الحمد لله و كفى :
أما ما أوردته الأخت "
هيفاء البنيان " ، فإن البيت
ظاهره لا يحتاج إلى تأويل و إن كان قصد الشاعر ما قصد في الملف الصوتي كان لابد أن يستعمل غير هذا اللفظ في بيته ... بل إن
مجرد الشبهة الواقعة في ظاهرة توجب الابتعاد عنه ، رغم أنه لا توجد أي شبهة فهو ضلال بين لا يلتبس على عاقل قط
فلا يجوز أن أقول "
" إن ثرت فلابد أن يستجيب القدر " ... ثم أفسر معناه بأن الله لن يتم لي ما أرجوه حتى أقوم و أعمل ::
فصلاح القصد لا يصلح القول الفاسد
و لا يجوز أن أقول :| لن يشاء الله إلا إن شئت | ، ثم أقوم و أفسره بأنني لا بد أن أعزم و أقوم حتى يشاء الله ، فهذا قول ينافي العقل تماما ، بل لهو تحايل على كل عاقل حكيم
قال تعالى : (( و ما تشاؤون إلا أن يشاء الله ))
و لم يقل و ما يشاء الله إلا أن تشاؤوا
كما لا يجوز أن أقول : يتبع الله إرادة البشر ، ثم أفسرها بأن الإنسان لا بد أن يعمل حتى ييسر الله له
فلا تنسب مشيئة الله ( القدر ) إلى مشيئة البشر ... و إنما العكس (( و هذا هو بيت القصيد و لب الموضوع ))
فلو أنه عكس الجملة فقال :
إذا حل قدر الله ... فلابد أن يستجيب الشعب أو
صاغ قوله عليه السلام اعقلها و توكل _ بصياغة شعرية أقصد _ لكن هذا هو الصواب
و لو كان قول الشاعر صحيحا لقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : اعقلها و ستبقى و إنما قال : اعقلها و توكل ، فحتى بعد الأخذ بالأسباب قد يتحقق النصر و قد لا يتحقق أو قد يتأخر فهذا أمر يحدده القدر و لا يحدده الأخذ بالأسباب ، إنما الأخذ بالأسباب هو الوسيلة أما تحقق النصر فهذا أمر يرجع إلى الله )
فالأمر إذن : هو في تحديد إرادة من يتبعها من ... هل يتبع الله إرادة البشر ... أم يتبع البشر إرادة الله
و للاستزادة يمكنها الدخول على هذه الروابط :
http://www.ruqya.net/forum/showthread.php?t=42470
قال الشيخ علي الحلبي حفظه الله : سمعت أمس - بأذني - في بعض الإذاعات الأردنية (الإسلامية!!) - بعض دكاترة الشريعة - في الأردن - وهو يورد هذا الشعر .. مستدلاً به على ما جرى من أحداث تونس الأخيرة!! ويكأن هذا منه - هداه الله - جهل بحقيقة هذا الشعر ! أو تعصب للشاعر على اعتبار أنه تونسي الأصل !!! وقد رأيت فتوى للشيخ صالح الفوزان - حفظه المولى - في كشف وجوه غلط هذا الشعر - على شهرته وانتشاره -!!!! وهاكم نصَّ السؤال والجواب:
يقول السائل : ما حكم قول الشاعر
إذا المرء يوما أراد الحياة ..... فلا بد أن يستجيب القدر ؟!
فأجاب الشيخ صالح الفوزان - حفظه الله - :
( هذا كلام فاضي .. لا بد أن يستجيب القدر ؟! .. يعني إن المرء هو الذي يفرض على القدر أنّه يستجيب ؟! .. العكس القدر هو الذي يفرض على الإنسان، هذا كلام شاعر الله أعلم باعتقاده .. أو أنّه جاهل ما يعرف ..
على كل حال هذا كلام شاعر والله -جل وعلا- يقول : ( وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ ، أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ ) سورة الشعراء ، الآية 224 ـ 225 .
ويقول أهل البلاغة عن الشعر: " أعذبه أكذبه " .. هذا كلام باطل بلا شك :
إذا المرء يوما أراد الحياة ...... فلا بد أن يستجيب القدر!!
هذا مبالغة ، هذا يُنسب للشابي: شاعر تونسي من الشعراء المعاصرين، بعض الناس وبعض الصحفيين يكتبون كتابات ســـــيئة يقول :" يا ظُلم القدر " ! " يا ظُلم القدر " ، ظلَمهُم القدر ! ، " يا لسخرية القدر " ، هذا كلام باطل يؤدي إلى الكفر والعياذ بالله .. القدر يسخر ؟! القدر يظلم ؟! ).... __________________
و الله الموفق
المفضلات