قال فخر الدين الرازي -رحمه الله وعفا عنه-

نهايــــة إقــــــدام العقـــول عقال ... وأكثر سعي العالميـن ضـــلال
وأرواحنا في وحشة من جسومنا ... وحاصـل دنيانــــــا أذى ووبـــال
ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا ... سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا

لقد كان الرازي من فحول المعتزلة ومن رؤوسهم ، وذكر الحافظ ابن حجر في الفتح عن تراجعه فقال (غير أن الرازي قلَّتْ ثقته بالعقل الإنساني وأدرك عجزه فأوصى وصية تدل على أنه حسن اعتقاده فقال قبل موته: "لقد تأملت الكتب الكلامية والمناهج الفلسفية فما رأيتها تروي غليلاً ورأيت أقرب الطرق طريقة القرآن أقرأ في الإثبات : { الرحمن على العرش استوى } { إليه يصعد الكلم الطيب } وأقرأ في النفي : { ليس كمثله شيء } { ولا يحيطون به علما } ثم قال : ومن جرب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي ") أهـ .

وروي أن فخر الدين الرازي كان يمشي في طريق وخلفه تلاميذ له أكثر من مائة أو مائتين، فمروا على عجوز فاستغربته وقالت: من هذا؟ ، قالوا: هذا أبو عبد الله الرازي العالم الجليل يحفظ ألف دليل على وجود الله تعالى ، قالت العجوز : أفي الله شك .