السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
الأخت الفاضلة تومويو
إحساس قابع في الروح لسليم الفطرة والذوق ينتظر أن يتوافق المنظر وتباريح الأشواق ليسرب عبيره في الأنفس ويسري سحره في الأعين فيريك الجميل جميلا،ويدفعك جاهدا أن تجعل ما حولك جميلا..و"إن الله تعالى جميل يحب الجمال"ابتدأت النص بتعبيرها عن الجمال من الداخل إلى الخارج حيث يتجلى فيه،وأنه إن كان تناسبا بين أجزاء الشيء فهو كذلك تناسب بين النفس وما تراه.فالذي تعتريه اضطرابات وأعراض تقل رؤيته لمكامن الجمال،كمريض لا يستشعر لذة الطعام.
وما تفرد به نصها ــ أكرمها الله ــ نظرتها الشمولية لمفهومه،فلم تورده مقتصرا على زرقة ماء أو حسن نجلاء.
وإن إدراجها لشاهدها من الحديث في هذه الفقرة بالذات زادها قوة ومتانة ،فهي تشير به إلى أن الله تعالى جعل الدين جميلا وقضى بحكمه أن يُتجمل به شكلا وخلقا وظاهرا وباطنا، فكان فحوى كلامها ــ رحمها الله ــ يُلمح من بعيد أو قريب إلى أن يكون الفرد جميلا في علاقاته الثلاث (مع ربه،ومع الناس ،ومع الطبيعة)
فالجمال في نصها ــ حفظها الله ــ جمال كل شيء وقدمته لنا جملة واحدة فيما قدمه غيرها مفردا في تجليه ،وكان هذا مما أبدعت فيه ــ رعاها الله ــ
كل هذه المعاني أودعتها موكلتي في بضع كلمات..بأسلوب سلس ورقيق
أفليس لمبنى قل ومعنى جل ،أن يستوفي حقه من النقاط الجمالية للنص؟
ثم إن شرط العشرة أسطر كان الجلاد القائم على أعناق المتهمين ــ لكن البلاء إذا عم خف ــ وإنما أتيت على ذكره لتقدير مدى صعوبة إدراج الشواهد في النص القصير ، لاسيما وقد أوردت الأربعة جميعا ، فكان نصها مدعما بشواهد من وحيين ــ آية وحديث ــ وسائرين ــ شعر ومثل ــ
وخاتمتها "الجمال هو الجمال " حتى وإن بدت عادية التعبير بسيطة المعنى إلا أنها نهاية محكمة وعميقة..تذكرنا بابن القيم في قوله القيم معرفا الرحمة : والرحمة هي الرحمة.فإن كان ما تعرف به الرحمة هي آثارها فالجمال يعرف ــ على حد تعبير الصوفية بكواشفه ــ وتجلياته في كلام الله عز وجل وخلقه
والأكثر من هذا كله المحسنات اللغوية التي لم يلق لها بال ، ربما لأنها جاءت عفوية في الاسترسال فلم تثقل كاهل النص ولم يفتقر إليها
فكان به من الترادف (إحساس وشعور،عين ومقلة...)والطباق(القبح والجمال،سليم الفطرة وممسوخها....) مابه
والأجمل من هذا المقابلة التي جعلتها بين حسيرة والحصر وكسيرة والكسر (إسقاط الفتح)..إن لم يعتبر هذا جناسا معنويا فهو موجود بكل تأكيد في (إبل ونوق) التي توقع في ذهن القارئ كلمة الجمال بالكسر مجانسة لأختها الجمال الذي هو أساس الموضوع
وبغض النظر عن جناس الاشتقاق فالنص حوى جناسا مضارعا في حسيرة وكسيرة ،ويسرب ويسري
وربما هناك سجع أيضا في(فلا عجب أن يقال: القرد في عين أمه غزال) فإن لم تكن النقطتين فاصلة للكلام أفلا يعتبر سجعا شفهيا على الأقل في حال الخطابة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إن كانت هذه المرافعة ستعتبر طمعا فلا بأس فـــ"إنه لحب الخير لشديد"
نأمل منكم أن تركزوا أيضا على جمالية النص وتزيدوا لها ــ زادكم الله من فضله ــ بعض النقاط التي ترون أنها حق لها أو بالأصح الكثير منها ،فالبعض لا يتماشى مع صفة الطمع
هذا ونسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يحق الحق ويبطل الباطل <<صدقت أنها محامية
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


المفضلات