السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد:
إن الغوغائية قد تفشت في هذه الأمة والناعقين لكل شعار فارغ قد كثروا في أزماننا الذي أصبح فيه الناس يعرفون كل شيء إلا دين الله عز وجل فأغلبهم يتجاهلونه كنوع من ردة جديدة وانسلاخ من الإسلام أو نفاق ولباس وتسمي انتماءا للإسلام وإبطان الكفر والركون لأصنام الغرب إلا من رحم الله .
فكم تسمع من منافق هنا وهناك من هذه الأمة يتحدث عن حقوق الإنسان أو الديمقراطية أو الحرية المزعومة والعدالة الإجتماعية المزعومة ليُلمع صورتها وليخدع السذج من الناس الذين لا يعرفون من الإسلام إلا اسمه ومن القرآن إلا رسمه ، وهكذا هو الحال والله المستعان.
يصرخون حقوق الإنسان، حقوق الإنسان، فأين حق الله؟؟
الذين وضعوا هذه الحقوق هم مجموعة من اليهود والنصارى وما أعطوا لعبد حقا من الحقوق
حقوق الإنسان: مظلة صهيونية تتستر تحتها الماسونية العالمية
إنهم يتحدثون عن حقوق الإنسان ، فبادئ ذي بدء ، ما هو هذا الإنسان الذي نتحدث عنه ، ولنسأل أنفسنا عن أي إنسان يتحدث الغربيون
إنهم يتحدثون عن إنسان اللاوعي عند فرويد ، وإنسان الجنون عند فوكو ، وإنسان البيئة عند البيئاويين، وإنسان الجماعة عند علماء الإجتماع ، إنهم يتحدثون عن الإنسان المادة من خلال علاقات إجتماعية تحددها وسائل الإنتاج وتقوم في عالم بدون إله أسسه برومو ثيوس المحارب لله .
إن حقوق الإنسان في الغرب ليس لديها أسس وقيم يمكنها أن تستند إليها ، فكل أهدافها هي مصلحة طبقة أو جنس أو وطن ، فهي لا يمكن أن تتجاوز المركزية الغربية ، فإن حضارتهم المزعومة الفاجرة التي قد انخدع بها المنافقون والعلمانيين وغيرهم قد بدأ حتى شباب الغرب أنفسهم يتمرد منها .
إنها حضارة السامري الذي جسد الإله في عجل ذهبي يُعبد ، إنها حضارة اليهودي بولس الذي أسس مبدأه منذ عهد القسطنطين على مبدأ فصل الدين عن السياسة وهو المبدأ الذي يؤمن به المنافقون اليوم في أمتنا من العلمانيين والليبيراليين واليساريين وهلم جرا من حركات الزندقة والفجور والكفر بالله .
وأعجب من هذا من يدعو لصنم الديمقراطية الكافرة تلك الزبالة التي رفضها ونقدها أكبر الفلاسفة كأفلاطون وسقراط وغيرهم ثم يصيح بها البعض إما جهلا واتباعا لكل ناعق وإما كفرا بواحا وردة عن دين الإسلام واعتقادا وتفضيلها عن شرع رب السماوات .
لقد علمت أن الحق مُر سماعه وأنه مُغضب لكل متحمس من أهل العواطف العواصف من حدثاء الأسنان.
عندما تجد الجاهل منهم الغوغائي الذي لا يعرف حتى أبسط أمور دينه، بله تجده لا عقيدة له .
والله لن تؤمنوا حتى يكون هواكم تبعا لما جاء به النبي محمد عليه الصلاة والسلام .
فعندما تجد الرجل الغوغائي المتحمس الجاهل يشمئز من الدين لأن قلبه قد امتلأ فسقا وفجورا وشركا من الأقوال والأفعال ، فلا تتعجب عندها أن يخرج الغوغاء ليطالبوا بالحرية الغربية
حرية؟؟ نعم إنهم يطالبون بالحرية التي ستجعل أخوهم وحبيبهم الشاذ جنسيا مثلهم ، ولربما قد يتزوج أحد أفراد عائلتهم بشاذ جنسيا ويتم استدعائهم لحضور حفل زفافه .
نعم إنها الحرية والعدالة الإجتماعية التي ستجعل المرأة رجلا تتحكم في زوجها ، بل وترث مثله ، بل لربما إن دعاها زوجها للفراش بلا رغبتها اعتُبِر ذلك اغتصاب وزُج بزوجها إلى السجن ، فإن كان حينها به ذرة غيرة لربما رماها من النافذة وطلقها أو أن يعيش ديوثيا إلى موته طريقا إلى النار كما نرى من بعض الخنازير التي أصبحت منتشرة في مجتمعاتنا من الديوثيين ممن لا غيرة لهم على نسائهم وبناتهم.
نعم إن الغوغاء الجهلة أو بعض المرتدين الجدد سيطالبون بالحرية والعدالة الإجتماعية بل وبحقوق الإنسان التي تقول بأن قطع يد السارق تعذيب فيكون بذلك من اعتقد قول حقوق الإنسان قد ارتد عن دين الإسلام لرده كلام الله، ومن بدل دينه يُقتل في شرع محمد من قبل السلطة الشرعية .
نعم سيطالب الغوغاء بالديمقراطية التي تقول الحكم للشعب وبذلك يكونون قد كفروا بمحمد عليه الصلاة والسلام الذي أنزل الله عليه كتابه يقول فيه : " إن الحكم إلا لله. أمر ألا تعبدوا إلا إياه" فحينها اختاروا إما أن تكونوا مؤمنين أو أن تكونوا منافقين ، فإما أن تختاروا أن تكون كلمة الله هي العليا وإما أن تختاروا الديمقراطية وبذلك أضمن لكم ولثوراثكم المزعومة الذلة والمهانة وبوء بسخط من الله وغضب كما حصل لليهود في قصة سورة البقرة فباءوا بسخط من الله وكتبت عليهم الذلة والمهانة لرفضهم أوامر الله .
نعم سيطالب الغوغاء بالديمقراطية حتى إذا رأى حينها أباه أو أخاه أعلن الردة وأفطر في نهار رمضان أمام الملأ فلن يستطيع حينها الإنكار عليه لأنه ديمقراطي وبالتالي سيخالف مبادئه الكفرية وشعاراته الطنانة التي قد تحمس لها ورأى أنها ستغير النظام الفاسد على حد زعمه بنظام صالح ينادي هو به ألا وهو الديمقراطية والحرية التي ستجعل أخته تتبرج كيفما تشاء وتتعرى كيفما شاءت ولا يحق له أن يكلمها لأنه النظام الديمقراطي الذي سيسقط به الفساد كما يقول .
سيصيح المتحمسون صياح الحمر بالديمقراطية التي تقول أن الرجل كالمرأة ، والله يقول : " وليس الذكر كالأنثى " وسيصيحون صياح الحمر بالديمقراطية التي تقول أن الفاسق كالمؤمن والله يقول : " أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون" وسيصيحون صياح الحمر بالديمقراطية التي تقول أن للمرأة أن ترث مثل الرجل ، والله يقول: " للذكر مثل حظ الأنثيين"
سيصيحون صياح الحمر فلكم الإختيار حتى يتميز الصف ، فإما أن يختاروا كلمة الله هي العليا فيكونوا مؤمنين
وإما أن يختاروا الديمقراطية الكافرة ذلك الصنم الذي أرضعتهم إياه إسرائل فيكونوا كافرين
وإما أن يتلونوا ويدعون الإسلام ولكن قلوبهم تركن لذلك الصنم اليهودي الديمقراطية الكافرة فيكونوا منافقين.
إلى المنخدعين والمبدلين دينهم أقول كقول الشاعر :
قالوا لنا الغرب قلت ... سياحة وصناعة ومظاهر تُغرينا
لكنه خاو من الإيمان لا ... يرعى ضعيفا أو يسر حزينا
الغرب مقبرة المبادئ لم يزل... يرمي بسهم المغريات الدينا
الغرب مقبرة العدالة كلما .... رُفعت يد أبدى لها السكينا
الغرب يكفر بالسلام .... وإنما بسلامه الموهوم يستهوينا
الغرب يحمل خنجرا و رصاصة .... فعلام يحمل قومنا الزيتونا
كفر وإســلام فأنى يلتقي ..... هذا بذاك أيها اللاهــونا
أنا لا ألوم الغرب في تخطيطه ... ولكن ألوم المسلم المفتونا
وألوم أمتنا التي رحلت .... على درب الخضوع ترافق التنينا
وألوم فينا نخوة لم تنتفض .... إلا لتضربنا على أيدينا
يا مجلس الأمن
شكرا لقد أبرزت وجه حضارة ... غربية لبس القناع سنينا
شكرا لقد نبهت غافل قومنا .... وجعلت شك الواهمين يقينا
يا مجلس الأمن انتظر إسلامنا .... سيُريك ميزان الهدى ويُرينا
إن كنت في شك فسل فرعون ...عن غرقه وسل عن خسفه قارونا
لقد سُفكت الدماء في العراق باسم الحرية والديمقراطية
وسُفكت الدماء في أفغانستان باسم الحرية والديمقراطية
وتُسفك الدماء اليوم باسم الحرية والديمقراطية في شتى البقاع .
عندما يتكلم الغوغاء بجعل مبادئ تخالف الإسلام هي العليا ، حينها أقسم أنه لا نصر لتلك الثورات ، لأن الغاية الأسمى هي إعلاء كلمة الله وأن تكون هي العليا وهو الشيء الذي لا أثر له في نفوس الكثير إلا ما رحم ربي .
.فالمطلب الأسمى الذي ينصر الله به عباده هو إعلاء كلمة الله وبها يأتي كل شيء من لقمة عيش وغيره لأن الله هو الرازق الخالق وليست مبادئ حقوق الإنسان أو العدالة الإجتماعية أو الحرية هي من سترزقكم.
بيننا وبينكم الزمان ، سيجيب عنا .
وإلا فكتاب ربنا قد أجاب عن كل شيء ، ولكن دع الزمان يصفعهم .
الحرية، الديمقراطية، حقوق المرأة والإنسان...، تلك الأصنام
اللهم إنا نُشهدك أنا كفرنا بهذه الأصنام جميعا ، واللهم إنا نبرأ إليك من أهلها ودعاتها من بني جلدتنا ممن يتكلمون بألسنتنا .
لا نصر ، حتى ترفعوا شعار العزة .
اللهم لا تؤاخذنا بما يفعل السفهاء منا .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه أخوكم في الله : عثمان



رد مع اقتباس







المفضلات