جزاك الله خير الجزاء موضوع جداً رائع...
تروق لي تلك البلاد فأتمنى لو أنني كنت مع طارق بن زياد في تلك المعركه وسكنتها ..
وسمعت أصوات القصائد فيها مثل صوت لأبي البقاء الزندي...
لكل شيء إذا ما تم نقصان **** فلا يغر بطيب العيش إنسان
هي الأمور كما شاهدتها دول **** من سره زمن ساءته أزمان
وهذه الدار تبقى على أحد **** و يدوم على أحد لها شان
يمزق الدهر حتماً كل سابغة **** إذا نبت مشرفيات وخرصان
وينتضي كل سيف للفناء ولو **** كان ابن ذي يزن والغمد غمدان
أين الملوك ذوو التيجان من يمن **** وأيـن منهم أكـاليل وتيجـان
وأين ما شاده شداد في إرم **** وأين ما ساسه في الفرس ساسان
وأين ما حازه قارون من ذهب **** وأين عاد وشداد وقحطان
أتى على الكل أمر لا مرد له **** حتى قضوا فكان القوم ما كانوا
فجائع الدهر أنواع منوعة **** وللزمان مســرات وأحــزان
وللحوادث سلوان يسهلها **** وما لم حل بالإسلام سلوان
فالسأل بلنسية ما شأن مرسية **** وأين شاطبة أم أين جيان
وأين قرطبة دار العلوم فكم **** من عالم قد سما فيها له شان
تبكي الحنيفية البيضاء من أسف **** كما بكى لفراق الإلف هيمان
على ديار من الإسلام خالية **** قد أفقرت ولها بالكفر عمران
حيث المساجد قد صارت كنائس ما **** فيهن إلا نواقيس وصلبان
حتى المحاريب تبكي وهي جامدة **** حتى المنابر ترثي وهي عيدان
يا غافلاً وله في الدهر موعظة **** إن كنت في سنة فالدهر يقظان
اعندكم نبأ من أهل القدس **** فقد سرى بحديث القوم ركبان
كم يستغيث بنا المستغيثون وهم **** قتلى وأسرى فما يهتز إنسان
ماذا التقاطع في الإسلام بينكم **** وأنتم يا عباد الله إخوان
ألا نفوس أبيات لها همم **** أما على الخير أنصار وأعوان
يا رب أم وطفل حيل بينهما **** كما فرق أرواح وأبدان
وطفلة مثل حسن الشمس إذ طلعت **** كأنها هي ياقوت ومرجان
يقودها العلج للمكرود مكرهة **** العين باكية والقلب حيران
لمثل هذا يذوب القلب من كمد **** إن كان في القلب إسلام وإيمان
وقول ابن زيدون..
أضْحَى التّنائي بَديلاً مِنْ تَدانِينَا، ***** وَنَابَ عَنْ طيبِ لُقْيانَا تجافينَا
مَنْ مبلغُ الملبسِينا، بانتزاحِهمُ، ***** حُزْناً، معَ الدهرِ لا يبلى ويُبْلينَا
غِيظَ العِدا مِنْ تَساقِينا الهوَى فدعَوْا *****بِأنْ نَغَصَّ، فَقالَ الدّهرًُ آمينَا
فَانحَلّ ما كانَ مَعقُوداً بأَنْفُسِنَا؛ ***** وَانْبَتّ ما كانَ مَوْصُولاً بأيْدِينَا
بالأمسِ كُنا ، وَمَا يُخشَى تَفَرّقُنا، *****واليومَ نحنُ، ومَا يُرْجى تَلاقينَا
يا ليتَ شعرِي، ولم نُعتِبْ أعاديَكم، ***** هَلْ نَالَ حَظّاً منَ العُتبَى أعادينَا
لم نعتقدْ بعدكمْ إلاّ الوفاء لكُمْ ***** رَأياً، ولَمْ نَتَقلّدْ غَيرَهُ دِينَا
ما حقّنا أن تُقِرّوا عينَ ذي حَسَدٍ ***** بِنا، ولا أن تَسُرّوا كاشِحاً فِينَا
نَكادُ، حِينَ تُنَاجِيكُمْ ضَمائرُنا، ***** يَقضي علَينا الأسَى لَوْلا تأسّينَا
حَالَتْ لِفقدِكُمُ أيّامُنا، فغَدَتْ ***** سُوداً، وكانتْ بكُمْ بِيضاً لَيَالِينَا
ليُسقَ عَهدُكُمُ عَهدُ السّرُورِ فَما ***** كُنْتُمْ لأروَاحِنَا إلاّ رَياحينَا
لا تَحْسَبُوا نَأيَكُمْ عَنّا يغيّرُنا؛ ***** أنْ طالَما غَيّرَ النّأيُ المُحِبّينَا!
وَاللهِ مَا طَلَبَتْ أهْواؤنَا بَدَلاً ***** مِنْكُمْ، وَلا انصرَفتْ عنكمْ أمانينَا
وَيَا نسيمَ الصَّبَا بلّغْ تحيّتَنَا ***** مَنْ لَوْ على البُعْدِ حَيّا كان يحيِينا
لَسنا نُسَمّيكِ إجْلالاً وَتَكْرِمَة ً؛ ***** وَقَدْرُكِ المُعْتَلي عَنْ ذاك يُغْنِينَا
يا جنّة َ الخلدِ أُبدِلنا، بسدرَتِها ***** والكوثرِ العذبِ، زقّوماً وغسلينَا
إنْ كان قد عزّ في الدّنيا اللّقاءُ بكمْ ***** في مَوْقِفِ الحَشرِ نَلقاكُمْ وَتَلْقُونَا
إنّا قرَأنا الأسَى ، يوْمَ النّوى ، سُورَاً ***** مَكتوبَة ً، وَأخَذْنَا الصّبرَ تلقينا
دومي على العهدِ، ما دُمنا، مُحافِظة ً،***** فالحرُّ مَنْ دانَ إنْصافاً كما دينَا
إليكِ منّا سَلامُ اللَّهِ ما بَقِيَتْ ***** صَبَابَة ٌ بِنا نُخْفِيهَا، فَتَخْفِينَ
المفضلات