الأمنيات !~
بِقَلَمْ.. غالية عبدالله محمد
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول :
|[ والذي نفسي بيده ، لولا أن رجالاً من المؤمنين لا تطيب أنفسهم أن يتخلفوا عني ،
ولا أجد ما أحملهم عليه ، ما تخلفت عن سرية تغزو في سبيل الله ، والذي نفسي بيده لوددت أني أقتل
في سبيل الله ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل ]| رواه البخاري .
.
،
وقال -رضي الله عنه- أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال :
|[ إذا تمنى أحدكم فلينظر ما يتمنى فإنه لا يدري ما يكتب له من أمنيته ]|رواه أحمد وصحح أحمد شاكر وضعفه العلامة الألباني رحمهم الله
،
ويروى أن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه - قال لأصحابه : تمنوا ،
فقال رجل :أتمنى لو أن لي هذه الدار مملوءة ذهباً أنفقه في سبيل الله ،
ثم قال : تمنوا ، فقال رجل : أتمنى لو أنها مملوءة لؤلؤاً وزبرجداً وجوهراً
أنفقه في سبيل الله وأتصدق .
ثم قال : تمنوا ، فقالوا : ما ندري يا أمير المؤمنين !؟
فقال عمر : أما أنا فأتمنى لو أن هذه الدار مملوءة رجالاً مثل أبي عبيده بن الجراح -رضي الله عنه-
،
وعن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه قال : اجتمع في الحجر مصعب بن الزبير وعروة بن الزبير
وعبد الله بن الزبير وعبد الله بن عمر -رضي الله عنهم- ،
فقالوا : تمنوا ،
فقال عبد الله بن الزبير: أما أنا فأتمنى الخلافة ،
وقال عروة : أما أنا فأتمنى أن يوخذ عني العلم ،
وقال مصعب : أما أنا فأتمنى إمرة العراق والجمع بين عائشة بنت طلحة وسكينة بنت الحسين ،
وقال عبد الله بن عمر : أما أنا فأتمنى المغفرة ..
هكذا هي أمنيات الإنسان لا حد لها ، لأنها تنبع من النفس ، والنفس تشتهي وترغب ، وتهوى وتحب ..
ولو تحقق لها كل ذلك لشاغلتها الشواغل ، ولأصبحت هدفاً لمتع الدنيا وزخرفها ،
وأصبح دورها الانتظار لرغبة منتظرة ، وأمل آت ..
ومن هنا .. أخي الكريم | أختي الكريمة ،
لابد لنا أن نحول مسار آمالنا وطموحاتنا إلى ما هو نافع لنا في الدنيا والآخرة
كما قال تعالى : (وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا )
فما تمناه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضوان الله عليهم من الأمنيات التي تعزز النفس ،
فكانت بالفعل أمنيات خير وآمال بر ورغبات رشد ، إن نالتها النفس البشرية شكرت ،
وإن لم تنلها اجتهدت في نيلها ابتغاء مرضاة ثواب الله سبحانه وتعالى ..
فهلا تمنيت مثل هذه الأماني ، التي من نالها فقد نال التكريم والتشريف من الرب جل جلاله
حين قال : ( قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا ) ..
يقول عمر بن عبدالعزيز -رحمه الله- :
|[ إن لي نفساً تواقة ، ما تمنت شيء إلا نالته ، تمنت الإمارة فنالتها وتمنت الخلافة فنالتها ،
وأنا الآن أتوق للجنة وأرجو الله أن أنالها ]|
المفضلات