رِخَــــصُ قِيمَـة الحَيَــــاة .. ~

[ منتدى قلم الأعضاء ]


النتائج 1 إلى 11 من 11

مشاهدة المواضيع

  1. #1

    الصورة الرمزية Keen

    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المـشـــاركــات
    834
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رِخَــــصُ قِيمَـة الحَيَــــاة .. ~

    ..

    بِســمِ اللهِ الرَّحمَـنِ الرَّحِيـــم

    السَّلامُ عليكُـمْ ورحمةُ اللهِ وبركاتُـهُ


    ..





    ،


    يُــومٌ عمـل جدِيــد .. رُوتِينِـي قاتِـل كالعَـادة ،


    المكَـان مُزدحِـم ، الأصوَات تعلُـوا و تتهادَى ، صخـبٌ فضٍيــع يكسُوا المكَـان ..


    صُـوت رنيـن الهواتف يختَرق حصنَ الأذن ، و نقاشَـات و تنسيقَـات العمـل هيَ السَّائدة بينَ الزُّملاء

    هذا يطلبُ القهوة من الخَادِم ، ذاك يصفُ عشاءَ البارِحة لزمِيله .. ، آخرٌ يُلقي نُكتـة سخِيفَـة ، و آخرٌ أسخَـف يستمعُ إليها و يضحكُ عليها ..

    هكذا هُـم ، في عالـمٍ آخـر طالما أنّ ليسَ عليهِم رقيـب في هذهِ الفترَة مِـنَ اليُـوم

    ..


    ليـسَ لِي إلا أن أضـع رأسِي على مكتَبـي منزَعجـاً ، لتبدأ الإتهَـامـات تتراشَقُ على نفسِي تِباعـاً

    لِـمَ بحقّ الجحيـم سهرتُ البارِحة لفوقَ المعتـاد ؟ لمَ انشغلتُ بِذاك ؟ لماذا لم أنظِّـم وقتِـي كما اعتدتُ أن أفعَـل ؟

    لماذا أشعُـرُ أني مُنهك ؟ هل لأنَّـي لم أنم جيداً البارِحَـة ؟ هل لأنّ ذهنِـي ليسَ صافيٍ ؟ ..

    تستمرُّ الإتهامَـات ، و تستمرُّ الأمانِـي الورديَّـة بطلب الخلاص و الإنتِهاء سريعـاً من هذا اليُوم لأعُود لمنزِلي للرَّاحـة ..

    لـمْ أشعُـر بنفســي .. ، ذهـبــتُ فِـي سُبـاتٍ يكَـادُ يكُون عمِيـق ،


    هيَ بعينِها القيلُولة اليوميَّـة التي لا تحلُوا لي إلا مكتَبِـي .. أخـذت بِي كلَّ مأخّـذ كمَـا اعتادت أن تفعَـل


    ..


    فجـأةً ، لا أدرِي لمَ سَـادَ الهُدوء المكَـان و تركَّـز الصَّوتُ في مكـانٍ مُعيَّــن ،

    لستُ آرَى مصدَر ذلك الصَّوت فيدِي تحجِبُ الرُّؤيـا و أنا مُتكِئ على المكتَب و لستُ أملك من الهمّة لتحرِيكها من شدّة الإرهَـاق ،

    اخترتُ حلَ الإستمَـاع طالمَـا أنّ السُّبـات بدأ بالإختِفـاء تدرِيجيَّـا و لستُ أملكُ من الهمّة ما يكفي لإرجَـاعه ،

    أصَـواتٌ مؤلُوفَــة ، هـم زُملائِـي و أصدقاءُ العَمـل .. نعم هُـم و لا غيرهُـمُ

    يبدُوا موضُـوعـاً مُهمَّـا ذلك الذي يشذّون و يجذِبُون فيـه ،

    ما زادتي حرصاً على الاستمَاع أنّه بدَا و كأنه موضُوعٌ ليسَ لهُ علاقـةً بأمور العمـل الرّتيبــة .

    يتردّدُ على كلامِهُـم إسمٌ مؤلُـوف ، إسـمٌ عرفتُ صاحبُـهُ قدِيمـاً و كانتْ بيننا علاقـة معرفيَّـة ..

    ..


    [ مُعـــاذ ]


    نعـم هذا هُو الإسـم بعد أن التقطتـه من شدّة تركِيزي معهـم ،

    و هذا المُعـاذ شـابٌ حسن المعشَـر أصِيل المنبَـت في حالهِ لا يتعدَّى أحـد ، شخصيَّـة مُسالمـة تعامُليـاً ..

    و لكن ما يعِيبُــه هُـو تهـوّرهُ الشديــد و اندفـاعه و انقياده خلفَ عُنفوانَ شبابهِ الذي على ما أذكُر لا يؤمُرهُ بشيءٍ تُرجَـى السَّلامـة منـه ..

    بعـد مُرور شرِيـط الذكريَّـات أمَام عيناي المُغلقتيـن ، أعدتُ التركِيـز لحدِيثهم لعلّي أعرف السّبب الذي جعلهُـم يذكُرُونـه بعدَ فتـرةٍ و طُول غيـاب

    علمتُ أنّ الخبر لن يكُون بجيَّـد الوقع ، و لكن ضللتُ استمع على اية حـال ..

    و إذا بِي أستمعُ الكَلمـة التي خشيتُهـا ، [ حَـادِث ] .. !

    عِندَهَـا رفعتُ رأسِـي و دبّ فيَ النشـاط و دفعنِـي الفضُول لأشدّ لي كُرسي متحرّك و اقتَرِب منهم و اباغتهم بسؤال جَـازِف ،

    [ ما الذي حدث بالظبـط ؟ ] ..


    التفـت إليَ أحدُ الملمِّيـن بتفاصِيـل الخبر ، و أجابَنِـي :

    - حصلَ حـادِث لِمُعـاذ !

    - كَـانَ هُو و أخُـوه و صديقٌ لهـم يردِفـون ثلاثـةً في دبَّـاب نـاري ذُو أربَـع إطـارات و يقُـودُون بِـهِ بِسرعةٍ جُنونيَّـة و يقُومُون بالتَّمهِيـر بهِ و الإستعرَاض

    حتّى حصـل و أن باغتهم سائِق ما بالتفافـة مُفاجِئـة ففُقد مُعـاذ السّيطرة على الدّباب النّـاري

    و كَـانَ أن قُذف بعيـداً و سقطَ على الأرض و أخُـوه وقعَ مُباشرةً على الأرض هُو و صاحبهـم

    فكَــان أن حصلَ في معـاذ خللٌ مَـا في مركَـز التّحكَّـم العَصبِي من وقعِ السّقطَـة قد تُسبب لهُ شللاً كامِلاً و حصلَ في أخُـوه

    جرُوحٌ بلِيغَـة و لكن ليستْ خطِيـرة ، و صاحِبهم حصلَ لهُ نزِيـفٌ داخلي و دخلَ في غيبوبـة غير معلُومَـة المدّى ..


    لا حـولَ و لا قُـوّة إلا بالله ..


    و الآن مـاذا حصـل لِمُعـاذ ؟


    -
    لقـد أجرَى عمليـة تكلّلت بالنجَــاح أعـادت لهُ القدرة على الحِـراك تدرِيجيَّـاً ..



    الحمـدُ لله الذي ستَــر ، هـل زُرتمُــوه بعـد ؟



    - ليـسَ بعـد ، كُنَّـا نخطّط لذلك اليُـوم بعد انتهـاء الدّوام العملـي ..


    جمِيــل جداً ، خُذُونـي معكُـم !


    - حسنـاً ، لا يُوجَـد مانِـع


    ..


    لا أدري حقيقـةً لماذا كانت رغبَتِـي مُلحَّـة فِي الذّهـاب لزيارتِـه رغـم أني لا أحبُّ ألتواجُـد في المُستشفيَــات


    جوُّهـا يحيطَـك بالكـآبـة ، و رائِحتها الفريـدة تلك في الأدويَـة و الأمـراض ، و المناظِـر التي تقشعرُّ لهَا الأبدَان ، و هُدوئُهَـا الغرِيـب ..


    لا أُحبَّ ذلك الجـوّ ، و لا أحبّ تلكَ الرَّوائِـح ، و لا تلكَ المناظِــر .. ، و لا ذاكَ الهُـدوء


    و لكنني على الرًّغـم مِن ذلك طلبتُ الذّهـاب !

    ..


    كَـانَ المُتبقَّـي من انتهـاء الدَّوام العَملِـي الشيءُ القليـل ..

    فأخـذتُ أرتِّبُت أمُـوري و مهامِـي ، السَّهـل منهـا و العاجِـل ، و الصعب و المعقـد هيَّئتُـهُ للغـد ..

    يأتيني الموظّفيـن ليكلّمونـي في أمورٍ مَـا فأجيبهـم بما تقتضيه الحاجَـة دُون زيـادة أو كلف ، كانَ بالـي مشغُـولاً حقـاً ،

    عـدّت الدقائِـق و مرَّت اللحظَـات حتَّـى حَـانَ موعِـد انتهـاءُ الدَّوام ..


    ..


    تناولتُ هاتفِـي و مفاتِيحـي و ذهبتُ حتّى المدخَـل ، لأرَى أصدقائِـي يتفقّـون في الذّهـاب في سيارة صديقنا الآخـر الكبِيـرة و التي ستسِعُنَـا جميعـاً بإذنِ الله ،

    ركبنـا و ما أن ركبنــا ، حتَّـى بدا اهتمامُهـم الجليّ بقضيّـة هذا الفتَــى مُعــاذ ،

    أخذُوا يتبادلُـون أطـراف الحدِيــث عنه و عمَّا حصلُ لهُ بالتفاصِيـل المُمِلَّـة ،

    يقُـولون أنّ السائِق الذي التفّ عليهم قد لاذ بالفرار ، و يقُـولون أنَّ أخـاه الآن سليمٌ معافى ، و يقُولون أنّ حالة صديقهـم الثالِث حرِجة للغايـة ،

    و عمِيقـاً ما يغُوصُون في تفاصِيـلٍ أنا في غِنىً عنهَـا


    أمّا أنَـا فكنتُ عند جهـة شُباك السيارة المفتُـوح ، أستَمِـعُ لحدِيثهـم و استمتعُ أيضـاً بِنسمِ الهواءِ العلِيـل الذي يضرِب الوجه و يُنعشه ..

    و المناظِـر السّريعة المختلفـة لأنمَـاط الحيـاة اليوميَّـة في هذهِ المدينَـة ، لشيءٌ رائِـع ..

    ضللتُ هكـذا طوِيـلاً ، حتَـى أن وصلنَــا لمواقف سيَّـارات الزُّوار

    ..


    هبطنـا جميعـاً على الأرض ، و سرنـا معـاً حتَّـى المشفَـى ،

    و ماهيَ لحظَـاتٌ حتَّى بدأتُ بالشُّعـور بالبرد ، و ذلك الجوّ الكَئِيـب ، و تلكَ الرائِحة التي أميُّزهـا ، و ذلِكَ الهُدوء المُرِيـب

    إنّها اللحظة التي تُخبِـرك أنَّك قد تجاوَزت حدُود المشفَـى و أصبحتَ بِداخلـه ! ، ..

    سألُوا أصدِقائِي في مكانِ الإستقبَـال عن اسـمِ المرِيـض و مكَـانِ غرفتـه ، فحصلُوا على اجابَتِهـم ..

    استقلّينـا المصعَـد لنصـل لدورٍ بعيـــد ذلك الذي يرقُـد فيه صاحِبُنـا مُعـاذ ، ..

    و مَـا أن حصـل صوتُ تلكَ النغمَـة .. حتَّـى فُتـح المصعـد فخرجنَـا منه و قد كَـانت غرفتـهُ مُلاصقة لهذا المصعَـد ،

    ..


    اقتربنَــا و دخلَ اصدقائِـي واحداً يلي الآخـر ..

    لا زلتُ لا أرى ماذا بداخـل الغُرفَـة ، الأمور غير واضِحَـة بعـد ، فقد كُنت آخر الدَّاخلِيـن ..

    حانتْ اللحظَـة ، لا أدرِي حقيقـةً و لكن كَان هُنالك شعُـورٌ غرِيــب غامض يُخالجنـي آن ذاك ..

    دخلـتُ لأجِــد مُعـاذ أمامِـي مُباشـرةً مُمدّداً في سريـرٍ طبِّـي و ظهرهُ مسنُـود و قد تمكَّن الزَّمن من تغييرِ بعضٍ من ملامِحه ،

    كَـانَ بالكَـاد يتكلَّـم أو يُحرّك يديـه ، و بالطّبـع المحاليل قد اخترقت جزءاً كبِيـراً من يديـهِ الإثنـتان .. و كَانتْ أيضـاً هُنالك ابتِسامةٌ برِيئَـة تعلُوا محيَـاه

    قبَّـل أصدقائي رأسـه و تمنَّـوا لهُ الشفـاء العاجـل و كَـانَ هذا ما فعلتهُ أيضـاً عندمَـا حَانَ دورِي ،

    و بعَـد ذلك التففتُ قلِيـلاً لكي أجـدَ لي مكـانٌ مَـا أجلِسُ فيـه ، فوجـدتـه ، مكَـان مُريح و قِبالـة صاحِبنا مُعـاذ ،

    فجلَـستُ فِيــه .. و أثنَـاءَ ذلك كَـانً أصدِقـائِي يتسامرُون مع مُعـاذ و يخفّفون عنـه و يُحاولوا أن يضحِكُوه رغمَ عيائِـه ..

    و كَـانَ هُو يردُّ عليهم بكلمـاتٍ بسِيطة و قليلة جرّاء قدرتـهِ المعدُومة على الكلام ،

    ..


    أمَـا أنَـا ، فلَـم أُشارِكُهـم الحدِيـث ، و اكتفِـي بالإبتِسَـام عندمَا ينظُر إليّ معــاذ ، ..

    فقـد كُنت مشغُـولاً بالتحدِيــق إليـه و تفصِيصِ وضعَـه ،

    نظــرةٌ غرِيبـة حفظتُهـا ظهراً عن غيـب ، تلكَ التي تُـراوِدُ الأطفَـال عندمَـا يفعلُـون شيئـاً خاطِئـاً و متهوّراً ،

    و عندما يمرُّ ذلك الموقف برداً و سلاماً ، تعلُوا وجُوههـم تلكَ النَّظـرة التي تخبـرك بأنّ صاحِبها قـد ’’ تعقَّــل و تَـاب ’’ من فعلتـهِ هذه ! ..

    هذا ما رأيتُـهُ على وجهِ صاحِبنَــا ، نظـرةٌ غرِيبـة عجِيبــة ، تدلُّ على انكِسَـارٍ و توبـة بِلا رجعَـة

    هذا شيءُ أفرحَنـي كونِـي سأطمئَّن على ما إن كَان سيعُـودُ متهوِّراً طائِشـاً كما كَان أم سيرتَجِـع !

    ..


    عـدَّت الدقّائق و الثَّـوانِـي ، لم نُطـل البقَـاء معـهُ لكِـي لا نتعبـه و نعيي بـه أكثَـر ممَّـا هُـو عليـه ،

    و لهذا هممنَــا بالرحّيــل بعـد أن ودَّعنَـا مُعــاذ و تمنِّينَـا لهُ الشّفــاء و آنسنَـا لهُ وحدتــه ،

    خرجَ أصدقائـِي من الغرفـة تواليـاً أيضـاً كما دخَلُـوا ، و أيضـاً كُـنتُ آخِـرَ الخارِجيــن ،

    خُطوات أصدِقائِـي كانتْ سرِيعة فسبقُونِـي ، أمَّـا أنا فكنتُ أمشِـي بخطواتٍ هادِئَــــة ..

    كُنت أمــرّ بجانِب غُـرف المرضَـى فِي قسـمِ الحوادِث الذي شَـاءَ القدر أن يرقِـدُوا فِيـه بأوضَاعَ متفاوِتَــة ،

    هذا رأسـهُ لا أدري ما بِـهِ ، ذلك يدهُ مربوطَـة ، و آخـرٌ يُحيطُون بِـهِ الأطبَّـاء لسببٍ لا أعرفه ، و ذَاك تعلُوا وجهه كدمَـات جعلتْ من لون وجههِ أزرقـاً و أحمَراً ..

    ..


    أمـرٌ غرِيـب ..

    لطَالمَــا كُنت مُحافظَـاً على نفسِـي طَوال السَّنِيـن التي كُنت فِيها ناضِجَ العَقـل و عاقِـل التًّصرّف ،

    و لهـذا و بفضلٍ من ربِّ العالمِيـن ، لم أصبْ بأيّ نوعٍ من الإصابات التي تكُون لنفسِك المتعدّيـة دورٌ كبيـر فِيهـا ،

    الحمـدُ لله ..

    حسنـاً ، مـاذا عن هَؤلاءِ النَّـاس ؟

    هـل وهبهـمُ الله أجسامـاً عفيَّـة ليقُومُـوا بالتعدِّي عليهَــا ؟

    ..


    لم أشــأ أن أنظُــرَ زيــادةً على ما رأيـت ، حصلتُ على كِفايتِـــي ، فأسرعتُ بِخطوَاتِـي كي ألتَحِـق بِرفقَتِــي .. لم أراهُــم ، ربَّما هم ينتَظِـرُونـي في السَّيـارة ؟ ،

    على كلٍ أزدادت سُرعتِــي حتّى رأيتُ بـابَ المشفَـى أخِيــراً .. بَـابُ الخلاص من هذا اليُــوم ،

    و مَـا أن تجاوزتُـــه ، حتَّى وقفـت .. و نظـرتُ إلى الأعلَـى .. إلى السَّمـاء التي قد تلبَّدتهَـا الغُيُـوم ، و زفـرتُ نَفَسِـي بقوَّة ،

    تساؤُلات عجِيبـة أطرحُها دُون إجابـة ، قضَـاءُ الله و قدرهِ شيءٌ لا اعترَاض عليـه بالتأكِيـد ..

    و لكِـن هل أولئِك البَشَـر قد أخذُوا بالأسبَــاب ؟ ..


    هــلْ هيَ الحَيــاةُ رخِيصــةٌ القِيمَـة لدِيهَــم حتَّى يتعدُّوا على نفسِهـم بهذا الشَّكــل ؟


    حقٌّـاً .. مـاذا قد يفيـد العِـرَاك ؟ ماذا قد يفِيـد التهوّر و العجـل ؟ ماذا قد يُفيـد التّعدِّي و الإفـراط ؟



    *
    *
    *

    إنتهَـــــى !




    التعديل الأخير تم بواسطة Keen ; 7-8-2011 الساعة 09:40 AM

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...