يعلم الشامتون أولئك أنه لو توقفت آلة القتل لمدة أسبوع واحد فقط،
وسُمح للسوريين بالتظاهر السلمي لرأينا حشوداً واعتصامات مليونية تحاكي نظيرتها في مصر، وربما اليمن،
ولعل ذلك هو ما يدفع النظام إلى الإصرار على رفض أية مبادرات سياسية تنطوي علي السماح بالاحتجاج السلمي،
حتى لو منحته فرصة البقاء في السلطة من الناحية النظرية، إذ أنه يدرك أن التوقف عن القتل والاعتقال لن يمهله طويلاً
وسيذهب بالوضع مباشرة نحو حشود لا يمكن السيطرة عليها تؤدي إلى سقوطه خلال أسابيع قليلة ..
من هنا تتواصل عمليات القتل والاعتقال، والأهم انتشار الجيش وعناصر الشبيحة في كل مكان تلوح منه رائحة الاحتجاج،
وإلا فهل بوسع الشامتين إياهم أن يقنعونا بأن النظام وأبواقه ووسائل إعلامه قد تمكنوا من إقناع أهالي حماة الذي خرجوا عن بكرة أبيهم غير مرة،
ومثلهم أهالي دير الزور وحمص، قد تمكنوا من إقناعهم بأن النظام مقاوم وممانع، أو أنه جاد في الإصلاح إلى درجة منحه الفرص الكافية لتحقيق المطلوب؟!
بالله عليكم هل ثمة عاقل يمكن أن يقتنع بذلك أم أنها لغة القمع الدموي الأكثر إقناعاً، وعنوانها الدبابات وآلاف العناصر من الجيش
التي تحتل الساحات وتقتل وتعتقل ومعها جحافل الشبيحة التي تجعل خروج الناس باهظ الكلفة على مختلف الأصعدة ؟!
المفضلات