بسمِ الله الرّحمن الرَّحيم --------------------------------------------------------
السَّلامُ عليكُم و رحمةُ اللهِ و بركاتهُ ---------------------------------------------------
اليوتيـوب لم يحقّق أمنيـة حياتِــي بعـد ! - بقلم : Keen -------------------------------
شأنِـي شأن أيّ مواطن في أقطـار هذهِ الشبكة العنكبوتيّـة ، فإنِّـي لا أستغنـي أبداً عن الموقع الاجتماعي الشهير
اليوتيـوب ؛ و الذي هو بدوره موقع يختصّ ببثّ مقاطع الفيديـو بشكلٍ عــام و السَّماح للأعضاء بالتعليق عليها .
و هذهِ هي المُشكلة ، .. التعليـق عليهــا !! أستنكرُ و بشدّة ما يحدُث لنا نحنُ العرب بخصُوص بعض التعليقـــات
التي نطلقها في الموقع بأسلـوبٍ مقـزّز لا أعرف كيف هو وصفه ؟ ؛ أهو الساذج ؟ أهو القليل الحياء و التربية ؟
أهو يدلّ على انعدام الأخلاق و القيم ؟ أم هُــو المتخلف و الرَّجعي الذي يفتقـد للذّوق العــام و التحضُّـر و الوعِـي ؟
بصراحة إن جمعــت جميع هذهِ الألقاب و الصّفات و أطلقتها على التّعليــق لن تكُون بالظَّالــم و لا بالمُبالــغ ! ما ذنبي
أنـا عندما أريـد أن أشاهد مقطع لهدف في مباراةٍ ما مثلاً و أخطـأ بالنُّزول إلى موضـع التعليقات حتَّى أشاهد الفضيحة
الكبرى و الإنحطاط المُخزِي المشين الذي وصلنا إليـه نحنُ العــرب ! تخيَّلوا فقط مقطع بسيط لهدف في مباراة ، تحوَّل
إلى نزاع مذهبـــي و طائِفــي ، و صراع ثقافـي أمُمي .. و تراشُق بالسّباب و الشتام النَّابي ؛ و سبّ الدين و سبّ و شتم
أيّ شيء جميل أو سيء في هذهِ الحياة و رمـي الإتّهامات الباطِلة ؛ و الدّخول و التفتِيش في النوايا و الأنفس ، ناهيك
عن الإفتـاء .. بل جميع أمُور الحياة من دين و سياسة و تجارة و ثفاقـة قد تدخل في إطــار هذا النقـاش الذي يحدثُ في
موضع التعليقـات التي إن دلَّت فإنما تدلّ على التخلُّف الكبير الذي وصل إليـه العـرب ، بلاش أنــا .. ما ذنبُ الطفــل الصَّغير
الذي قد يستخدم اليوتيوب و يشاهد مثل هذهِ التعليقات بمحض الصدفة حتى تجعله يفكَّر في أمور ليس من المفترض أن
يفكَّر فيها بعـد ؟ هذا فقـط و أنا أتحدَّث مثلاً عن مقطع لهدفٍ من مباراة ، فما بالكم بمقطع دِيني أشدّ احتدامـاً و تعاركاً ؟
تولَّدت لديّ جراء ذلك أمنيـة مستحدثــة أتمنّى أن يحقّقها لي اليُوتيــوب يومـاً و لا أخفي تشكِيكي في ذلك . أمنيتي أن
أدخُــل على مقطع بهِ تجمهر كبير و لا أرى ما يخجلنـي قراءته .. أمنيتي أن أرى نقاشــاً يحدُث في إطـار من الهدوء و
الإحترام و الذُّوق .. أمنيتي أن تختفـي التعليقات النّابية و المشينة و المتخلّفــة .. أمنيتــي أن لا تخرج التعليقات عن
إطار الفيديو نفسه ، أمنيتِــي أن يسُــود الوعـي ؛ و التقبُّــل ؛ و المودَّة ، أتُرى أمنيتي هذهِ بمستحيلة شعبنا العربي الكريم ؟

رد مع اقتباس

المفضلات