بسم الله الرحمن الرحيم
السـلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كسوة الكعبة } ...
للكعبة المشرفة بيت الله العتيق مكانة عظيمة عند العرب قبل الإسلام وبعده ،
فكانت منذ القدم تكسى تبجيلاً وتكريماً .
فإليها يحج الناس ، وإليها المقصد ، لذا كان لها ثوب يكسوها إجلالاً وتشريفاً .
يُعد الملك الحميري تبع بن أبي كرب هو أول من كسا الكعبة وكان ذلك قبل 220 سنة
من الهجرة النبوية .
أما في عهد قصي بن كلاب الجد الرابع للرسول صلى الله عليه وسلم الذي فرض
كسوة الكعبة ، فكان يجمع المال من القبائل القرشية لكسوة الكعبة كل حول ،
فتطوع أبو ربيعة بن المغيرة المخزومي وهو من أثرياء قريش بأن يكسو الكعبة
لوحده سنة بينما تكسوها القبائل القرشية مجتمعة سنة أخرى .
ولقد سجل التاريخ أسماء عدة كست الكعبة منهم :
نبيلة بنت حباب زوجة عبدالمطلب وأم العباس وذلك وفاء لنذر نذرته ،
وملكة مصر شجرة الدر ،
وعلي بن دينار آخر سلاطين دارفور .
في الأزمان القديمة كُسيت الكعبة بألوان مختلفة وبأقمشة متنوعة ،
وقد كُسيت أيضاً بالحصر .
لكنها في العصر العباسي كسيت بالحرير والديباج ، وكانت تكسى أيضاً ثلاث مرات في السنة :
في يوم التروية "الثامن من ذي الحجة " ،
وأول رجب ،
وعيد الفطر ،
وكل كسوة منها كانت مختلفة اللون .
ولقد كُسيت الكعبة في عهد الخليفة العباسي أبو العباس الناصر لدين الله بالديباج الأخضر ،
ثم الديباج الأسود الذي استمر لوناً لكسوة الكعبة حتى الآن .
أربع منها تغطي جدرانها الأربعة والقطعة الخامسة ستارة باب الكعبة ، ويبلغ طولها
ستة أمتار ونصف المتر ، وعرضها ثلاثة أمتار ونصف المتر
ومكتوب عليها آيات قرآنية .
كما يوجد في الثلث الأعلى حزام يبلغ عرضه 95 سم ، وطوله 47 متراً ، فيه آيات قرآنية
مكتوبة بخط الثلث وزخارف إسلامية .
وهو مطرز بالحرير ومغطى بسلك من الفضة ، و مطلي بالذهب ، كما توجد فواصل مطرزة
مكتوب عليها : ( ياحي ياقيوم يا رحمن يا رحيم ) ، وذلك في إطار تحت الحزام
وفي أركان الكعبة .
تبلغ التكلف الإجمالية لكسوة الكعبة في جميع مراحلها من استيراد الحرير ، ونسيجه ،
وتطريز الأحزمة حوالي 20 مليون ريال سعودي .
مثلما يزهو المرء بالجديد في يوم العيد فإن الكعبة المشرفة تزهو في يوم النحر أول يوم
من أيام عيد الأضحى المبارك ،
حيث تستبدل كسوة بعد صلاة العيد وتتألق بكسوتها الجديدة التي تستغرق عاماً كاملاً
في النسج والحياكة والتطريز .
يقع مصنع كسوة الكعبة الجديد الذي تصنع فيه الكسوة الحالية في مكة المكرمة ،
في منطقة أم الجود ، وقد تأسس عام 1397 هـ .
وضم المصنع أقساماً متعددة ، أولها قسم صباغة الحرير المستورد ،
وقسم النسيج وهو نسيج خيوط الحرير ،
وقسم التطريز ، وقسم التجميع .
يشرف على المصنع الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي .
شكر خاص لـ الراقيه Hope Tear
المفضلات