَ ربَّكَ قد عرفتَ
-- الجمعُ بين طلب العلم و الكسب ، و قصة عمر بن الخطاب رضي الله عنه في ذلك :-
= قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه ( كنتُ أنا و جار لي من الأنصار نتناوبان النزول على رسول الله صلى الله عليه و سلم ، ينزل يوماً ، و أنزل يوماً ، فإذا نزلتُ جئته بخبر ذلك اليوم من الوحي و غيره ، و إذا نزلَ فعل مثلَ ذلك ) .
قال ابن حجر رحمه الله تعليقاً على هذا الحديث الذي رواه البخاري -- 2468 -- :-
" و فيه أن الطالب لا يغفل عن النظر في أمر معاشه و حال أهله ؛ ليستعين على طلب العلم و غيره ، مع أخذه بالحزم في السؤال عما يفوته يوم غيبته ، لِـمَـا عُلم مِنْ حال عمر أنه كان يتعانا التجارة إذ ذاك و يتعاطاها ".
-- الأشغال ليست على درجة واحدة :-
= هناك أولاً إنشغالات مُـبَـرَّرَة مِنْ جهة الأصل ، و مُـبَـرَّرَة مِنْ جهة المِـقدار ، كطلب الرزق و متابعة الأهل و تربية الأولاد .
= ثانياً إنشغالات مُـبَـرَّرَة مِنْ جهة الأصل لكن غيرُ مُـبَـرَّرَة مِنْ جهة المِـقدار ، كالانهماكِ الزائد في الأعمال التجارية و الوظيفية مثلاً .
= ثالثاً هناك انشغالات غير مُـبَـرَّرة أصلاً ، و بعضها انشغالات محرّمة [ انشغال بمعصية ، ترف ، تزجية أوقات ، واحد يقول شاهدتُ الفلم الفلاني عشر مرات ! ، و هكذا القصص الموجودة في الأجهزة اليوم و هي قصص غرامية تثير الشهوات ] .
-- قول الإمام الـسِّلَفِي رحمه الله [ لي ستون سنة ما رأيتُ منارة الإسكندرية إلا من هذه الطاقة ] .
-- البحثُ عن الوظيفة المناسبة و العمل الحر و الانتقال في الأعمال حتى يصل الإنسان إلى نوع مُعَيَّن من تركيبة العمل أو الوظيفة فيستطيع به أن يطلب العلم شيء مهم [ مثال قصة الإمام البخاري رحمه الله و الشيخ الألباني رحمه الله ] .
-- مهما كان الإنشغال لابد للمسلم أن يُفرِّغ من وقته وقتاً لتعلُّم أحكام لابد من معرفتها .
-- عدم التفرّغ لطلب العلم لا يعني ترك الطلب ، فيجتهد في إدراك ما في وسعه إدراكه فما لا يُدرَك كلّه لا يُترك جُلّه .
-- لو صار عندنا نوايا صحيحة و أهداف سليمة و إخلاص لله و استثمار الوقت المتاح و اغتنام مدة النشاط و القوة و إنجاز الأهم فالأهم ، و التعويض عما فات ، و لكل زمان عمل ، و استخدام الوسائل الحديثة ، و المبادرة بالفرصة قبل الغَـصَّـة ، و التعاون و الحذر من البطالة و الغفلة ، و استثمار فترات الانتظار ، و المطالعة مع التفكير ، و ترك التوافه و البدء بالعمل ، و طرد التسويف .
-- قال رسول الله صلى الله عليه و سلم [ إغتنم خمسا قبل خمس : شبابك قبل هرمك ، و صحتك قبل سقمك ، و غناك قبل فقرك ، و فراغك قبل شغلك ، و حياتك قبل موتك ] -- صحّحه الألباني رحمه الله في صحيح الترغيب 3355 -- .
-- صور من نشاط العلماء في طلب العلم .
-- الصبر على طلب العلم و تحمّل المشاق في سبيل ذلك .
-- واجب المقتدرين في تفريغ طلاب العلم ( ذكر الشيخ حفظه الله هنا حديثاً و فائدة ) .
-- التأمّل في أخبار مَنْ سلف يفيدنا في اكتساب شحنة تدفعنا للعمل .
-- استمراء الملذّات و التلذّذ بهذه الملهِيات لابد أن وضع حد لها ( ذكر الشيخ حفظه الله أبياتا رائعة و قصة و أمثلة ) .
-- مَنْ ذاق حلاوة العلم ذهبت حلاوات الدنيا و ملذاتها :-
فلو قد ذقتَ مِنْ حلواهُ طعماً .:. لآثرتَ التعلُّم و اجتهدتَ-- البدءُ بالأهم فالأهم .
و لم يشغلكَ عنه هوىً مطاعٌ .:. و لا دنياً بزخرفها فتنتَ
و لا ألهاكَ عنه أنيق روْض .:. و لا خِدْرٌٌ بــرَبْرَبِهِ كَـلِـفتَ
فقوتُ الرّوح أرواحُ المعاني .:. و ليسَ بأن طعمتَ و أن شربتَ
-- العلوم خمسة :-
= علم هو حياة الدين علمُ التوحيد .
= و علمٌ هو قوتُ الدين و هو العِظَةِ و الذِّكْرُ .
= و علمٌ هو دواءُ الدين و هو الفقه .
= و علم هو داءُ الدين و هو الإنشغال بما حصل مِنَ الوقيعة بين المتقدّمين من السلف .
= و علمٌ هو هلاكُ الدين و هو علم الكلام و الفلسفة ( الذي يريد العلمانيون الجدد الآن -- بالمناسبة -- فيما يدعون إليه ، مِنْ ضمن ما يدعون إليه أن يُطرَح بقوّة : إعادة الأمجاد إلى علم الكلام و الفلسفة ، فالمنافقون الجدد -- طبعاً -- يُريدون إثارة الشهوات و إثارة الشبهات ) .
-- قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في منظومته :-
و بعدُ فالعلم بحور زاخرة .:. لن يبلغَ الكادح فيه آخره-- إغتنام أوقات الفراغ .
لكنْ في أصولِهِ تسهيلاً .:. لِـنَـيْـلِـهِ فاحرصْ تجدْ سبيلا
إغتنم القواعدَ الأصولَ .:. فَـمَـنْ تَـفُـْـهُ يُـحْـرَم الوصولَ
-- الإستعانة بالإخوة في الله .
-- القراءة المثمرة و المواظبة عليها .
= قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " أحب الأعمال إلى الله أدومها و إن قل " -- جزء من حديث أخرجه البخاري برقم 6464 -- .
-- لابد من الترتيب و المنهجية و تنظيم الأمور .
= قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله يذكر نصائح لبعض الطلاب في هذا الباب :-
أولاً إحرص على حفظ كتاب الله تعالى ، و اجعل لكَ كلَّ يومٍ شيئاً مُـعَـيَّـنـاً تحافظ على قراءتِهِ بتدبّر و فهم ، و إذا عَنَتْ لكَ فائدة أثناءَ القراءة فقيّدها ،
2 )- إحرص على حفظ ما تيسّر من صحيح سنّة رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و مِنْ ذلك حفظ كتاب عمدة الأحكام .
3 )- إحرص على التركيز و الثبات بحيث لا تأخذ العلم نُـتَـفـاً مِنْ هذا شيئاً و مِنْ هذا شيئاً ؛ لأن هذا يضيعُ وقتكَ و يُشتّتُ ذهنكَ .
4 )- إبدأ بصغار الكتب و تأمّلها جيّداً ، ثم انتقل إلى ما فوقها ؛ حتى تحصل على العلم شيئاً فشيئاً . [ ذكر الشيخ هنا كلاماً رائعاً أدعوكم لسماعه ]
5 )- إحرص على معرفة أصول المسائل و قواعدها ، و قيّد كل شيءٍ يمر بكَ مِنْ هذا القبيل .
6 )- ناقش المسائل مع شيخكَ أو مع مَنْ تثق به علماَ و ديناً مِنْ أقرانكَ ، و إذا ما حصّلتَ : و لو أن تقدِّر في ذهنكَ أن أحداً يناقشكَ فيها و كيف ترد .
-- هذا و نسأل الله تعالى أن ينفعنا بما سمعنا و يجعل ذلك حجة لنا و نخرج به بالعلم النافع و العمل الصالح ، و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
المفضلات